نعم أنا مطلقة!
نعم أنا مطلقة!
لازلت أخاف من هذه الكلمة رغم أنها أصبحت حقيقة في حياتي
أحاول إقناع من حولي بسعادتي لكن هل فعلا أنا سعيدة
ولداي يهوناني علي الطلاق لآنشغالي بتربيتهما والاهتمام بأمورهما
وفي نفس الوقت أشفق عليهما فكلمة بابا لازالت مبهة عندهما يسمعونها فقط من التلفاز
آنهيت دراستي الجامعية وكأي فتاة فكرت في الزوج تقدم لي الكثير من الشباب لكن لم يكونوا في مستوى طموحي كنت أبحث عن شخص متعلم تعليم عال مثقف رومنسي لم أجد هذه الصفات إلا فيمن سيصبح زوجي لاحقا تعرفن في فترة خمسة شهور وكانت عبر الهاتف لوجوده في بلد أروبي أعجبت برزانته وأسرني صوته تعلقت به درجة لاتوصف قد يكون حاجتي للجنس الآخر هو من كان يصور لي هذا التعلق وللأمانة كان شخص محترم كلامه موزون ورصين قد يكون لسنه دخل في ذلك
بحظور والديه خطبني وعقدنا عقد الزواج على أن نقيم العرس بعد آتمام أوراق إقامتي في البلد الذي يوجد فيه شاء القدر أن توفى والده بعد معاناة طوييلة مع المرض ولكبر سنه قبل العرس بأسبوعين صدمنا وللأسف مات والد زوجي وماتت معه أحلامي الوردية في زواج مستقر يسوده الحب والود
جاء العريس مع أخويه وخاله و زوجة أخوه لبيتنا لآصطحابي لبيت العريس فهم يسكنون في مدينة أخري بثلاث ساعات لم نخبر أحدا بموت والده(وهذا بطلب زوجي) عند مجيء العريس زغردة بعض الحاضرات وأتممنا مراسيم الزفاف بدون أغاني أو أناشيد مرعآة للعريس و أهله
آشترط أن لا يرافقني أحدا لأن ليلفتوا آنتباه جيرانهم فهم لم يخبروا أحد بالعرس وافقت بدون آعتراض لكن الذي صدمني بقوة أنهم أخذوني أولا لبيت أخوه لأغير ثوب الزفاف وألبس عادي لكي لايراني أحد من جيرانهم !!!!ومع ذك قلت لايهم مدام أهلي لم يعرفو بهذه البهدلة
دخلت بيت العائلة الذي مكثت فيه عشرة أيام قبل أن نسافر للبلد الذي سنقيم فيه للأسف عشرة أيام من أسوء ذكرياتي يكفي أن تكون الليلة الأولى التي طالما تخيلت بعظا من خباياها (كيف أنه سيمسك يدي ويقبلها و يعدني بأن أكون كل حياته و كيف سأجيبه بأرق العبارات ....)يعني على قد أحلامي كانت صدماتي المتتالية فعند دخولي لغرفتنا آستغربت هل دخلت الغرفة الخطأ للأسف لم يجهز لي غرفة نوم جديدة كأي عروس بحجة أن بيتنا ليس هنا قلت في نفسي لايهم وأنا أمني نفسي بالليلة الكبيرة هههههههه لكن المفاجاءات لن تتركني لهذا الحد فحبيب القلب دخل الغرفة في حالة يرثى لها البيجامة ملبوسة حالتها لاتبشر بليلة رومنسية والأدهى دخل علي وهو رابط رأسه بمنديل وشعره منكوش قلت في نفسي مسكين الظاهر حزنه على أبوه أثر فيه دخل ونام مباشرة ههههه طبعا قال لي تصبحين على خير( نعمة)
