حبيبتي أنا لم أتحدث عن عذابكِ أنتِ .. رغم أنكِ بالفعل ستتعذبين.

ولكنني أتحدث عن عذاب صغيركِ .. المرحلة العمرية التي يمر بها تتطلب وجودكِ يا عزيزتي سواءً بضعة شهور أو سنة أو أكثر أو أقل.

لا أدري .. ولكن حسب خبرتي البسيطة فالطفل يحتاج لمتابعة ونظام وروتين حتى يكون مستقراً في نومه وأكله ويقظته .. ولا أدري كيف يمكن أن يتحقق ذلك وهو في رعاية أكثر من شخص (أحد من أهلكِ أو أهل زوجكِ بالإضافة إليكِ أنتِ بعد عودتكِ من الجامعة)

وبصراحة أنا عندي قناعة أن أحداً لن يهتم بطفلكِ ويرعاه كما تفعلين أنتِ .. بغض النظر عن الشخص الذي سيتولى رعايته.


كما أنكِ بعد اليوم الدراسي ستعودين لبيتكِ مرهقة ومجهدة .. ووجود طفل رضيع لن يكون أمراً ممتعاً .. ولن تكوني قادرة ـ نفسياً وجسدياً ـ على الاهتمام به وتعويضه عن فترة غيابكِ.

هذا بالطبع بافتراض أنكِ ستعودين إليه وتلازمينه حتى اليوم التالي .. دون ذكر أية واجبات اجتماعية أو اهتمامات أخرى لكِ.


حقيقةً هذا تصوري للأمر لأنني مررت بتجربة مشابهة ولم أكن سعيدة كثيراً بها .. وأنتِ في النهاية أدرى بوضعكِ وقدراتكِ ... فقط أقول ربما لو كان صغيركِ كبيراً بما فيه الكفاية (في الروضة أو المدرسة مثلاً) فعندها قد تكون لديكِ فرصةً أفضل للدراسة.


ومرة أخرى .. مهما قيل هنا فلا تستغني عن الاستخارة.

__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.