يا اخي الكريم انت عايش في وهم كبير إسمه العشق
"كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه "
أقول لك قصة في زمن من الأزمان صادف شاب فتاة جميلة جداً لم تكن تعلم بوجوده فنزعت غطاء وجهها واخذت تكلم بعض صديقاتها من الفتيات من حيث لا تعلم، هذا الشاب اغرم بالفتاة غراماً شديداً ، اعجب بجمالها وحديثها وشخصيتها ،حتى انه مرض من حبه له ، وكان يستحيل عليه ان يتزوجها لأنها إبنة حسب ونسب ومال وجاه وهو كان شاب فقير ، فذهبت به امه الى احد العلماء وأخبرته بحاله وشكت اليه خوفها من ان يموت من عشقه لها .
فقال العالم للشاب : انا اخطب الفتاة لك من اهلها، فرح الشاب فرحاً شديداً ، ولكن العالم إشترط على الشاب ان يصلي أربعين ليلة صلاة الليل بدون إنقطاع ، ووافق الشاب فرحاً .
وبدء الشاب بصلاة الليل ليلة بعد أخرى ، حتى إذا جاءت الليلة الاربعين ، لم يأتي الشاب على ذكر الفتاة ، وتوالت الايام وزادت حيرة أم الشاب ، فسألت إبنها تذكره بأمر الفتاة وخطبتها ، فقال لوالدته انه لم يعد يرغب بالفتاة ، قلبه الآن قد ملئ بعشق الله تعالى وحب مناجاته ولم يعد للفتاة مكان في قلبه.
وعندما ذهبت الام للعالم تخبره جواب ابنها ، فتبسم العالم وقال لها ان سبب عشق ابنها للفتاة ان قلبه خالياً من ذكر الله تعالى ، حتى إذا ملئ بذكر الله ذهب عشق الفتاة ، وهذا ما كان يبغيه
وهذا مصداق لقول امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام : العشق داء وجد قلباً فارغاً فسكن فيه
سلام