منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - زوجي في انعزال تام وحالة صمت وذهول ونظرات ريبه تحيطنا
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-12-2010, 05:02 AM
  #63
أبو حكـيم
عضو المنتدى الفخري
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,384
أبو حكـيم غير متصل  
الأخت الفاضله دلوعة مودي
منذ أن كتبتِ موضوعك هذا , وأنا لم أتوقع إلا أن زوجك ألم بذنب كبير
لذا آثرت عدم الرد عليه , لكي لا أشوش تفكيرك ولظني أنه سيعترف بلسانه بما ألم به , فالحاله التي يمر بها تكاد تكون صورة كربونيه من حالات مماثله .
ها هو قالها بنفسه ولم أستغرب فعلته كثيراً قياساً بما سردتيه عن زوجك في مواضيعك .
أعلم مدى معاناتك وألمك وكربك , وأسأل الله أن يكون معك , وأسأله تعالى أن يعين زوجك على الثبات والهدايه .

زوجك الآن يعيش مرحلة صعبة جداً من تأنيب الضمير والندم والخوف من الله
هو الآن بحاجة إلى مساعدتك ودعمك النفسي له , ولا تكوني عوناً للشيطان عليه , بل كوني عوناً له على الشيطان .

الوقت الآن ليس وقت لوم وتأنيب وتقريع , ولكنه وقت الوقفه الجاده الصادقه منكِ التي تعينه على تجاوز أزمته
ودحر شيطانه . زوجك فيه من اللوم والتأنيب والندم ما يكفيه ويزيد .

زوجك مؤمن بالله , ولو لم يكن كذلك لما لام نفسه بهذه الكيفيه التي وصفتيها .
النفس اللوامه - كنفس زوجك الآن - أقسم الله تعالى بها في محكم تنزيله

" لا أقسم بيوم القيامه () ولا أقسم بالنفس اللوامة "
جاء في تفسير القرطبي رحمه الله , لقوله تعالى " بالنفس اللوامه "

معنى : " بالنفس اللوامة " أي بنفس المؤمن الذي لا تراه إلا يلوم نفسه , يقول : ما أردت بكذا ؟ فلا تراه إلا وهو يعاتب نفسه ; قاله ابن عباس ومجاهد والحسن وغيرهم . قال الحسن : هي والله نفس المؤمن , ما يرى المؤمن إلا يلوم نفسه : ما أردت بكلامي ؟ ما أردت بأكلي ؟ ما أردت بحديث نفسي ؟ والفاجر لا يحاسب نفسه .
وقال مجاهد : هي التي تلوم على ما فات وتندم , فتلوم نفسها على الشر لم فعلته , وعلى الخير لم لا تستكثر منه . وقيل : إنها ذات اللوم .
وقيل : إنها تلوم نفسها بما تلوم عليه غيرها ; فعلى هذه الوجوه تكون اللوامة بمعنى اللائمة , وهو صفة مدح ; وعلى هذا يجيء القسم بها سائغا حسنا . وفي بعض التفسير : إنه آدم عليه السلام لم يزل لائما لنفسه على معصيته التي أخرج بها من الجنة . وقيل : اللوامة بمعنى الملومة المذمومة عن ابن عباس أيضا - فهي صفة ذم وهو قول من نفى أن يكون قسما ; إذ ليس للعاصي خطر يقسم به , فهي كثيرة اللوم . وقال مقاتل : هي نفس الكافر يلوم نفسه , ويتحسر في الآخرة على ما فرط في جنب الله . وقال الفراء : ليس من نفس محسنة أو مسيئة إلا وهي تلوم نفسها ; فالمحسن يلوم نفسه أن لو كان ازداد إحسانا , والمسيء يلوم نفسه ألا يكون ارعوى عن إساءته ... انتهى

أطلبي من زوجك أن يقوم بعمل تحاليل لكما جميعاً أنتِ وهو لتتأكدي من سلامتكما ورافقيه بنفسك إلى الطبيب
بدون الإيحاء له في الوقت الحاضر بأي شكل من الأشكال بأنك تفعلي ذلك من أجل الإطمئنان على وضع العلاقه الحميمه , ولكن من أجل السلامه العامه لكما , ولا تزيدي أي شيئ غير ذلك
وبإذن الله تكون النتائج طيبه .

بعد ذلك دعيه بدون أي علاقه بينكما , إلى أن تتيقني تماماً من صدق توبته النصوح , وإن أردتِ عودة العلاقة بينكما إلى طبيعتها فذلك شأنكِ وأنتِ تقرري ما يناسبك في حينه .

تذكري أن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون
لا تعلمي قد تكون هذه الأزمه هي ما ستغير وتحسن علاقتك بزوجك للأبد إن شاء الله , ولا تعلمي أين الخير .

قال الله تعالى
" وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون "

وفقك الله لما يحبه ويرضاه .