والدي رحمه الله كان يقول دوماً: ما في رجل ما يلعب.
لم يكن يعجبني قوله .. وكنت أقاومه بشدة .. ولكنني في النهاية رفعت الراية البيضاء .. واكتفيت فقط بالاعتقاد أن اللعب هو الذي قد يكون مختلفاً .. فبعض اللعب ثقيل وكارثي .. وبعضه خفيف وبسيط .. وأزعم أن لعب زوجكِ من النوع الثاني.
هناك من الرجال يا عزيزتي من تأخذه العزة بالإثم .. وعندما تمسكينه بالجرم المشهود لا تجدين منه إلا اللسان الطويل والعناد والمكابرة والإصرار على ارتكاب الخطأ .. وهناك رجل على الطرف الآخر يشعر بالفعل بتأنيب الضمير وبأنه أذى مشاعر زوجه فيبادر بالاعتذار ويحيط زوجته بمشاعر الحب والدلال ليعوضها عذاب الجرح الذي تسبب فيه .. كما يفعل زوجكِ.
وهذا يا أختي أمرٌ يُحسَب له دون شك.
أدرك أن الطعنة أمرها عظيم وأن (اللعب) مهما كان بسيطاً وخفيفاً إلا أنه موجع أيما وجع .. ولكن يا أختي قليل من الإنصاف .. فالرجل حلف لك على المصحف .. واعتذر .. وتقرب منكِ .. ودللكِ .. واسترجع معكِ الأيام الخوالي والذكريات الجميلة ..... هذا كله يفترض أن يعني شيئاً .. ويفترض أن يعينكِ على تجاوز شيء من الوجع الذي كنتِ تشعرين به.
كما أن زللاً مثل هذا يحدث بعد 14 عاماً من الحب والعشرة الطيبة يفترض أن يُعالج بطريقة أخرى تراعي كل سنوات العشرة الطيبة تلك.
وبصراحة بعد كل هذا لا أجد داعياً لإعادة تذكيره بما فعل .. لأنكِ بهذه الطريقة قد تحصدين نتيجة عكسية .. أبسطها زعله هو الآن وشعوره بأنه مهما فعل فإنكِ لن تغفري له .. وأسوأها أن يعود بالفعل لممارسة ذلك اللعب أو التعمق فيه أكثر!
استعيذي بالله من الشيطان يا عزيزتي .. ولا تفكري في ترك بيتكِ فتفتحي له باباً يخرب به حياتكِ مع زوجكِ .. وقومي إلى زوجكِ وكوني له الزوجة التي ألفها واعتادها .. دون أن تتحدثي عن تلك المشكلة .. وهو عندما يجد منكِ مثل هذا التصرف اللطيف سيتجاوز شعوره السلبي الحالي وسيعود لكِ كما تحبين وأكثر بإذن الله.
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.
التعديل الأخير تم بواسطة مهره ; 03-11-2010 الساعة 09:07 PM