بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إخوتي الأفاضل أخواتي العزيزات
لن أضع مقدمات فالموضوع طويل ولن أدع مجالا للملل بمقدمة لن تقدم ولا تؤخر
إليكم آخر أفكاري تفضلوا
قراءة ممتعة
منذ صغري وأنا صاحبة عادة سيئة في الطعام
ومازلت أعاني منها إلى الآن ولم أستطع أن أتخلى عنها بالكلية
رغم أنها خفت عن ذي قبل ولكنها مازالت موجودة
عادتي السيئة هي اللقمة الأخيرة
هل شعرتي أختي وهل شعرت أخي بالشبع عند آخر لقمة
تشعر بأنك لن تستطيع فتح فمك لتأكلها وتكمل صحنك
نعم كثيرا مايراودني الشعور بالشبع قبل آخر لقمة في طبقي
وكثيرا ماتتضايق أخواتي أو أمي مني
ودوما يقولون لي :_ هل ستموتي إذا أكلتيها لم يتبقى غيرها حرام عليك أن ترميها
ولكن بالفعل لاأستطيع مجرد فتح فمي لأضعها داخله
أشعر بأنها ستبقى في المرئ ولن تصل للمعدة من شدة الشبع
أو أنني لربما ( تكرمون ) سأتقيأ كل ماأكلته إن أكلتها
عادتي السيئة هذه ينطبق عليها القول الشائع ( القشة التي قصمت ظهر البعير )
وعادتي السيئة هذه أيضا شبهتهها بمشكلة بسيطة قائمة بين شخصين
وسرعان مانجدها تصاعدت لتفجر بينهما صراع لاينتهي
وبما أنني في عالم المتزوجين سأخص بالذكر الزوجين
الزوج
رأى أن زوجته مقصرة في حق أهله ولكنه يكتم في صدره من باب لن أجبرها على شيء
بعد فترة وجد أن منزله يفتقر إلى الترتيب فيكتم مرة أخرى ملاحظته
من باب أعانها الله يكفيها الأولاد ومشاكلهم
وبعد مضي أياما معدودة يلاحظ أنها بدأت تقلل من توددها إليه وأنها غالبا متضايقة ونكدية
ومع ذلك يكسر على نفسه بصلة كما يقال وهو يرجح بأن مابها من جراء تغير الهرمونات الشهرية للمرأة
ومرة تلو الأخرى وخطأ وراء خطأ إلا أن تطبخ له زوجته كبسة
وعندما يضع اللقمة الأولى في فمه ويجد أن الملح زائد
فإذا به يبعد الصحن من أمامه بحركة غضب مطلقا تأففه وإنزعاجه
فتسأله زوجته قائلة :_ هل هناك خطب ما ياحبيبي؟؟
فيجيبها بصوت مرتفع :_ الطعام لايؤكل ألم تنتبهي وأنت تضعين الملح ؟؟
ومن ثم كلمة منه وكلمة منها لتتفجر بينهما مشكلة كبيرة
لربما تؤدي إلى خصام طويل أو حتى طلاق
والسبب كبسة مالحة
الزوجة
رأت بأنه بات كثير السهر مع أصدقائه تسكت ولا تعاتبه بحجة أعانه الله وقته كله للعمل
فليذهب معهم ويسلي نفسه من ضغط العمل
بعد فترة لاحظت أنه منذ فترة طويلة لم يهديها هدية أو حتى يتودد إليها بكلمة فتبدأ
بالتخطيط لليال حمراء وفي النهاية تحبط لأنه لم يتجاوب معها
وتفضل الصمت عن البوح حتى لاتصبح نكدية
بعدها بشهر تأتي ذكرى جميلة مرت عليهما تصنع الحلوى تبالغ بالتأنق وهي تبتسم كلما تذكرت الهدية
التي أحضرتها له يتأخر قليلا عن الحضور
فتقول لنفسها:_ بالتأكيد ذهب ليحضر لي هديتي
وبعد مرور ساعة على موعد عودته يدخل وهو تعب مرهق يبتسم لها مجاملا ليتوجه إلى سريره
ويلقى جسده عليه لينام حتى دون أن يغير ثيابه أو حتى دون أن يلاحظ ماقد فعلت من أجله
فتخرج من غرفتها وهي تجرجر أذيال خيبتها لتنخرط بالبكاء في غرفة الجلوس وهي تقرر
بأنه لن تحتفل مرة أخرى ولن تحدثه بالموضوع فهي من المستحيل أن تهدر كرامتها
على أعاتب قدم رجل يسحق فرحتها
ومرة تلو الأخرى وموقف وراء الآخر
لتأتي ذات يوم وهي تستأذنه للذهاب إلى السوق فيرفض طلبها مبررا بأنه مشغول
ويستدرك قائلا :_ سأعوضك غدا أو بعد الغد على حسب الظروف
فإذا بها تنفجر أمامه بالغضب وتتهمه بأنه دائم الإنشغال عنها وأنه دوما مايتهرب من واجباته اتجاهها
وأن لاهم له سوى أصدقائه وووووووو
وتتكرر الحكاية كلمة منه وكلمة منها ليتأزم الوضع مفجرا مشكلة كبيرة لربما تتفاقم وتصل إلى الذهاب
لبيت الأهل او حتى الانفصال
والسبب لم يرضى أن يأخذني للسوق
برأي أن الكبسة المالحة ......... وأنه لم يأخذني للسوق
هما مثل لقمتي الأخيرة وهما ليس سببا لما حدث
بل هما سبب التراكمات الحاصلة التي مالبثت أن انفجرت عندما ضغطناها باللقمة الأخيرة
وأعتقد بأن لو كل شريك أفضى لشريكه بما يضايقه بأسلوب لايخلو من التودد واللطف
وبان ماقال ماقال إلا ليرقى يحياته مع شريكه للأفضل
فبالتأكيد لن تجد اللقمة الأخيرة أي صعوبة في المرور بكل هدوء فالقلوب مليئة بالود
والنفوس صافية لتستقبل كل نقد وكأنه حجر يكمل به بناء سعادة الأسرة
أولست محقة ؟؟؟
لاتحرموني من مروركم العطر
دمتم جميعا في حفظ الرحمن
تحياتي