عمل طفلك ليس شذوذا، فلا تحزني، كثير من الأطفال هكذا يتصرفون مع أمهاتهم، وبعضهم يكتفي بالسب بأقذع الأسباب، وغالبا تنتهي هذه المشكلة إذا تم التعامل معها بشكل صحيح، وسوف يأتيه يوم ويهدأ، وللعلم: فالطفل لا يفرق بين الوالدين والإخوة، ويمكن أن يتصرف معهم بطريقة واحدة، ولا يدري أنه يجب احترام الأبوين، حتى لو تم تعليمه، ولن يدرك هذا إلا حين يكبر قليلا إن شاء الله، والاحترام يأتي لاحقا بحول الله.

أولا: حاولي التعرف على سبب تصرفه من الأساس، فقد يكون أبوه يضربه أو أنت، أو أحدكما أو أحد إخوته أو غيرهم ممن يراهم باستمرار يمارس الضرب أمامه، فجعلته يقلد.

ثانيا: جنبيه مواقف الغضب، بحيث تستجيبي لطلبه قبل أن يغضب، هذا إذا كان طلبه معقولا.

ثالثا: لا تستجيبي له عندما يغضب أو يضرب، ولا تستجيبي إلا بعد هدوئه، وأفهميه أن الاستجابة لن تكون إلا بعد أن يهدأ، لأنه سيفهم أن الغضب يلبي طلباته، فيغضب مستقبلا إذا أراد تلبية طلباته، ويمكنك تطبيق الطريقة المذكورة أعلاه في هذه الحالة.

رابعا: حاولي أن تشكريه عندما يتعامل معك بطريقة مؤدبة، ويمكن أن تلبي له طلبه بطريقة تشعره بالفرح، أو تهديه هدية.

خامسا: لا تتعاملي معه بالمثل، فهذا سيزيد النار اشتعالا، ولن يحل المشكلة، ولا بأس أن تتعاملي معه بحزم، كما في مثال الأخت أعلاه، بحيث لا تضربينه، ولكنك تقطبين الجبين مثلا، أو لا تردين عليه.

سادسا: لا تشعريه أنك تتضررين من ضربه، وأنه يغضبك، لأنه سيتخذها وسيلة للضغط عليك.


سابعا: ادعي له، وسلي الله له الهداية، وليسمعك أحيانا، وأكثري من استخدام الكلمات التي تنم عن الحب والهدوء.

__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا

مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.

مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.