فائدة : يرد لفظ ( ربي ) المضاف لياء المتكلم في القرآن تارة بإثبات الياء كما تقدم ، وتارة بحذفها (ربِ ) ، وقد كنت في السابق أتحرج من ترتيل بعض الآيات غيبا بسبب هذا الإشكال ، وبعد استقراء جملة من الآيات الكريمات استنتجت القاعدة التالية : أن لفظ ( رب ) لو أضيف للياء وأعرب ( منادى ) سقطت منه الياء ، ولو أضيف للياء ولم يكن منادى لم تسقط الياء ، فمن الأمثلة على سقوطها :
قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى ) .
وقال تعالى : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ) .
وقال تعالى : ( وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ) .
وقال تعالى : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ ) .
ونلاحظ في كل الأمثلة السابقة أنه يجوز تقدير حرف النداء ، والتقدير : ( يا رب ) .
أما الأمثلة التالية في نحو قوله تعالى : ( إِذْ قَالَ إِبَرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ) .
وفي قوله تعالى : ( إنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ) .
وفي قوله تعالى : ( إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ )
فنلاحظ أن تقدير حرف النداء ممتنع في هذه الأمثلة ، ولذا لم تسقط الياء ..
والحقيقة أنني كنت أعاني من هذا الأمر سابقا ، فلا أدري متى أشبع لفظ ( ربي ) ومتى أقرؤه بالكسر فقط دون إشباع ..
وحين رجعت لكتب النحو لم أجد الجواب الشافي ، فقد ذكروا أن المنادى المضاف لياء المتكلم يجوز فيه خمسة أوجه ..
منها حذف الياء والاستغناء عنها بكسر ما قبلها ، ومنها أيضا إثبات الياء ..
فلم يكن أمامي إلا أن أتتبع جملة من آيات القرآن علّي أخرج باستنتاج يسهل علي الأمر ..
فخرجت لكم بالاستنتاج الآنف ، وهو أن ( رب ) إن أضيفت لياء المتكلم وكانت ( منادى ) حذفت ياؤها ، وإلا أثبتت ..
ولذا أطلب من الإخوة حفظة القرآن الكريم أنهم لو وجدوا آية واحدة فقط تخرم القاعدة السابقة أن ينبهوني عليها - جزاهم الله خيرا - ..
ولازلت أجهل إلى الآن لمَ هذه القاعدة مطردة مع لفظ ( رب ) فقط ؟ لأني وجدت غيرها من الألفاظ جاءت في موضع النداء وأضيفت لياء المتكلم ومع ذلك لم تحذف الياء ، مثل لفظ ( عباد ) ، فقد وجدتها في القرآن تارة بإثبات الياء وتارة بحذفها :
1- قال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ) .
2- قال تعالى : ( يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ) .
أما ( رب ) فلم تستعمل بالوجهين حال كونها منادى مضافا لياء المتكلم ، لذا من استحضر منكم آية أُثبت ياؤها مع كونها منادى مضافا لياء المتكلم فليرشدني لها .
ومما يؤكد ما ذكرته من حذف الياء وإثباتها مع لفظ ( رب ) في القرآن قول الله تعالى : ( وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) ، وقوله تعالى : ( قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ) ..
فلاحظوا أن الياء حذفت حين صح تقدير النداء ، وأثبتت حين امتنع تقدير النداء !
فلذلك تسهيلا للحافظ أقول : أشبع الكسر حين لا تستطيع تقدير النداء ، واكسر دون إشباع عند النداء ..
وأرجو من الله أن تكون قاعدة صحيحة !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
س 19 ( لا علاقة له بالفائدة السابقة ) : بين موضع الخطأ في :
أ - ( محمد أطول من يزيد ، وأكبر منه ، وأسمر منه قليلا ) .
ب- ( مكرهٌ أخاك لا بطل ) ، قال بعض النحاة أن هذا المثل الشهير اشتمل على خطأ نحوي ، عينه ، وأعرب ما لون بالأحمر .
__________________
إلى الماءِ يسعى من يغَصُّ بلقمةٍ ::
إلى أين يسعى من يَغَصُّ بِمَاءِ؟!
التعديل الأخير تم بواسطة شاطئ المحبة ; 16-08-2010 الساعة 09:44 AM