منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - المبادرة إلى المراضاة
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-09-2010, 10:54 PM
  #1
الموحد لله
عضو مميز
 الصورة الرمزية الموحد لله
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 847
الموحد لله غير متصل  
المبادرة إلى المراضاة

كثيراً ما تحدث الخلافات الطبعية بين بني البشر , ولا تخلو علاقة بين اثنين من خلاف ـ ولو جزئيٍ ـ تفرضه عليهما طبيعة البشر الذين لا يزالون مختلفين , حيث لم يخلق الله بشراً مطابقاً لبشر آخر في جميع الصفات والمشاعر والأحاسيس والآراء والعلوم والثقافة والتجارب وغيرها من الأشياء التي يظهر فيها التفاوت .
فالخلاف إذن طَبَعِي
ويجرنا الحديث إلى الخلاف بين الزوجين , ومما يزيده ويشعله ويذكيه كثرة المماسة والمخالطة والمجالسة , فكثرة الإمساس تزيد الإحساس , وقد يؤدي ذلك إلى زوال حاجز الحياء بينهما , بغض النظر عن الخطأ الحاصل من أحدهما وبغض النظر عن تقصير أحدهما ..
فإذا وقع الخلاف وزاد الشقاق وتخلل ذلك ونتج عنه نوع نُفرة أو زعل أو خصام وهجر لمدة قد تطول أو تقصر ففي الغالب يرمي أحدهما الخطأ على الآخر , هذا في الغالب
فإن كان الأمر كذلك
وحدث أن تنازل أحدهما وأخذ في مراضاة الآخر وهو يعلم أن نصفه الآخر مخطئ فهل هذه الخطوة تحسب له أم تحسب عليه باعتبار أن الآخر أيضاً يرى أن نصيفه مخطئ ؟
ولكن المشكلة أن بعض الزوجات إن استمريت في المبادرة , ومدِّ يد الإصلاح أصبح ذلك عادة لها , فلا ترضى إلا أن تبادر أنت , أما هي فتنتظر ذلك وترى أن مبادرتها رضى بخطئها وإثباتاً لصواب زوجها ؟! وكذلك يحدث العكس .
فإن وصل الأمر إلى ذلك فقد تستمر المشكلة أياماً بل أسابيع وشهوراً , وسبب ذلك كله العناد , وما أدراك ما العناد ...
ولا ننسى حديث النبي صلى الله عليه وسلم في المسلمين المتخاصمين : (يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا , وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) , ويدخل فيه الخصام بين الزوجين أيضاً , لانهما من جملة المسلمين .
فما رأيكم في المبادرة حتى لو رأيت أن الآخر هو المخطأ , والدلائل كلها تميل إلى تصويبك , فهل تبادر أم أنت من جنس من لا يتنازل عن حقه أم أنت من جنس المعاندين , أم ترى أن ترك المبادرة علاج لمن عرف بالعناد وكثرة الزعل .
ولا تنسوا أن المبادرة إلى المراضاة فيه وأد للمشاكل الكبرى المتولدة عن طول الزعل أو شدةالخلاف مع تقادم الزمن .
فكم من طليق أو طليقة تمنى أنه تنازل وأرضى صاحبه قبل ألا تحمد العاقبة ...
وأحب أن أنبه أن الكلام هنا عن الخلاف بين الزوجين أو بين الصديقين , لا بين الولد مع والديه أو من هو أكبر سناً منه .
وتقبلوا تحياتي ...
__________________
(..ما أجمل أن تختم يومك ويكون قلبك خالياً من الغل أو الحقد أو الضغينة على امرئ مسلم ..)

التعديل الأخير تم بواسطة أم داليا ; 26-09-2010 الساعة 12:20 AM السبب: العنوان