]تظاهرت بالنوم تفاديا للحرج إلا أن فوجئت يصرخ و يلومني على أننا لم نحترم موت والده ولم نراعي مشاعرهم حين زغردت بعض الحاضرات وكيف تجرئنا وأحظرنا مجهز الأعراس وأنه كان يريد تركي هناك ويطلقني بصوته العالي ونظراته الحادة و آستخدامه يده في التلويح خفت أن يضربني وبدأت أستسمحه على خطأ لم أرتكبه وأنا أبكي من قهري أجل هذه ليلتي الأولى مع زوجي خرج من الغرفة و دخلت أخته تطبطب علي لم أخبر أهلي بشيء لكي لا أكبر المشكلة أكثر أراد أن يدعو أهلي فرحت قلت الحمد لله النفوس هديت لكن للأسف آكتشفت فيما بعد أنه دعاهم فقط ليلوم أخي على الجريمة التي قمنا بها(العرس) أخي سكت ولم يرد عليه بتاتا لأن شخصيته تميل للطيبة كثيرا بدوره لم يحكي شيء لوالدي
النسبة لي زوجي كان الرجل الأول في حياتي. حياتي عشتها بجدية أكثر كانت موزعة بين الكتب و الأعمال المنزلية لهذا تأثرت بطلاقي ويعلم الله أني في فترة زواجي به كنت أتمنى إما أن أموت أنا أو يموت هو لأن الموت في المحيط الذي أعيش فيه أهون من الطلاق! مع ذالك كنت أشفق عليه وأحنو عليه وأسعى لإرضائه عندما أتذكر مواقفي معه ومواقفه معى أتسائل كيف تسطتيع أن تدخل القسوة قلوب البشر وكيف يقابل الحب بالكره لست نادمة على ماأعطيت لكني حزينة لأنه لم يقدرني
...اعتكفت في الغرفة (إياها) فكلما جلست معهم طلبوا مني الدخول إليها لحضورمعارفهم للعزاء للأسف عوملت كمن آرتكبت فعلا شنيعا ويجب سترها على أعين الناس!!!!لا تلفاز لا كمبيوتر لا نزهة شعرت بضيق ومع ذالك كنت أمني نفسي بأنها أيام وستمضي وسأعوضها حين سأسافر مع زوجي الذي لم يقربني طيلة فترة وجودي في بيت عائلته
سافرنا ودخلت مملكتي الصغيرة وللأسف بعد أيام من وصولنا تأكدت أن مشكل (العرس)لم ينتهي بعد فكل مرة يلقي بضلاله علينا وكلما نظرت في عينيه الحزينتين وجدت كرها و لوما كنت أخادع نفسي بقدرتي على تغيره لحب وسعادة....لكن هيهات ثم هيهات كلما حاولت ان أترب إله وجدته يصدني
في اليوم الموالي لوصولنا أردت أن أطعمه لقمة من يدي فوجئت بأن أنزل الشوكة وهي في يدي قائلا كل واحد يأكل بيده حبست دمعتاي وطأطأت رأسي أكل وقد خجلت من نفسي التي قمعها.. مع الأيام يبدو أنه راجع نفسه وقرر أن يعتذر بأن بدأ يمد لي لقيمات لإطعامي كنت أتضاهر بسعادتي لأشجعه على اللطف والحنان أما في داخلي أحسست بالمجهود الجبار الذي بذله لمناولتي تلك اللقمة فهي تكفير عن (ذنب) ليس إلا !
