الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترددت في الكتابة لك لأني لم أمر بمثل تجربتك فلم ارغب في التحدث في شيء لم أحط به علما لكني أحببت أن أكتب لك ما أعتقده في الحب قبل الزواج وهل هو حقيقة أم وهم؟!!!
إني أعتقد أن الحب قبل الزواج هو وهم يعيشه البعض وفي الأغلب يكون هذا النوع من الحب لفراغ عاطفي يمر به الفرد لذلك يلجأ الى هذا النوع من الحب الذي يغلب فيه الجانب العاطفي والذي ربما تكون العاطفة هي المحرك الرئيس له في جميع التصرفات لذلك نرى فشل الكثيرين ممن عاشوا هذا الحب والذي توج بالزواج لأنهم لم يعيشوا حقيقة الحب، الحب الواقعي الذي أراده الله بل عاشوا الحب العاطفي الجمالي الظاهري الذي يكون محور الحديث فيه عن الحبيبين وعن الصفات الايجابية دون التطرق الى الصفات السلبية، لذلك تكون الصدمة كبيرة بعد الزواج بعدة أشهر وربما بعدة اسابيع حيث أن فترة التمثيل قد انتهت وابتدأت الحياة الواقعية التي بها التزامات وواجبات وحقوق لكل لطرف....
قد يستغرب البعض لماذا أقول تمثيل قاقول له أن هذا للأسف هو واقع بعض من يقدم على الخطوبة وواقع كثير من المخطوبين لذلك نرى كثرة الطلاق في مجتمعاتنا العربية لأن الحقيقة المزخرفة ايام الخطوبة تنكشف للطرفين بعد الزواج وكذلك عدم وجود الخبرة في التعامل مع مشاكل الحياة الزوجية....
حديثي لا يعني أنه لا يوجد حبا طاهرا صادقا يعيش الواقع بما هو واقع دون استخدام اسلوب التدليس على الطرف الآخر...
أخي الكريم... أقول لك أن الحب الحقيقي الذي يدوم هو الحب الذي ينشأ في جو يرضاه الله ورسوله لا الحب الذي ينشا في بيئة فيها غضب لله وتمرد على أوامر الله.... ثق أن حبك حسب أعتقادي كان مجرد وهم وسراب سرعان ما يزول مع الانتباه من الغفلة....
إذا كنت تريد أن تعيش الحب الحقيقي عش مع الله وليكون حبك لله وفي الله وسترى بعد ذلك حقيقة الحب الذي به ترتقي نحو مدراج الكمال الحب الذي يوصلك الى الله من اقرب الطرق.... لكن عليك أن تعيش الواقع بما هو واقع لا أن تعيش في عالم الخيال فيصبح هو المسيطر عليك.... لتوضيح الفكرة عليك أن تختار شريكة حياتك التي يرضى بها الله أي التي عليك أن تختار الانسانة المؤمنة التي تحفظ شرفك وتؤدي جميع حقوقك والتي دائما تذكرك بالله ان غفلت وتوجهك نحو الله ان اشتدت عليك المحن وتصبر عليك وعلى واقعك، عليك أن تختار المرأة القنوعة التي يكون لديها الاستعداد للعيش معك على مر الحياة وحلوها ان كان في كوخ صغير أم في قصر كبير لا يفرق لديها أن كانت معك وفي ذلك لله رضى...
أتمنى أن يملآ الله قلبك حبا له وأن يوفقك لحب من يحبه
التعديل الأخير تم بواسطة خط الامام ; 09-12-2010 الساعة 09:50 AM