وأحيانا حين تكون الضيفة غير حسيسة أضل مع ولدي يوما كاملا وحدنا
أمي إنسانة تخجل كثيرا من الناس شخصيتها ضعيفة لهذا لا تستطيع أن تواجه أحد ثم أنها فكرت كما فكرت أنه سيأتي ونتصالح وأعود معه فلماذا نخبر الناس بمشاكلنا مسكينة أمي قلبها طيب!
مرشهر وشهرين لم يشتاق طبعا ليس لي فقد كنت أعرف قيمتي عنده بل لولده الذي آرتفعت حرارته وأصيب بالتشنج الحراري ولأننا لم نرى ولم نسمع بمثل هذه الحالة ضننا أنه يحتضر (جعل يومي قبل يومه)آصطحبناه بسرعة البرق للمستشفي وقاموا بالازم
حفظ الله لي والديّ وإخوتي وقفوا معي وشدو أزري أخجل من حجم الالم الذي سببته لهم جزاهم ربي خيرا
المهم آتصلت بأخو زوجي هو طبيب شرحت له حالة آبني أخبرني أنه لازم أن أتصل بأبوه وأخبره فهو يضل آبنه حتى وإن حدث الطلاق وهنا أحسست بنغزة في قلبي فأن يذكر لي الطلاق فيعني ان زوجي تحدث به معهم ثم أنه ذكر الطلاق من غير أن يرفقها بلا سمح الله ،كان الأمر واضحا وضوح الشمس لكن أصريت أن آستعبط ، كثيرا مانتغابى لكي لا نواجه الحقيقة ! لم أخبر أحد بفحوى المكالمة
آتصلت بزوجي و قلبي ويديّ ترتجفان ترى هل سيغلق الهاتف في وجهي هل سيسبني هل سيحن لي ولولده؟ كنت متوقعة الأسوء لكن الحمد لله لم يرد وتركت له رسالة صوتيه أخبره بمرض ولده
آتصل بأخي ليطمأن على طفلنا! بدون أن يتحدث في مشاكلنا، جرحني تصرفه لكن قلت في نفسي( العمش ولا العمى) لكنه وعده بعد شهر سيأتي لزيارتنا
أخيرا ستفرج رسمت سيناريو الصلح : سيأتي ويجلس مع والدي سيقول ماعنده وسأرد من باب الدفاع عن النفس وأكيد لن أقول ماعندي لكي لا أقطع الحبل المشدود وسيعتذر وأعتذر ونتصالح
لكن ليس كل مايتمناه الإنسان يدركه فالشهر عدى وفات و زوجي لا حس ولاخبر بآستثناء مبلغ هزيل يبعثه على رأس كل شهر
للأسف حين أتذكر تلك المرحلة من حياتي أتألم نفسيا كيف لا وبطني تكبروالكل يسأل متى سيأتي زوجك ؟و هل يتصل يسأل؟ لما تركتيه كل هذه المدة حرآآام يشتاق لآبنه، هذا إضافة للإحراج أمام إخوتي الذكور كنت أخجل منهم كثيرا ولا آخذ راحتي في اللباس والآستلقاء
كنت أرى في عيون أسرتي نضرات إشفاق ،أما أمي فصامتة معظم الأوقات كنت أحس بالنار التي في صدرها مع أني حاولت دائما أن أضهر نفسي سعيدة غير مبالية ولكنه قلب الأم!
أخيرا آتصل زوجي بأخي بعد أربعة أشهر من طردي أخبره أنه يريد رؤية والدي فى المقهى! أخي تعجب من طلبه الغريب أخبره أنه عيب أنت صهر والبيت موجود ليتحدث فيه كيفما يشاء تحجج بعدم رغبته أن يسمعوه نساء البيت (أنا ووالدتي) توصل معه لآتفاق أن يلتقيان في بيت أخي كناجهزناه حين يتزوج إن شاء الله
آلتقايا وليتهما لم يلتقيا
حضر برفقته أخوه ،ضيفهما أخي ولم يريدا أن يشربا شيء!
ولأني في بيت آخر لم أعرف عما كان يتحدثا به لكن أخي الصغير ماقصر يوصل لي الأخبار وهي طازجة (الجزيرة)
للأسف لم أتوقع أن يتحدث في أمور أستحي أن أتحدث بها حتى مع أمي أخبرهم أنه لا يريد أطفال وأني كذبت عليه في اللولب الذي أزلته بدون إذنه ....وأمور أخرى لا أستطيع تفصيلها لتفاهتها
غضبت كثيرا وأحسست برجلاي تعجزاني ولأول مرة أن تحملاني كيف له أن يحكي ماشاء
ولا أستطيع مواجهته، وقد أحضر ورقتين فيهما شروط لأعود إليه إن قبلت بها سيستأجر لي شقة في المدينة التي تسكنها والدته وهو في العطل ينزل لرؤيتنا!والأدهى أن أوقع عليها في مركز توثيق!!!!!!وافضيحتاه
تلك الورقتين لازلت أحتفظ بهما للذكرى عَنونها ب "الإلتزام" ولاحقا بعدما قرأت الشروط التي ذيلها في الورقة أضفت "التزام الذل والمهانة " كل الشروط تبتدأ بلا ،أتخيل إن كنت قبلت شروطه ماذا سيكون مصيري طبعا مستشفى المجانين وهل هناك آمرآة تقبل بها؟
آستغربت صبر والدي عليه وكيف لم يرمي الورقة في وجهه فأنا أعرف قوة شخصيته وفي حياته لم يرضى بالذل نشبهه نحن أبنائه بالنحلة تعطي عسلا وتلسع من يضايقها ،أجابني بدون أن أسأله أولا هو في بيتنا ثانيا أراد أن يسمع مني أيضا ثالثا لي معه ولد فيجب أن نطول بالنا عليه
في نهايه حديثه المطول الذي كان عبارة عن مزيج من الشكوى والأوامر مع التكرار الممل الذي جعل رأس والدي ساخن كإبريق يغلي(وصف أبي) طلب أن يأخذ ولده ويبيت عندهم لكي تراه جدته، أخيرا تذكر ولده فُرجت!
