منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - ماذا تعرف عن علم المناسبات ؟ وأهميته ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2010, 09:25 PM
  #33
الموحد لله
عضو مميز
 الصورة الرمزية الموحد لله
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 847
الموحد لله غير متصل  
علم المناسبات هو علم يعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن ووجه اتصال بعضها ببعض.
واتفق العلماء على أهميته وعلو شأنه
وهو علم دقيق, يحتاج إلى طول باع في العلوم الشرعية واللغوية وغيرها من العلوم المساعدة.
والأفضل أن يقسم إلى قسمين :
المناسبات داخل السورة الواحدة:
1. المناسبة بين اسم السورة وموضوعها أو مضمونها.
2. المناسبة بين مطلع السورة للمقصد الذي سيقت له , وهذه تدخل في براعة الاستهلال.
3. المناسبة بين فاتحة السورة وخاتمتها.
4. المناسبة بين فاتحة السورة وما بعدها من الآيات.
5. المناسبة بين الآية والآية التي قبلها.
6. المناسبة بين أجزاء الآية الواحدة.
7. المناسبة بين فواصل الآي.
القسم الثاني: المناسبات بين السور.
1. المناسبة بين فاتحة السورة وخاتمة السورة التي قبلها.
2. المناسبة بين فاتحة السورة وفاتحة السورة التي قبلها.
3. المناسبة بين الألفاظ الورادة في سورتين.
4. المناسبة بين موضوع السورة وموضوع السورة التي قبلها.
ومن فوائد علم المناسبات :
أنه وجه من وجوه الإعجاز القرآني.
يزيد الإيمان في القلب
يرد على شبهات المستشرقين وغيرهم ممن زعم أن القرآن غير مرتب.
يدرك به أسرار التشريع .
من أعظم ما يعين على تدبر القرآن
يربي على ملكة الاستنباط من القرآن.
يعين على حفظ القرآن ومعرفة مواضع الآيات والمقاطع والسور.
إلى غير ذلك من الفوائد .
.................

وسأذكر المناسبة بين سورة الطارق والسورة التي تليها وهي سورة الأعلى , وتظهر مناسبة سورة الأعلى لما قبلها ـ وهي سورة الطارق ـ من أوجه عديدة , منها:
أن الله لما ذكر الخلق في قوله : ((فلينظر الإنسان مم خلق)) كأن قائلاً قال : من خلقه على هذا المثال؟
فقيل : ((سبح اسم ربك الأعلى)).0
ولما أقسم بالأرض التي يخرج منها النبات فقال : (والأرض ذات الصدع)) أتبع ذلك بذكر امتنانه بإخراج المرعى في قوله : ((والذي أخرج المرعى)).
ولما قال سبحانه وتعالى : ((إنه لقول فصل)) قال : ((سنقرؤك)) أي : سنقرؤك ذلك القول الفصل .
والمناسبة بين خاتمة سورة الطارق وفاتحة سورة الأعلى ظاهرة وهي :
أن الله لما ذكر ضلال الكفار وكيدهم الذي هو أقبح فعل من الأفعال التي تدل على جهلهم بعظيم أمر الخالق ـ عز و جل ـ أتبع ذلك بالأمر بتنزيه الرب الأعلى عن شنيع افترائهم فقال : ((سبح اسم ربك الأعلى)).
ثم أتبع ذلك بذكر عظيم قدرته وحكمته فقال: ((الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى)), وهذا مما يبين ضلالهم.
فهذه السورة شديدة الارتباط بسورة الطارق , وأوجه المناسبة بين السورتين متعددة .
.........
والقرآن كنز عظيم , لو أفنى الإنسان عمره كله في تدبر سورة واحدة ما أحاط بها ..
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا
ولعلي في وقت آخر آتي بتطبيق على بعض السور القرآنية
والله أعلم
__________________
(..ما أجمل أن تختم يومك ويكون قلبك خالياً من الغل أو الحقد أو الضغينة على امرئ مسلم ..)