وأنقل هنا كلاما قرأته للأخت يمان السباعي في كتابها "الراقصون على جراحنا": إن الفتاة قد تمر الأيام عليها وهي وحيدة كئيبة، في حياة رتيبة، مملة، دون دعوة إلى الله وعمل جاد، وجهاد مستمر في سبيله، ودون أخوات في الله، وتخاف أن تذبل وتخبو وحدها في زاوية منسية، وتحاول أن تخرج للحياة التي تركتها على قارعة الطريق، سواء أكانت ملمة بالهوية أم مسلمة حقا، فتسقط هي الأخرى وتنحرف، والانحراف في حال كونها مسلمة حقا هو ابتعاد عن طريق الله أولا، وتوغل في الجهل ثانيا, ولكننا، والحال هذه، لا نقبل أن يكون الزواج هم الفتاة في مثل هذا المجتمع الذي لا يرحم ولا يعرف حاجات الإنسان، مع أنه من الواجب أن يكون الزواج هم الفتاة؛ لأنها من خلال الزواج تؤدي وظيفتها في الحياة بدليل قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} فمن هنالك تنطلق إلى العالم عن طريق طفل، وبدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "والزوجة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها".
... ولكن، لتعلم كل فتاة أن الغاية من الحياة هي العبودية بمعناها الخاص ومعناها العام، فإذا توفر المناخ المناسب لبناء بيت مسلم.. قامت الفتاة بعبادة ربها من خلال الزواج وتربية الأولاد، وقد تنشئ لنا الجيل الذي نريد.
.. فإن لم يكن؛ فإن طرق العبادة العامة كثيرة وعلى رأسها الدعوة إلى الله عز وجل. فلتلتفت إلى المنحرفات عن طريق الله لتجعل منهن بنات لها وتهديهن إلى صراط الله السوي (من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا).
ولكن يجب عليكِ أن تتعلمي أولا العلم الشرعي حتي تكون الدعوة إلي الله علي بصيرة .
ولتجعلي من المجتمع الإسلامي بيتا كبيرا أنتِ فيه شمس هداية، ونبراس حق وعدل ومعرفة وعلم. ولنتواص بالحق والصبر:{إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة:120].
مختصر من رسالة بعنوان غير متزوجات ولكن سعيدات