منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - الى كل فتاة وزوجة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2004, 12:53 AM
  #2
عاشق البحر
عضو جديد
تاريخ التسجيل: May 2004
المشاركات: 10
عاشق البحر غير متصل  
رابعاً : إنّ من المغالطة الواضحة أنْ تتمّ مقايسةُ حال المرأة لدى الكفّار بحالها في المجتمعات الإسلاميّة ، ذلك أنّ المرأة في المجتمعات غير المسلمة ، وخاصة الغربيّة ، يقوم التعامل فيها مع المرأة على فلسفةٍ مادِّيَّة صِرفة ، إذْ إنّهم يعتبرون الشخص إذا بلغ سن الثامنة عشرة مطالبًا بأنْ يكون منفقًا على نفسه قائمًا بشؤونه ، وعلى أقل الأحوال أنْ يكون مشاركًا في تحمّل أعباء معيشته . حياتهم قائمة على قضاء المصالح المشتركة ، وخاصّة ما يتحصل به قضاء وطر شهوة البطن والفرْج ، لا على التكامل والترابط الموشَّى بالمحبة والمرحمة. والمرأة في البلاد الغربيّة تجد نفسها ـ وهي فتاة غَضَّة في مشاعرها ، ساذجة في أفكارها وتصوراتها ، يتنازعها ضعف الطفولة واندفاع المراهقة ، وهي حينئذ أحوج ما تكون إلى حضن أبويها الدافئ ، في خضم ذلك ـ تجد نفسها مدفوعة دفعًا شديدًا نحو توفير المادّة والمال الذي تقضي به حاجاتها و ضروريّاتها :
فهي تكدح لتوفّر المال حتى تأكل وتشرب . وتكدح لتوفّر المال حتى تلبس . وتكدح لتوفّر المال حتى تسكن . وتكدح لتوفّر المال لتكمل دراستها . وتكدح لتوفّر المال حتى تكفل نفسها . وتكدح لتوفّر المال لتعيش . وحينئذ يسيطر عليها هاجس توفير المادة وكسب المال من أي سبيل ، ولو من سُبُلٍ مشتبهة ، أو مسالك فاحشة ، أو من أيِّ سبيل كان! فهذه الفتاة تضطر حينئذ لأن تُجَابِهُ الحياة الماديّة المُقْفِرَة من الأخلاق الكريمة ، المفتقرة لأقلّ درجات الخلال العالية والخصال الحميدة . تلك الفتاة الغضَّة تضطرّ لأن تكابد التعاملات الجافة ، تلك الحياة القائمة على المصالح الذاتيّة وحسب، والتي لا يبذل فيها الشخص شيئًا إلا بمقابل مكافئ، حيث الشَّرَه والأَثَرة ، وحينئذ يتمّ التعامل مع المرأة على أساس أنّها ( جسد ) و ( مُتعة ) لتكون الواحدة منهنّ في أحيانٍ كثيرة ( أُمًّا غير متزوجة ) (!!) فتعيش حينئذ هي ومن أنجبته حياة البؤس والضّياع . وهكذا تدور عجلة الحياة الاجتماعيّة ، من خلال مزالق متنوّعة أول من يتكبدّها : المرأة ، والأجيال اللاحقة !!.

خامساً : لدى الاطلاع على تجارب من سبقونا في هذا المجال نجد أنّها مليئة بالعِبر، التي يجب أنْ نستفيد منها ، وألا نكرّر أخطاءهم ، ونستفيد فقط من الإيجابيّات ، فمن ذلك :
1 ـ في دراسات أذاعتها وكالات الأنباء الغربيّة تبين أنه وخلال عامين اثنين ( 89 و 90 ) هجرت مئات النساء العاملات في ولاية واشنطن أعمالَهن وعُدْنَ للبيت .
2 ـ نشرت ( مؤسّسة الأمّ ) في الولايات المتحدة الأمريكيّة : أنّ أكثر من خمسة عشر ألف امرأة انضممن إلى المؤسسة لرعايتهن ، بعد أنْ تركن العمل باختيارهنّ .
3ـ في استفتاء نشرته ( مؤسسة أبحاث السوق ) عام ( 1990 ) في فرنسا أُجري على حوالي ( 2.5 ) مليون فتاة في مجلّة ( ماري كير ) كانت هناك نسبة منهنّ يرغبن العودة إلى البيت ، لتتجنب التوتر الدائم في العمل ، ولعدم استطاعتهنّ رؤية أزواجهن وأطفالهن إلا عند تناول طعام العشاء .
4 ـ في روسيا معقل الشيوعيّة السابق وموطن النّظرة العارمة الداعية لخروج المرأة للعمل رجع سكانها عن نظرتهم السابقة ، ففي استطلاعٍ للرأي أجراه معهد الرأي ونشرت نتائجه وكالة " إيتار تاس “ الروسيّة للأنباء في السادس من مارس (2000 ) تبيّن ما يلي:
ـ ( 47% ) من الروس يرون أنَّ المرأة يجب ألا تعمل إذا كان وضعها المالي أو وضع شريكها يسمحان بذلك.
