منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - ماذا تعرف عن علم المناسبات ؟ وأهميته ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2010, 12:22 PM
  #28
الورد المجروح
عضو مثالي
 الصورة الرمزية الورد المجروح
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 561
الورد المجروح غير متصل  
سأذكر شيئاً عن أنواع المناسبات:
المناسبات تنقسم إلى نوعين:
• المناسبات بين السورتين المتجاورتين:
وهي عدة أنواع:
1) المناسبة بين افتتاح السورة وافتتاح السورة التي قبلها: مثلا كالحواميم والمسبحات، وهي السور التي تفتتح ب(حم) أو (سبح لله).
2) المناسبة بين افتتاح السورة وخاتمة السورة التي قبلها: قال الإمام الزركشي: "إذا اعتبرت افتتاح كل سورة، وجدته في غاية المناسبة لما ختمت به السورة قبله، ثم هو يخفى تارة ويظهر أخرى." ( )
كافتتاح سورة الكهف بالحمد قال تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا}الذي ختمت به سورة الإسراء قال تعالى:{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}
3) المناسبة بين السورتين في موضوعهما:
كالمناسبة بين سورة الفاتحة والبقرة، والبقرة وآل عمران، قال الإمام السيوطي في أسرار التنزيل: "قال بعض الأئمة: تضمنت سورة الفاتحة: الإقرار بالربوبية، والالتجاء إليها في دين الإسلام، والصيانة عن دين اليهود والنصارى، وسورة البقرة تضمنت قواعد الدين، وآل عمران مكملة لمقصودها فالبقرة بمنزلة إقامة الدليل على الحكم، وآل عمران بمنزلة الجواب عن شبهات الخصوم، ولهذا ورد فيها كثير من المتشابه لما تمسك به النصارى فأوجب الحج في آل عمران، وأما في البقرة فذكر أنه مشروع، وأمر بإتمامه بعد الشروع فيه وكان خطاب النصارى في آل عمران، كما أن خطاب اليهود في البقرة أكثر، لأن التوراة أصل، والإنجيل فرع لها، والنبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة دعا اليهود وجاهدهم، وكان جهاده للنصارى في آخر الأمر كما كان دعاؤه لأهل الشرك قبل أهل الكتاب."
4) المناسبة بين مضمون السورة والسورة التي قبلها:
قال الإمام الزركشي: "ومن لطائف سورة الكوثر أنها كالمقابلة للتي قبلها لأن السابقة –سورة الماعون- قد وصف الله فيها المنافق بأمور أربعة البخل وترك الصلاة والرياء فيها ومنع الزكاة فذكر هنا في مقابلة البخل {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} أي الكثير -ربما قصد الزركشي ان نهر الكوثر فضل كبير -، وفى مقابلة ترك الصلاة {فَصَلِّ} أي دم عليها، وفى مقابلة الرياء {لِرَبِّكَ} أي لرضاه لا للناس، وفى مقابلة منع الماعون {وَانْحَرْ} وأراد به التصدق بلحم الأضاحي فاعتبر هذه المناسبة العجيبة."
• المناسبات في السورة الواحدة:
وهي أنواع أيضاً:
1- مناسبة افتتاح السورة لخاتمتها:
كافتتاح سورة المؤمنون بوصفهم بأنهم مفلحون فقال تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}، وختمها بالحكم بعدم فلاح الكافرين قال تعالى:{وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}
2- مناسبة الآيات بعضها لبعض:
ذكر العلماء أوجهاً كثيرة لارتباط الآيات بعضها ببعض فهي إما أن تظهر أوجه الارتباط بينهما لتعلق الكلام بعضه ببعض أوعدم تمامه، وكذلك إذا كانت علاقة الثانية بالأولى على جهة التأكيد والتفسير أو الاعتراض والتشديد وهذا القسم لا كلام فيه،
وإما ألا يظهر الارتباط بل يظهر أن كل جملة مستقلة عن الأخرى وأنها خلاف النوع المبدوء به فإما أن تكون معطوفة على ما قبلها بحرف من حروف العطف المشترك في الحكم أو لا وقد تكون العلاقة بينهما على التضاد وهذا كمناسبة ذكر الرحمة بعد ذكر العذاب والرغبة بعد الرهبة.. إلى غير ذلك من الأمور التي تراجع في موضعها.

ومن هذا النوع ما ذكرت الأخت انتظار الفرج
3- مناسبة افتتاح السورة لمقصودها:
قال الإمام الزركشي:"إن سورة بني إسرائيل افتتحت بحديث الإسراء وهو من الخوارق الدالة على صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام وأنه رسول من عند الله، والمشركون كذبوا ذلك وقالوا كيف يسير في ليلة من مكة إلى بيت المقدس وعادوا وتعنتوا وقالوا صف لنا بيت المقدس فرفع له حتى وصفه لهم والسبب في الإسراء أولا لبيت المقدس ليكون ذلك دليلا على صحة قوله بصعود السموات فافتتحت بالتسبيح تصديقا لنبيه فيما ادعاه لأن تكذيبهم له تكذيب عناد فنزه نفسه قبل الإخبار بهذا الذي كذبوه."
4- مناسبة اسم السورة لمقصودها:
يقو الإمام الزركشي تحت عنوان"في اختصاص كل سورة بما سميت":
ينبغي النظر في وجه اختصاص كل سورة بما سميت به ولا شك أن العرب تراعي في الكثير من المسميات أخذ أسمائها من نادر أو مستغرب يكون في الشيء من خلق أو صفة تخصه أو تكون معه أحكم أو أكثر أو أسبق لإدراك الرائي للمسمى ويسمون الجملة من الكلام أو القصيدة الطويلة بما هو أشهر فيها وعلى ذلك جرت أسماء سور الكتاب العزيز كتسمية سورة البقرة بهذا الاسم لقرينه ذكر قصة البقرة المذكورة فيها وعجيب الحكمة فيها.."
5- مناسبة خواتيم آيات السورة لمضمون هذه الآيات:
وهذه من المناسبات التي ذكرها الإمام السيوطي في كتابه أسرار التنزيل، ثم اعتبرها وتكلم فيها كثيرا سيد قطب رحمه الله في تفسيره.
وغير هذه من المناسبات.
أريد إضافتك على كلامي يا أخي الموحد لله لتثري الموضوع بما علمك الله
جزاك الله خيرا الجزاء
[/COLOR]