قال تعالى ( وماكان ربك ليهلك القرى بظلمٍ وأهلها مصلحون ) ـ هود : 117
قال مصلحون ولم يقل تبارك وتعالى صالحون لذلك لما أرد الله أن يهلك إحدى القرى الظالمة
قالت الملائكة :إن فيها عبدك الصالح فلان قال الله تعالى : فبه فابدأو أو كماورد في الاثر
أما من يتحرج من الدعوة والنصيحة من أجل أنه شخص مقصر فإنه بذلك يضيف على تقصيره تقصيرآخر
فيجتمع عليه تقصيرين ثم أن الجميع يقع منه التقصير مع تفاوت درجاته ولا يعقل أن نترك جميعا الدعوة
أنه من تلبيس إبليس يرابي بالذنب حتى يلقي في روع صاحبه أن العمل للدين من مسؤلية الصالحين
أما أنت فلا مكان لك فارجع ورائك
لو لم يَعِظ في الناس من هو مُذنب = فمن يَعِظ العاصين بعد محمد ؟!
ولو استحضرنا السلف الصالح لرأينا كيف أن أبا محجن الثقفي رضي الله عنه خرج للجهاد وكان رجل يشرب الخمر
لكن شربه للخمر لم يمنعه عن نشر دين الله والدفاع عنه فلما عاقبه سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه بمنعه من خوض المعركة معهم أنشد هذه الأبيات
كفى حزنًا أن تُرديَ الخيل بالقَـنا *** وأترك مشدودًا علىَّ وثـاقيا
إذا قمت عن نار الحديد وغُلِّقَـت *** مصاريع دوني قد تصمُّ المناديا
وقد كنت ذا مال كثيْرٍ وأخــوة *** فقد تركوني واحدًا لا أخَ ليا
فلله عهد لا أخـيْسُ بِـعَـهْـده *** لأن فرجت ألا أزورَ الحوانيا
وطلب من زوجة سعد أن تحل وثاقه وأن تعطيه البلقاء فرس سعد وسلاحه وخرج للجهاد ولم يتخلف وكان هذا الموقف سببا في تركه للخمر
فما يدريك أيها المقصر لعل الله يفتح عليك ويهديك بسبب دعوتك وحبك للخير؟؟
ولا يشترط أن يكون أمامنا معصية كي ندعوا إلى الله فالوقاية خير من العلاج
والأمر بالمعروف والدعوة إلى الخير ابتداءً أمرٌ جميل
فما حزنا على الخيرية إلا بالدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال تعالى"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ "
فالله عزوجل عندما أرسل الرسل أرسلهم لكي يجددوا دين الله
فكلما خبت الدعوة إلى دين الله بعث رسولا يجدد للناس دينهم ويعيدهم إلى جادة الحق
و لما كان رسولنا خاتم الأنبياء فلا نبي بعده كان لزاما على أمته الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذود عن دين الله ونشره.
انتظار الفرج وفقتي للخير عزيزتي
__________________
[استغفرالله وأتوب اليه.]