ـ ( 46.5% ) من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع يروْن أنّ النّساء يجب أنْ يَبْقَينَ في المنزل، إذا كان الشريك قادرًا على تأمين احتياجاتهن .
ـ ( 37% ) فقط هم الذين أيَّدُوا حقَّ المرأة في العمل.
. 5 ـ مظاهرة ضخمة اخترقت شوارع ( كوبنهاجن ) شارك فيها أعدادٌ كبيرةٌ من الفتيات وطالبات الجامعات ، وكنَّ يحملن لافتات تقول :
" نرفض أنْ نكون أشياء" . وتقول : " نرفض أنْ نكون سلعًا للتجارة " . وتقول : " سعادتنا لا تكون إلا في المطبخ" وتقول : " يجب أنْ تبقى المرأة في البيت" وتقول : " أعيدوا إلينا أنوثتنا" وقد دوَّت أصداءُ هذه المظاهرة في أوروبا ، ونُظِّمَت على شاكلتها مظاهراتٌ أخرى في عدد من العواصم الأوروبيّة .
6 ـ أجرت مجلة ( ماري كير ) في فرنسا استفتاءً للفتيات الفرنسيّات من جميع الأعمار والمستويات الاجتماعيّة والثقافيّة ، وكان عنوان الاستفتاء : " وداعًا عَصرَ الحُريّة ، وأهلاً عصرَ الحَريم" وشمل الاستفتاءُ مليونين ونصف المليون من النساء والفتيات المنخرطات في مجالات العمل ، وكذا المستقرّات في البيوت . وكانت النتيجة أنَّ ( 90% ) من النساء يُفَضِّلْنَ البقاء في المنزل وعدم الخروج للعمل ، وقُلْنَ : لقد مَلِلْنا المساواة مع الرجل. مَلِلْنا حياة التوتُّر ، ليلَ نهار . مَلِلْنا الاستيقاظ عند الفجر للجري وراء المترو . مَلِلْنا الحياة الزوجيّة التي لا يَرى الزوجُ فيها زوجتَه إلا عند النوم . مَلِلْنا الحياة التي لا ترى فيها الأُمُّ أطفالَها إلا عند مائدة الطعام .
7 ـ جاء في التقرير السنويّ لهيئة الصحّة والأمان البريطانيّة عن عام ( 2001 ) أنّ أكثر من ثلاثة عشر ألف حادثة عُنف تعرّضت لها الشابات والسيّدات ( العاملات ) أثناء قيامهن بأعمالهن ، بنسبة تفوق كثيرًا ما يتعرض له الرّجال في أماكن عملهم من أحداث عُنف في الفترة نفسها .
8 ـ في الأشهر الماضية قُدِّمت إلى محاكم شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكيّة آلاف القضايا والدعاوى من قِبَل النساء يشتكينَ من تعرُّضِهِنَّ لمضايقة الرجال في العمل .
9 ـ في حوادث مثيرة تعرّضت العديد من ضابطات البحريّة الأمريكيّة لمضايقات ومطاردات الرجال في العمل على مرأى ومسمع من رئيس البحرية!
10 ـ قامت محكمة في ( غواتيمالا ) بمحاكمة رئيس محكمة، ووقْفه عن العمل بعد أنْ أقرّ بذنبه في التحرّش بـ ( زميلاته ) من الموظّفات العاملات بسلك العدل . قد قرّر هذا الحكم بالإجماع ، بناءً على شهادة الشهود من ضحاياه من الجنس اللّطيف ، وكشفت إحداهن النّقاب عن أنَّ القاضي المشار إليه كان يقوم بإغلاق مكتبه وينفرد بالزميلات، ويشرع في طلب وُدِّهِن! عن طريق التقدّم بعروضٍ تخدش الحياء! وقد اعتُرِضَ على هذا الحكم من قبل المعتدَى عليهن ، لأنَّ وقفه عن العمل كان محدّدًا بزمن قصير ، ويطلبن وقفه عن ممارسة عمله مدى الحياة .
11 ـ القاضية السويدية "بريجيت هامر" كلّفتها الأمم المتحدة ببحث مشكلات المرأة الغربيّة ، وكان من جملة ما توصلت إليه :
" المرأة السويديّة اكتشفت أنّ الحريّة الممنوحة لها وهمٌ كبير، وأنّها تَحِنُّ إلى البيت والاستقرار ، متنازلة عن تلك الحريّة..
“ . 12 ـ ( أجاثا كريستي ) أشهر كاتبة إنجليزيّة تقول : " إنّ المرأة الغربيّة التي ساوت الرجل في الجهد والعرق ، فقدت أنوثتها وسعادتها المنزليّة “ .
