منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - هاهي الأيام سنودع العام الحالي ...!
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-2010, 10:20 PM
  #1
همـــس القلــوب
قلب المنتدى النابض
 الصورة الرمزية همـــس القلــوب
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 1,483
همـــس القلــوب غير متصل  
هاهي الأيام سنودع العام الحالي ...!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يبقى شيء سواه ، والصلاة والسلام على نبيّه ومصطفاه ، رسولنا محمد بن عبد الله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم لقياه ، أما بعد :-
فهاهي الساعات تتسابق وتمرًّ وهاهي الأيام تطوى وتكدر وهاهي الأسابيع تمضي وتفر وهاهي الشهور تنقضي ولا تَفْتُر .. نتسارع جميعا في هدم أعمارنا وبلوغ آجالنا فياليت شعري من منا المحسن فنهنيه ومن منا المسيء فنعزيه ؟!
وموسمك الأيام فلتك حازما ### وإلا فذو التفريط لا شك يخسرُ
ومن ضيع الأوقات ضاعت حياته ### وعاش فقيرا جاهلا ليس يُشكرُ
فدع غائبا من فائت ومؤمَّلٍ ### فوقتك سيف قاطع ليس يعذرُ
لقد تفاجأ كثير من الناس أنه قد مضى من عمرهم عام كامل ، انقضت ساعاته ، وتصرّمت أيامه ولياليه .. فلم يشعروا بالساعات والأيام بل لم يشعروا بالأشهر ، وكأن هذا العام قد انقضى فجأة دون سابق إنذار ، وطرق بابهم عام جديد ، فشعروا عندئذٍ وبدؤوا يحاسبون أنفسهم.
وهذا والله دليل على الغفلة وطول الأمل والتعلق بالدنيا تعلق المقيم الذي لا يرحل أو يفارق موطنه ، ومن منا ذلك المقيم الذي لا يرحل؟ من منا ذلك الشاب الذي لا يهرم؟ من منا ذلك الصحيح الذي لا يمرض؟ من منا ذلك القوي الذي لا يضعف؟ من منا ذالك الحي الذي لا يموت؟ قال تعالى : ( وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) القصص-88
اعتبر بالدقائق لا بالسنوات
إن تأخير محاسبة النفس وإحداث التوبة والتطلع إل عمل صالح حتى ينقضي العام ليس من هدي سلف هذه الأمة بل هو دليل الغفلة وطول الأمل .. أما سلف هذه الأمة ، فقد كانوا يعتبرون بمرور اللحظات والدقائق والأيام والليالي ، وكانوا يحاسبون أنفسهم في جميع أوقاتهم ، ويقدّمون بين يدي ذلك التوبة ، ويكثرون الحسنات والأعمال الصالحات التي تُذهب سيئاتهم وتبيض صحائفهم. يقول أحدهم :
دقات قلب المرء قائلة له ### إن الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها ### فالذكر للإنسان عمر ثاني
هكذا كانوا ينظرون إلى الحياة : ( إن الحياة دقائق وثواني ) ليست أعواما كما ننظر إليها نحن .. أكثر هولاء من تأمل مرور الأوقات وتعاقب الساعات وسرعة انقضاء الأعمار وكانوا متيقظين لذلك أشد التيقظ مستعدين لما تأتي به الأيام من محن وبلاوي لأنهم يعلمون أنهم في سباق وأن السباق لا بد في من فائز وخاسر وأن نتيجة السباق نهائية لا يمكن تعديلها وأن جائزة السباق إما سعادة للأبد وإما شقاء للأبد : (( يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت )).
ويا له من فوز .. ويا لها من خسارة.
لقد عرف هؤلاء الأخيار كيف يوظّفون أوقاتهم ، فيما يجلب لهم شرف الدنيا وسعادة الآخرة ، فشغلوا أوقاتهم بذكر الله وشكره وحسن عبادته فبادروا بذلك آجالهم وسابقوا أزمانهم ، وفي الآخرة فإن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
مات هؤلاء وذهبوا ، ومات غيرهم من العصاة وذهبوا ، ذهب الصالحون والمفسدون ، العابدون والغافلون ، الشاكرون والجاحدون ، المتبعون والمبتدعون ، فمن الرابح من هؤلاء ؟ ومن الخاسر من الفريقين ؟
خطر التسويف
إذا حاسب الإنسان نفسه كل يوم ، فإن أعماله تكون أمام عينيه فيعرف ما أحسن منها وما أساء ، فيشكر ربه على الإحسان ويستغفر ويتوب من الإساءة ، أما أخَّر المحاسبة حتى ينقضي عامه فكيف له أن يتذكر ما عمل من قبائح وسيئات خلال عام كامل فالشيطان ينسيه ، وطول الأمل يطغيه والنفس تُمنَّيه والإنسان بطبيعته ينسى أخطاءه ويغض الطرف عن مساويه فيشعر عند ذلك بالارتياح لأنه لا يجد مع هذه الوقفة اليسيرة كبير زلل ، ولا عظيم جرم فيبدأ عامه الجديد ما كان عليه في عامه المنصرم بالغفلة والتفريط والتساهل والجري وراء الشهوات ، ولذلك كان السلف لا يدعون ليلة تمر دون نظر وتأمل ومحاسبة للنفس وتوبة واعتذار واستغفار وبكاء ونشيج.


علام يندمون؟
كان سلف الأمة لا يندمون على دنيا موليّه ولا على شهرة زائفة ولا على منصب زائل إنما كانوا يندمون على ساعة لم يشغلوها بعمل صالح.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي ..
إنه العلم بسرعة المسير وإنقضاء الأعمار بين عشية وضحاها ، العلم بحقيقة السابق وحجم الجائزة وحلاوة الفوز ومرارة الخسارة.
ولذلك فقد كانوا في حركة دائبة وصعود مستمر ورقي دائم وقفز متواصل حتى لا يقول قائلهم في حسرة وندامة :
ألا ليت الشباب يعود يوما ### فأخبره بما فعل المشيب
فهم يعلمون أن عاقبة التفريط لا تورث إلا الحسرات كما قال الشاعر :
وما أقبح التفريط في زمن الصبا ### فكيف به والشيب في الرأس نازل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى ### فعمرك أيام وهن قلائل
__________________
للمتزوجين..من يريد منا الذريه فلنستغفر كل يوم وكل دقيقه
من دعاء زكرياسورة الأنبياء..نقول دائمافي السجود(ربي لاتذرني فردا وانت خير الوارثين) وآل عمران(رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء) لغيرمتزوجين..من يريد منا الزواج فلنستغفر كل يوم مع الدعاء..نقول دائما في السجود (ربي اني لما انزلت اليي من خير فقير) لطلب الوظيفه والمال وغيرالكثير...فلنستغفركثيرا..دعواتكم لي بالزوج الصالح ولإخواتي المسلمات
اللهم ارزقنا ازواج صالحين عاجلا غير آجل اللهم آمييين