طبعا رفضت رفضا قاطعا أولا لأن ولدي متعلق بي كثيرا يتبعني حتى للحمام ثم أن فترة 4 شهور جعلته ينسى والده خاصة مع آنعدام الآتصال بينهما، ثانيا أخبرهم أن والدته تريد أن تراه وكان من الأولى هي من تأتي لتراه خاصة مع وجود آبن لها في المدينة التي نتواجد بها فمنها ترى حفيدها ومنها ترطب الأجواء ،السبب الثالث كان من الأدب وأنا كنت لازلت زوجته أن يطلب مني أن أذهب معهم .
قسوة قلبه جعلته يأتي لبيتنا ولا يسأل عني خسارة ألف خسارة مع أن آبنه كان يتحرك في أحشائي هذا الآبن الذي رفضه وهو جنين
عندما رجع والدي من مقابلته وحكى لي بالتفصيل ماقاله آنخرطت في موجة بكاء أُُوقفها بين الحين والأخر لأحكي قصتي معه من أول يوم لآخر لحظة جمعتنا، وأذكر كيف توقفت عن البكاء وأنا أسمع أخي الصغير حبيب قلبي يضرب الباب بقوة بقبظة يده وهو يقول لماذا لم تخبرينا لماذا لماذا ،يالله في عز غضبي وحزني فرحت وأنا أسمع كلمات أخي الصغير الذي لم يرضى على أخته ، هدأت قليلا وأكملت قصتي والكل ملتفت من حاولي تأثروا جميعا لكن أمي أحسست بجرحها العميق الذي لازال ينزف إلى الأن فقد قالت لي أنا حزينة عليك لأنك لم تسعدي حتى وأنت عروسةه طبعا أجيبها أن الله عوضني ولدين هما قرة عيني لكن بيني و بين نفسي أسأل نفس السؤال لماذا حدث كل هذا؟
بعد رفضي للتوقيع سافر بدون أن يكلمني بعد شهر بعث لي رسالة بالبريد يأمرني أن آسمي الطفل إن كانت بنت على آسم والدته وآن كان ذكر أحذف التاء المربوطة من اسم والدته ،غريب هذا الرجل فهو أخبر القاصي والداني بحكاية اللولب ورفض وجود الجنين ومع ذلك يختار له إسما والأغرب أني آستجبت لطلبه لأعرف هل هوآستعطافا مني له أم طيبة أم هبل على عبط المهم بعد شهر بالتمام من إرساله لي الرسالة سالفة الذكر أرسل لي مُحضر يسلم لي إخبار المحكمة للطلاق
ياويلي لقد فعلها هُنت عليه بسهولة ذلك اليوم أحسست بضياع أشفقت على ولدي الحبيب وأشفقت على الجنين الذي سيولد ولن يكون والده في آستقباله
أخذت الطائرة وعدت للبلد التي شهدت ليلة دخلتي وولادة طفلي كان ذالك اليوم مقرر أن نلتقي في المحكمة في بلدنا الأصلي لكني لم أذهب لأن ولادتي بقي عليها شهر ،دخلت البيت بعدما كسرنا الباب وجدت حقيبتين مَلئهما بلباسي ولباس آبنه كان قد رتب كل شيء بينما أنا كنت أنتظر أن يرق قلبه لماذا لم يرق قلبه ؟ألم يكن بيننا لقاء حميمي ألم أقترب منه ليدفيني كيف لم يتذكره وكيف لم أستطيع نسيانه، رجعت لبيتي الذي طردني منه أشم جدرانه وأرتب أثاثه أحدهم أخبره أني دخلت بيتي فطلب منه أن يحضر لي الشرطة لأنه طلقني نعم موقف صعب أن تأتي الشرطة بالكلاب والشاكي زوجي عفوا أصبح طليقي آه يادنيا لم تترك شيء إلا وفاجئتني به
أخذتني جارتي للمستشفى وكانت الساعة 8 ليلا وبعد خمس ساعات من الألم وُلد الغالي حبيب قلبي ولد من رفض وجوده والده، بعثنا رسالة بالآنترنت لأخته نبشرهم بولادة الغالي فجاء للبيت وكنت في فترة عدة جمع أثاث البيت ورحل! لن أنسى ماحيت منظر ولده يناي بابا وهو لايرد عليه ولم يأخذه في حضنه ويقبله ترى لماذا ولم يأخذ مولودنا بين يديه ويلعب في يديه الصغيرة و لم يؤذن له في أذنه ترى لماذا توالت الأحداث وأنا لزلت صامدة ؟إلى متى لا أعرف؟
شكرا جزيلا لكل من مر على حكايتي وعلق أو دعى لي ولطفلاي متمنياتي لكم جميعا بحياة سعيدة