13 ـ دراسةٌ أجرتها مجلة ( فروندين ) الألمانيّة المتخصصة في شؤون المرأة في ألمانيا ، أظهرت أنّ ( 68% ) من النّساء الموظّفات يتعرضن للتحرش الجنسيّ المستمر أثناء العمل 14 ـ أظهرت دراسةٌ أُجريت في الولايات المتّحدة أنّ ( 73% ) من الزوجات الأمريكيّات أصبحْنَ لا يتورعن عن الخيانة الزوجيّة ما دامت الظروف مهيّأة والعواقب مضمونة، وبالتأكيد فإنّ نسبة الرجال أكبر، وهذه النسبة تعني أنّ المجتمع كلّه يوشك أنْ يستحلّ الزّنا، ولا يرى فيه بأسًا.
-وأظهرت دراسةٌ أخرى في كندا أن ( 50% ) من الأزواج والزّوجات على استعداد لقبول الخِيانة الزوجيّة إن اعترف الطرف الآخر بها ، وكانت هناك أسبابٌ معقولةٌ للخِيانة ، ولا مانع عند الشّريك المخدوع أنْ يصفح ويغفر !!.
15 ـ جاء في كتاب : ( الابتزاز الجنسي ـ Sexual shakedown ) لمؤلّفته الأمريكيّة ( "لين فارلي" Lin Farley ) إنَّ تاريخ ابتزاز المرأة العاملة جنسيًّا قد بدأ منذ ظهور الرأسماليّة ، ومنذ التحاق المرأة بالعمل ... . وتقول : إنَّ الاعتداءات الجنسيّة بأشكالها المختلفة منتشرةٌ انتشارًا ذريعًا في الولايات المتحدة وأوروبا .. وهي القاعدة ، وليست الاستثناء بالنسبة للمرأة العاملة في أي نوعٍ من الأعمال التي تمارسها مع الرجال .. .
16 ـ يقول " ابتون سنكلير" في كتابه ( الغابة ): لا يوجد مكانٌ في المدينة تستطيع أنْ تذهب إليه أيُّ فتاةٍ لتعمل إذا هي اهتمت لمثل هذه الأمور.. فعليها أنْ تتجاهل قيمتها الأخلاقيّة وعِفَّتها إذا هي أرادت البقاء . وهكذا ما كتبته من قبل الصحفية "هيلين كامبل" في كتابها(سجناء الفقر) والذي صوّرت فيه المشاهد اليوميّة في حياة امرأة عاملة في الولايات المتّحدة ، وكذلك ما كتبته "جين آدمز" في كتابها ( ضميرٌ جديد وشيطانٌ قديم ) والذي تعتبر فيه أماكن عمل الفتاة مع الرجال ( بيوتًا للدّعارة)
. 17 ـ تمّ الابتزاز للمرأة الموظّفة حتى في أجرة عملها ، ومن دلائل هذا :
)في اليابان ) تشارك المرأة في كل وجوه النشاط الحضاري ، ومع كل ما تعانيه من عنَت وإجهاد وعذاب فإنها لا تتقاضى الأجر الذي يتقاضاه الرجل ، إذ لا يتقاضين إلا نحو 56% من أجر الرجل ، والنساء اللاتي يشغلن مناصب قياديّة لا تزيد نسبتهن عن 3% فقط.في (فرنسا) يزيد مرتّب الرجل على المرأة بـ 31.9 % خلال عام 1991م .
في( أمريكا ) تتقاضى المرأة الموظفة أجرًا أقلّ بنسبة 26% من الرجل الذي يؤدّي العمل نفسه كما يقول تقرير لمعهد أمريكي يدرّس السّياسات الخاصّة بالمرأة الأمريكيّة صدر في نوفمبر عام (2000م) مصادر هذه النقول مثبتة في كتابي لمحات من معاناة الأيدي العاملة الناعمة.


والنتيجة :
إنّ "حضارة اليوم قد أفقدت المرأة أنوثتها ، وكلّفتها الأعمال الـمُشينة ، وجرَّدتها من فطرتها وأمومتها ، وجفَّفت أثداءَها عن الرضاعة ، ثم عادت اليوم تبكي وتنادي بالرضاعة الطبيعية من الأمهات، وبيان فضلها وفوائدها ومنافعها، وكيف يتمّ ذلك ، وهي تجعل منها عاملةً تكسب قوتها، وبنصف أجر مثيلها الرجل (!!) وبعد أنْ تخلَّى الرجل عن مسؤوليته ، وانهارت الأُسر في الغرب تقريبًا ، وضاع الأولاد ، وفسدت العلاقة الاجتماعيّة والعائليّة في الأسرة" ولا ريب أنّ هذه الارتكاسات ما هي إلا بعض من نتائج إطلاق العِنَان للغرائز والاستجابة لدواعي السّوء التي تمر عبر قنوات الاختلاط المحرّم . فهكذا كانت نتيجة التجرِبة التي خاضتها المجتمعات التي تتغنّى بالتقدّم والحريّة ، تجرِبة مؤلمة ومؤسفة ، وهكذا يحاولون العودة عن الاستمرار في هذا النفق المُظلم.