إحترق كوخي بعود ثقاب لهوت به قليلا.. لكن النار لامست أكثر الأشياء قابلية للاحتراق.. قلب زوجي الحبيب.. نشبت النار به.. وتصاعد الدخان ليخنق حبنا.. لكنه من جلب لي علبة الثقاب التي لهوت بها. فاحترقنا..
أهملني.. لم يساعدني.. احتضن جهاز الكمبيوتر خاصته.. وتركني.. اختلفت مواعيد نومنا فعدنا لا نلتقي.. إلا على طاولة الطعام, وبينما أنا أنظف السفرة وأعد فنجان قهوته.. كان قد ذاب بين أحضان محبوبه"الكمبيوتر".. شيئا فشيء.. اتخذت ذلك الأصم رفيقاً لي"كمبيوتر آخر" وخلا كل منا إلى خصوصية بعيدة عن الآخر.. وربما لحاجتي له سطوة تختلف.. فجنحت قليلا.. وكان الحريق الذي التهم كل شيء.. كوخي يحترق والدخان يتصاعد.. وأنا أهوي.. أهوي.. أهوي.. والنار تعلو..
الدخان كثيف والريح تأخذه يمنة ويسرى.. ويلوح لي من بين عصفه.. النور.. النور الذي لا تخطئه العيون.. الباصرة..والتي تفتقت عن رؤيةٍ غير.. رأيت أنثى مشرقة وهي ذات جمال,, ربما رأيتها جاثية.. أو ساجدة.. ولم ألحظ بها إلا مايزينها.. رأيت عيناها مغرورقة بالدموع.. لكن النور يتخلل كل ذرة من جسمها الذي نحل من البكاء..
أتصدقون من كانت تلك الحسناء التي تشبهني قليلاً؟ لكنها أجمل مني..إنها نقطة تحولي.. ودموعها من أجلي.. تبسمت لها وأخذت بيدها ودخلت بها إلى أعماقي الملسوعة بحريق كوخي.. على جمالها صاحبتني رغم الحريق الذي لحقني..والتهمني..
لقد كانت نقطة تحولي تلك عبارة عن التفاتة لا تشبه الالتفات.. تصلي ولله الحمد وتحرص على النوافل.. تقوم بعضاً من الليل.. وهذا سر حسنها..
هذه يا أم جمانة نقطة تحولي بعد أن أحترق كوخي.. تحولت إلى خالقي بقوة.. ثم تعرفت بكم.. وأنا على أمل أن تخمد النار.. لأبني كوخاً أسسه التقوى ومخافة الله.. ومزيد من التعقل.. والعفة التي أحمد الله أني لم أبتعد عنها جوهرياً..
أحبــــــــــــــــــــــــــــكم جميــــــــــــــــــــــــــــعاً
__________________
اطبع الطين ما دام رطباً، واغرس العود ما دام لدنا، لو رأيت ما في ميزانك لختمت على لسانك.