
كيف أسيطر على غضبي أمام أطفالي؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اعتدت ان اكتب النصائح ولا أبوح بأي مشكلة شخصية ، لكني عجزت ان اجد حلاً و بحاجة لنصائحكم.
مشكلتي عصبيتي مع أطفالي و الخوف من أن يكتسبوا أي شي من تصرفاتي وقت الغضب ، أحاول ان أسيطر على نفسي و ألا أرفع صوتي و لكني أفشل أحياناً فأشعر بالذنب لأن أطفالي سيتعلمون رفع صوتهم ، و أنا في قمة غضبي أفكر بفشلي هذا ، فأغضب من نفسي أكثر و أكثر !!! حتى أصل لمرحلة من الاستياء و الغضب فتؤلمني معدتي ، ورأسي و يزداد خفقان قلبي بشدة ، و بهذه الاثناء أطفالي (3 سنوات و سنة ) الله يهديهم لا يعلمون ان عليهم ان يتركوني ، بالعكس يزيدون من طلباتهم التي أتمنى ان أعرف ما هي (فطفلي ذو الأعوام الثلاثة لا يتكلم إلى الآن) دائما يطالبون بأشياء و طريقتهم في الطلب هي الزنّ و الالتصاق بي ، فما بالكم بهذه الأفعال وانا في جام الغضب .. فأصرخ و أشعر اني أكاد أفقد السيطرة على نفسي .
كي أضعكم في الصورة أكثر :
أحياناً أستيقظ 6 صباحاً و انا لم أنم بشكل جيد و أعمل واجباتي من تنظيف البيت و اطعام الاولاد ، حتى يأتي الظهر أشعر بنوع من اكتئاب الغربة، أحاول ان اتصل بأحدهم فلا أجد أحد متفرغ للكلام معي لا أهلي و لا صديقاتي فأعود لشاشتي هذه حتى يأتي المساء أشعر انني بحاجة ان يتكلم أحد معي أتصل بزوجي لعله انتهى من دوامه أجده خارج التغطية (كالعادة) لأنه يعمل في مشفى (دوامه 15 ساعة) ، في هذا الوقت يعمل ابني شيء خطأ فأصبر ثم يخطئ مرة أخرى ، (كأن يضرب أخته ثم يتبول (العفو) على نفسه لأنه يريد ان يستمر في اللعب و لا يريد الذهاب للحمام ! أو يرسم على الجدران او يعمل مصيبة -كما فعل قبل قليل - وضع كل العابه في الفرن و شغله !! لأني سهوت عن قفله بعد اعداد القهوة (نظام البيت داخل ببعضه فلا يمكن قفل باب المطبخ ).. أكون انا متعبة و مكتئبة و يأتوني بأمور كهذه أشعر اني وصلت لقمة التوتر خاصة إذا أحد المصائب متعلق بالأمان و السلامة ، فلا أكتفي بالصراخ بل قد أضرب ابني أو اضرب نفسي او اي شيء أمامي و اغلق الأبواب بطريقة هستيرية و انا أفكر ان أطفالي يشاهدون هذه التصرفات و قد يكتسبونها (بل سيكتسبونها )
لم أكن كذلك قبل الزواج و لم أكن كذلك قبل الغربة و قبل الانجاب ، حتى أهلي لاحظوا تغيري في الاجازة السابقة، كان الكل ينتقد برود أعصابي في الجامعة و الآن صرت لا أملك ان أسيطر على نفسي أبداً ، آه و الله لا أعلم ماذا افعل أخبروني صديقاتي أن الاكتئاب مؤقت لأنهم كانوا يشعرون بمعاناتي نفسها في الغربة عندما كان أطفالهم صغار و انهم الآن لديهم نشاطات مع بعضهم يذهبون للجيم و للدروس و عندهم سيارات - ما شاء الله - لا يجدون وقتا للوحدة و كآبتها التي أعاني منها .
أتمنى ان يكون كلامهم صحيحاً ، لكن مشكلتي حالياً كيف أسيطر على نفسي أمام أطفالي ؟ كيف أعلمهم ألا يرفعوا أصواتهم وانا أرفع صوتي ؟
__________________
.
.
استودعتك أهلي في سوريا يا من لا تضيع ودائعه