أختي إن الرباط الزوجي رباط مقدس.. لا يكون النظر إليه بهذه الطريقة.. كيف يمكن لك أن تعيشي مع رجل وأنت قد خبأت في قلبك رجلاً مثله، بل أغلى منه..؟! إنك يا أختي تعبثين بأجمل قيمة وهي قيمة الحب.. تمارسين كل هذا الوقت من العبث المحرم مع إنسان تدركين جيداً أن الزواج لن يكون منه بأية حال..!!
اختي : ألا تدركين جيداً أنك بهذا العبث الذي تمارسينه والذي تسمينه حباً ستجنين على ذلك الخاطب (الغافل) الذي سيقدم إلى قلب ليس له في في مكان.. إن المرأة الصادقة هي التي تجعل قلبها كقبرها لا يتسع إلا لشخص واحد..
أختي الكريمة أنت بين خيارين: إما أن ترتبطي بذلك الشاب العابث الذي مازال يعيشك على الوهم الكاذب وأنه كان يبحث عنك لدرجة أنه كاد أن يجن.. مع أني أتحفظ على نجاح زواج تكون بداياته بهذه الطريقة العبثية المحرمة.. أو أنك تقبلي بابن عمك (المسكين) لكن بشرط أن تمسحي كل الآثار الذي تركها ذلك الشاب العابث.. وتأكدي أنك إن دخلتي للزواج وذلك الذئب مازال في قلبك.. فلا أظن أن زواجك سينجح.. لأن المشاعر لا يمكن تزييفها أو صناعتها.. و لربما اكتشف زوجك الجديد اللعبة الكبيرة.. وهناك خيار ثالث : وهو أن تلغي كلا الرجلين وتبقين في بيت أهلك حتى يتعافى قلبك من هذا العبث..
إذا كنت صادقة في رغبتك في التخلص من ذلك الشاب.. فاقطعي كل الطرق التي توصلك إليه.. ومهما قلتي عن حبك له وأنك لا يمكن نسيانه أو تجاهله.. فتأكدي أن هذا غير صحيح، والنسيان يداوي مثل ذلك.. فاجعليه كأنه طيف زار في المنام ثم رحل.. أو كأنه خاطب تخطفته يد المنون... المهم أن ترحمي نفسك وعلى أخيك وتخافي ربك وأن تتوقفي عن هذا العبث..
أختي الكريمة: إن كان في ما قلت بعض القسوة فوالله إني أريد لك الخير.. فاجعلي سلوتك بالله.. فهو أنيس الخائفين وجابر كسر المنكسرين.. وهو سبحانه خلف عن كل شيء.. فألحي على الله تعالى أن يهديك صراطه المستقيم.. وأسبلي دموع الندم على ما سلف.. واجعلي هدفك العظيم هو أن يحبك الله.. فإن نلت هذا الشرف فوا الله لن يكون أحدا في الدنيا أسعد منك إلا من كان مثل حالك.. اجعلي هذا اليوم هو ميلادك الجديد.. والله أسأل أن يتولاك بحفظه وأن يسترك بستره.. وأن يأخذ بأيدينا جميعاً إلى صراطه المستقيم..
التعديل الأخير تم بواسطة ماريا ; 29-12-2010 الساعة 07:21 PM