أخي الفاضل زوج سوسنا ..
كم أتمنى أن تسجل في المنتدى وتطرح مرئياتك حول عدم الصفح عن الأخت الكريمة زوجتك ..
كل الإخوة والأخوات المشاركين في مواضيع زوجتك يستغربون موقفك وينكرون عليك مبالغتك في عقابها ..
يا أخي .. ليس هناك آية قرآنية تحكم بالطلاق لكل امرأة زلت وأخطأت ..
وليس هناك توجيه نبوي بعدم العفو عن الزوجة حال ذنبها ..
بل إن آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى : ( استوصوا بالنساء خيرا ) ..
يا أخي الفاضل : شرع الله الحكيم لا يرفض مسألة الصفح والتجاوز بل إنه يأخذ بيدك للعفو ويرغّبك في الأجر العظيم إن أحسنت وغفرت ..
لكن العادات البالية والتقاليد التي جرت عليها مجتمعاتنا هي التي صورت لك أن الرجولة تعني شدة البأس والغلو في العقاب وعدم الرحمة وترك العواطف جانبا ولو كنت مغرما بزوجتك وعاشقا لها !!
ربما تتصور أنك لو سامحت فهذا يعني نقص في الرجولة وهدر للكرامة وأن علاج الخيانة لا يكون إلا بالطلاق
حتى يتهيأ لك بأنك رجل طبيعي كسائر الرجال الذين يرون الطلاق مصيرا حتميا لكل زوجة أذنبت ..
لا تجنح للعادات أخي الفاضل طالما أنها لا تتوافق مع ما رغّبت فيه شريعتنا ولا يضرك أن تكون الرجل الوحيد الذي غفر لزوجته ، ولو أشعرك هذا الفعل بأنك شاذ عن سائر الرجال !!
عفوك عن زوجتك سيكون سببا - بإذن الله - في حصول الأجر وتثقيل الموازين ، وسيكفل لك حياة سعيدة مع الزوجة التي أحببتها ..
أما عقابك لها فسيجعلك تخسر الاثنين معا ..
ويبدو لي أن العادات - في وضعك هذا - تحثك على الصفح ، ولا شك أن كل هذه الردود وهذا الكم الهائل من الأعضاء يعطينا نموذجا مصغرا على أن العادات على الرغم من تشددها قد تتعاطف أيضا مع بعض الحالات متى ما تبين لها ندم الطرف المخطئ وإخلاصه في التوبة ..
وبالتالي أخي الفاضل لا احد يقرك على ما أنت فيه الآن ، لا دين ولا عرف !!
أختي سوسنا ..
أسأل الله أن تبشرينا في موضوعك القادم بما يسرك ويسرنا ..
__________________
إلى الماءِ يسعى من يغَصُّ بلقمةٍ ::
إلى أين يسعى من يَغَصُّ بِمَاءِ؟!
التعديل الأخير تم بواسطة شاطئ المحبة ; 18-12-2010 الساعة 01:43 AM