منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - مستشفى النقاهة ،، آهات و أنين
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-12-2010, 07:51 PM
  #1
أمــاانــ
عضو دائم
 الصورة الرمزية أمــاانــ
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 78
أمــاانــ غير متصل  
cry3 مستشفى النقاهة ،، آهات و أنين

لن أنسَ ذلك اليوم ما حييت .. فعند قدوم المسوؤلة و إخبارنا بالرحلة و من ضمن ما قالته : النقاهة .. النقاهة .. نعم النقاهة فلقد سمعت عنه من قبل أو قرأته في إحدى الصحف .. و لكم تمنيت الذهاب إليه ولم يكن لكلماتي سوى صداها .. و الان تأتيني على طبق من ذهب لا لن أضيعها مهما بلغ الامر .. و عند قولها من يرغب بالذهاب ؟ تشدقت وقلت : كلنا يرغب بالذهاب .. إلى أن إنتهى الامر إلى عمل قرعة .. فخرج إسمي و كدت أطير فرحا .. و قالت نعيد الكرة فخرج إسمي مرة أخرى ... حينها لم تسعني الدنيا فرحا .. و الحمد لله كان لي ما أردت .. و في اليوم التالي كنت أجري جريا إلى الدار .. و كنت أستنكر كل هذا التأخير .. على أنه مجرد ساعة من بدء الدوام .. ركبنا الحافلة التي بالكاد إحتوتنا .. و عند وصولنا كنت أتامل ساحة المستشفى .. لقد كانت ساحته جنة خضراء .. خالية تماما .. ليس كعادة المستشفيات .. فتمتمت في داخلي : هؤلا يرمون هاهنا ولايعلم أ أحياء هم أم أموات ،،،،،،،

*****

دخلنا المستشفى .. صعدنا .. قسم النساء .. حضرت المشرفات معنا .. دخلنا أول غرفة ثانيها ثالثها ،، عاشرها .. رأيت عجبا .. أجسام تكاد أن تكون بلا أرواح .. ممدون على الاسرة بلا كلام .. و من باب أولى بلا حراك .. ياللعجب .. !! يا ترى ماذا ينتظرون .. ؟ سؤال ألح في داخلي كثيرا .. أفضل حالهن إمرأة .. لا أدري ما أصابها .. المهم ان وجدت من سينطق من هؤلا الاموات الاحياء .. سألت إحداهن كيف حالك .. ؟ فأجابت : رأسي رأسي .. فقالت المشرفة : من التفكير .. لا تفكري بصالحة .. نحضر لك مهدئا .. و ععندها سألنا المشرفة .. من صالحة و من تكون .. فقالت : هذه إبنتها ... لم ترها منذ زمن .. فلقد سلبت منها .. لا أدري فلقد نسيت من شدة البكاء .. و الا متزوجة و تتمنى رؤيتها حاملا ... !!

*****

إنظري ياللحنانها .. عندها إنهمرت دموعي .. .. لم أحتمل فشهقت حتى كاد قلبي أن يخرج من مكانه ...
و كانت أم صالحة أخر من زرنا .. فخرجن و تأخرت في تمسيح دموعي .. ركبنا الحافلة بسلام .. و إستمريت في البكاء حتى وصلنا ألى دارنا .. فدخلنا و مازالت صورهن أما عيني .. لا تكاد تفارقني .. فقضيت يومي ما بين بكاء و تفكير بهن .. شفاهن الله .. و أعادهن إلى أهلهن .. و كفر بذلك عن سيئاتهن .. و أدخلهن بذلك واسع جنته .. القائل في محكم كتابه : "و إذا مرضت فهو بشفين " .
__________________
خبّّر اللي طامع في وطنا دونها نثني إلى جات الطلايب