منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - كيف اواسي صديقتي الحزينه على والدها
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2011, 08:57 AM
  #2
د. تركي الغنام
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 27
د. تركي الغنام غير متصل  
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وصلت حدي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أختي السائلة: يجب أن تعلمي أن الحزن هو أحد صور العاطفة والمشاعر الإنسانية الفطرية، قال الله تعالى: ((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)) والحزن شيءٌ فطري ينتاب كل البشر عندما تقابلهم متاعب ومصائب في هذه الدنيا، يقول عكرمة رحمه الله تعالى: ( ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ولكن اجعلوا الفرح شكراً والحزن صبراً) وهو قضية وقتية.

واعلمي يا أختي أن عقيدتنا نحن المسلمين تمنعنا السخط ، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن ما أخطئك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك) ذكريها بأن هذه الفاجعة من قدر الله ، وأنها ستلتقي مع ولدها في الآخرة إن شاء الله تعالى ، فتحتسبه ذخراً عند الله تعالى، فهذا خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم حزن على وفاة ابنه وقال : (تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، ولولا أنه وعد صادق وموعود جامع وأن الآخر منا يتبع الأول لوجدنا عليك يا إبراهيم وجداً وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ) .

طمئنيها إلى قضاء الله وقدره، فكلما زاد الإيمان زاد الابتلاء، قال النبي صلى الله عليه سلم: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) ويقول تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) ولتكن قدوتها الخنساء التي ضحت بأربعة من أبنائها في سبيل الله تعالى، إنه الإيمان بالله وباليوم الآخر وبالقضاء والقدر ، ورجاء الثواب الجزيل عند الله تعالى، ورغم أنها امرأة كبيرة في السن، إلا أن الصبر والإيمان بالله تعالى هو الذي يفعل فعله في نفوس المؤمنين.
فما عليك يا أختي إلاتذكيرها بالصبر والاحتساب ، وذكريها من هو أكثر منها مصيبة، حتى تهون عليها مصيبتها، واتركي باب الأمل مفتوحا، وهذا يبعد عنها الحزن والضيق والاكتئاب، وذكريها أن مع العسر يسرا ((إن مع العسر يسرا) وتصوري سرعة زوال هذا الحزن الشديد، فإنها لولا كرب الشدة ما رجيت ساعات الراحة،،،،
وفقك الله وقوى عزيمتك ، وبالله التوفيق.

د.تركي عبدالله الغنام
رد مع اقتباس