أما الذي أضحكني وأبكاني في نفس الوقت هو أن تصادف وصولنا مع إضراب شهدته البلاد مما يعني أن عطلته عن العمل ستزيد وبالتالي سيمضي وقت ممتع وأطول مع عروسته ويريها معالم هذه المدينة الساحرة لكن العروسة فوجئت به كطفل صغير يقول لها ياخسارة لو كنت أعرف بهذا الإضراب لكنت أمضيتها مع أمي !!المصريون يقولون حبكيت دلوأتي
آكتفى قبل رجوعه للعمل بأن دلني على أقرب متجر وعلى عيادة الطبيب
كنت مشتاقة ان أسمعه يقول حبيبتي أو أرمي رأسي على صدره ويلعب في خصلات شعري كنت أتمنى بعد آنتهائي من عمل المساج لظهره أن يردني في حضنه أن أن يثني على عطري على جمالي أن يهمس في أذني كلام العشق و الود كنت متلهفة أن أراه يطلبني لا أن يلبيني فقط وأحيان كثيرة يصدني ويتحجج بوضوئه
لكن للأمانة كان كان حين يسافر يقبلني في جبهتي وفي أيام دوامه يتصل بي مرتين
أي شيء كنت أفعله ينتقده جملته الشهيرة (إنك لا تفكرين )مازال رنينها في أذني حتى بعد مرورعام وعشرة أشهر على آنفصالنا نقده لي باستمرار أفقدني تركيزي لكن لم يفقدني صبري كنت أحتوي غضبه و عصبيته بسكوتي وأحيانا بدموعي التي ترضي غرورة وتطفيء نارا إن آشتعلت ستحرق كلاينا
عامين ونصف عشناها بكثير من المشاكل (كثير منها تافه) وقليل من السعادة
أذكر كيف قبلت رجليه نعم رجليه ليعطي لكلينا بداية جديدة
كان لساني لا ينطق غير حاضر كماترى
فعلت كل مايجعله يقترب مني لكن للأسف كنت أراه يغادر في طريق آخر بعيدا عني
لكن اللحظات السعيدة التي عشناها سويا وإن كانت قليلة كانت لي المرجع والأصل الذي أرجع إليه
أذكر كيف كان يساعدني في أكلة ما في week-ends وكيف كان يقطع لي السمك لكي لا أجرح نفسي
وخروجنا سويا للمتجر لشراء الأغراض تعودنا أن نذهب معا ونعود معا وكيف كان يساعدني في فترة حملي كان وحامي صعب أستفرغ كثيرا كنت أجده ممسكا بإحدى يده يدي وبالأخرى يلفها على خصري كنت أحسه حنون لكن يتصنع القسوة معي
أما الحدث الأجمل ولادة طفلنا الأول سماه على اسم والده كان أول من آحتظنه نضراته وهو ممسك الرضيع أعجز عن وصفها!كأي أم فرحت بولادة قرة عيني لكن فرحي كان أكبر لأني بفضل الله آستطعت أن أسعده
في إحدى المشاجرات المفتعلة من زوجي أخبرني أنه ليس لديه رغبة في وكانت القشة التي قصمة ضهري فما معنى أن يصرح الزوج صراحة بعدم الرغبة في زوجته !
لقد ضربني وأهانني وصرخ في وهددني بالطلاق ومع ذلك صبرت وكنا نتصالح ويصفو قلبي من ناحيته لكن بعد أن صرح بعدم رغبته في أحسست أنه الاوان لآنتفض لكرامتي خاصة بعدما ذهب وشكاني لأهلي وأصبحت أسرار بيتنا متداولة حتى على لسان آبن أخيه ذو السبع السنوات!
(المثل العربي :ضربني وبكى وسبقني وآشتكى) أحسست أنه فصل عليه .كان الأولى أنا من تسارع بالشكوى من معاملته الفضة معي لكني أثرت أن أخبأ ألمي بين جوانحي وأحمل همي وحدي تفائلا بالمستقبل ومراعاة لنفسية أهلينا الذين للأسف صدموا بعدما زارهم للشكوى لأني دائما أخبرهم كيف أن زوجي يعتني بي ولم يترك مكانا إلا وأخذني إليه!!!
