فنصيحتي له ان لا تظلم بنت الناس معك وبالنسبة للوالدة فلن تعدم الحجة لاقناعها بأن من اختارتها لك لا تناسبك وسوف تُظلم معك والظلم ظلمات يوم القيامة ولن تعيش معها سعيد ولا اعتقد ان هناك ام ترضى بهذا الوضع لابنها ان علمت ما سيؤول اليه هذا الارتباط الذي تعتقد انه مبارك وسعيد ومكتمل العناصر من منظورها الخاص فالأم لا تريد سوى سعادة ابنها ولن ترضى بظلم بنت الناس لو علمت حقيقة مشاعرك فقد ظنت انك وافقت مقتنعاً وليس ارضاءاً لها ... فلم يعد هناك مجال للتحجج برضا الام لو تعارض رضاها مع زواجك بمن لا تحب فضع رضاها في كفة وضع رفضك الزواج من تلك الفتاة في كفة وانظر ايهما رجح عندك ؟؟ فلو رجحت كفة رضا الام فلا تظلم بنت الناس بينك وبين رضاها وحاورها باللين والطيب وبما تحب وذكرها بالله وانه حرم الظلم فإن استعصى اقناع الام فادخل طرف ثاني وثالث ورابع حتى تقتنع والا فتحمل قرارك ولا تتذمر وتشتكي فيما بعد
ولكن ما تقع به هذه الفئة هي الاستسهال لنيل رضا الام وبعدها فليحها الحلال فمنشأ هذه الطاعة العمياء الغير محمودة يكون مصدرها منذ التنشئة ومنذ نعومة اظفار هذا الابن اي انه خطأ في التربية منذ الأساس حيث نتسبب بتربيتنا الخاطئة في اخراج عاهات وعلل نفسية بدون ان ندري
فلقد تربينا ونشئنا على أن ندخل الحب والرضا على ابنائنا في كل ما يقومون به ومع كل ما يفعلونه ...كـ : إن لم تسمع كلامي { لن ارضى عنك} .... إن لم تكمل طعامك { فلن أحبك } ..... تفتخر بإبنها على الملأ انه ولد حبوب وشاطر { لانه مطيع ويسمع الكلام } .... اي تربط فخرها به وحبها له بسماعه وتنفيذه لكلامها واوامرها وطاعته العمياء لها وليس لانه ابنها فلذة كبدها بدون ان يفعل مقابل ان يأخذ منها ذلك الحب والرضى بل واحيانا تميزه عن باقي اخوته بهذه الطاعة حيث تقول هو من بين كل اخوته المطيع لي والذي ينفذ كل ما آمره به ..... فيترسب هذا الكلام وهذا الشعور في عقل هذا الابن ويربط بين رضا الام وحبها له وبين تنفيذ كل ما تقوله له وتأمره به حتى لو لم يكن مقتنع بما تقول فقط ليكون مميز عن باقي اخوته ولينال رضا الام وحبها ودعواتها ....فيظل ينفذ كلامها طوال حياته فقط لانه تربى ولصلق في عقله ان تنفيذ كلامها مرتبط برضاها عليه في كل امور حياته حتى المصيرية منها كزواجه فيوافق دون اقتناع منه خوفاً من ان لا ترضى عليه
وهنا نقول لمثل هذه الامهات اتقين الله في بنات الناس ولا تجبرن اولادكم على الزواج بدون رضى واقتناع او تلحوا عليهم لأخذ الموافقة منهم
فما يهمها هو سعادة ابنها حيث تختار له المطيعة الجميلة الهادئة ....... يعني سعادة ابنها
والابن ........... رضى امي وبعدي الطوفان وبعدها اتزوج واعيش حياتي فضرب عصفوران بحجر واحد لم اقول لامي لا ولن احرم نفسي ان اعيش كما اريد فيما بعد ... حيث يتعلل هؤلاء انا غير ظالم هي مكانها محفوظ ستجلس تربى اولادها ومصروفها سيصلها وانا سأقدرها ولكني سأتزوج لاني غير مقتنع بها .... ولكن حينما تتحسن مادياتي
يعني ان هذه الزوجة المظلومة لا يكفيها انها تزوجت برجل بلا مشاعر او حب او احساس او تبادل للمشاعر او حتى الحقوق والواجبات فهي لم تقصر ولم تعرف ما الذي يريده او يرضيه بل وقد يصل الامر الى ان يهجرها في حجرة لوحده بغير سبب فأي ذنب اقترفته هذه المسكينة المظلومة لتعيش حياتها الزوجية بهذا الشكل المؤلم .... لقد سُرقت سعادتها بل وحياتها كلها مابين إلحاح ام واستسهال ابن لينال رضى تلك الام
وما طلب هذه الفئة للمساعدة سوى لشعوره بالتخبط فهو يعلم انه بتنفيذ قرار تلك الام قد أخطأ لكنه لا يملك الرفض او الارادة لمواجهتها ويعلم انه ظالم لتلك الزوجة ولكنه يريد الاقدام على الخطوة الاخرى بتجميع اكبر قدر من الاراء المشجعة حتى يكمل تخدير ضميره ويكمل حياته بهذا الشكل فلا يفكر انه ظالم ولا يريد ان يعترف بهذا اصلا
لتلك الام ولذلك الابن اتقوا الله في بنات الناس
التعديل الأخير تم بواسطة نور الإيمان ; 30-11-2010 الساعة 10:29 PM