خرجت الأمور على سيطرتنا تماما بعد أن أخرج مشاكلنا للأهل فالكل يدلي بدلوه وبدوري تمردت على الذل والخضوع مما جعلت الأمور بيننا تسوء من سيء إلى أسوأ أصبحت أرد كلمته بكلمه أجادله يلومني أني تغيرت !!!مازال يسأل لماذا تغيرت؟
في خضم ثورتي أشفقت عليه وراجعت نفسي فهذا زوجي وتعبيره عن عدم رغبته بي قد تكون محاولة لآغاضتي ليس إلا!قررت أن أحمل للمرة الثانية لآسباب عدة أن يكون لولدي أخ يلهو معه ولآنشغل بأولادي وأترك زوجي يفتعل المشاكل مع الحيطان والسبب الأهم أنه في سن لا يستحمل التأجيل
أخبرت زوجي برغبتي في الحمل رفض بحجة أن ننتظر خمس سنين لحين عودتنا نهائيا لبلدنا الأصلي لم يقنعني وتسرب الشك لي
ثم هل أستطيع أن أقاوم رغبتي الجامعة في أن أصبح أما لطفل ثان
في فترة تعارفنا من بين المواضيع التي تحدثنا فيها عدد أطفالنا أراد أن يكونوا بإرادة الله 4 في حين أخبرته أني أريد أن يكونوا 3 وأن أحمل بهم بشكل متتابع لأربيهم مرة واحدة وأعتني بجسمي ضحك وآعجب بتفكيري فمآلذي غيره وماذا ينوي بتأجيله لحملي لمدة خمس سنين
كل قرارته لحياتنا الأسرية يأخذها بشكل آنفرادي وغير قابلة للنقاش هذا مايزعجني!
لاأحب دور المضلومة لهذا سأعترف بأخطائي وتقصيري فبعد سلسلة المشاكل وعدم ثناء زوجي على زينتي وعدم آهتمامه بهندامه حين يكون في البيت جعلني أهمل زينتي وهنا خطأ فادح ترتكبه أي زوجة حين تهمل الآعتناء بنفسها وللأسف الشديد ندمي لا ينفع ولايجدي الآن
ومشاكسته في أمور عدة كانت بالنسبة له مرسوم ملكي لا يجوز العدول عنها وكمثال على ذالك حملي بدون علمه لضني أني إن وضعته أمام الأمر الواقع سيرضى ويفرح بالملود الجديد حساباتي كانت خاطئة
حدثت مشادة كلامية بيننا آنتهت بضربي آشترى تذكرة سفر وبعثني لبيتنا ترك لي ساعتين لأجمع أغراضي وأستعد للسفر أنا وولدي رفضت في البدايه وآستجديته أن لايهدم بيتنا وأنني إن سافرت ستسوء الأمور أكثر هددني بالطلاق إن لم أسافر
آستخرت الله وكان آخر لقاء لنا كزوجين كنت أتمنى أن يناديني وأنا أدخل صالة المطار كنت أتمنى أن يقبلني على جبهتي كنت أتمني أن أحضنه وأودعه الوداع الأخير آه ثم آه كل آهات العالم لا تعبر عن جرحي الذي ينزف إلى الآن
....حطت بنا الطائرة بعد سفر متعب خاصة أني كنت حاملا في شهري الأول مما يعني حالة لاتعلم بها غير من مرت بتك الفترة
وجدت أخي وزوج أختي في آنتضاري حرصنا أن لا نتكلم في شيء يخصني لوجود زوج أختي عندما دخلت بيتنا العزيز أحسست بارتباك شديد خاصة عندما نضرت في وجه أمي وجه مصفر يحمل تساؤلات عدة
غيرت ثيابي وآسترحت قليلا من عناء السفر أخبرتهم بنبذة عن ماحدث لم أحب أن أحكي لهم قصتي التعيسة معه لضني أننا سنعود لبعض فلا داعي لأكدر خاطرهم عليه
لم يتصل ليطمئن على وصولنا وأيضا أسرته لم تتصل ولم يكن ممكن أن أتصل لأني مطرودة من بيتي الذي للأسف لم يحسسني أبدا أنه بيتي كم كنت أتمنى أن أغير الديكور لكنه رفض فنحن عابري سبيل في هذة الدولة وسنرجع لبلدنا لم يقنعني طبعا لكن كعادتي أحب أن أرضيه ولو على حسابي
ولمنع تساؤلات الفوضوليات كنت أتوارى عن أعين من يأتين لزيارتهم وهم كثر فبيتنا كالمزار فوالديّ حفضهما الله يحبون الناس ولايتضايقون من كثرة الزوار الذين للأسف لايحسنون آختيار وقت الزيارة
طبعا تضايقت من هذا الوضع فما أن تدق إحداهن الباب حتى تنبهني أمي (لأهرب)لطابق العلوي الخاص بغرف النوم