تجربة عملية عن الزواج الثانى
هذه القصة بدأت منذ 28 سنة ، كنت فى ذلك الوقت أبن ربيع 17 من العمر ... كان والدنا رجل عظيم مكافح فى الحياة يخاف علينا من نسمة الهواء ... يرفرف علينا بجناحيه ويحمينا بعد الله من كل مكروب ... ولايسمح لواحد فى القرية بأن يتطاول علينا ... كان رجلا عظيما بمعنى الكلمة ... سعى لتعليمنا ... كان كل عام يجدد من الخير الوفير الذى وهبه الله إياه ... وكل عام يشترى من الأراضى الزراعية ... وزاد الخير لدينا الى أن أصبح أغنى رجل فى القرية ... وفى ذلك العام منذ 28 سنة تزوج زوجة ثانية بعد محاولاتنا ثنيه عن هذا القرار ولكن دون جدوى ... عندها توقفت عقارب الساعة وأصبحت تدور الى الوراء ... وأصبح كل عام يبيع من ممتلكاته بدلا مما كان يزيدها فى السابق .... نحن أنعم الله علينا بالتعليم والصبر والحكمة فى التصرف فى هذا الموضوع وأيقنا أن الرزق من عند الله ... تركنا له كل ممتلكاته وسيعنا فى أرض الله بحثا عن الرزق ... ووفقنا ولله الحمد ... لكن ماذا أصبح الوالد بعد هذا الزواج تغير 180 درجة من محبتنا وخوفه علينا الى محبة اولاده من الزوجة الثانية الى أن كتب كل ممتلكاته الى اولاده من الزوجة الثانية ولم يعطينا أى شىء ... وبعد أن طلبنا من بعض الأقارب والناس اللى يعرفونه وممكن يسمع كلامهم أن يعدل ويعطينا حقنا فى الميراث بما شرع الله ... يقول أن أعطى الآولاد القصر ... وهؤلاء كبروا وكل لديه وظيفته المرموقة ... والمفروض هم اللى يساعدونى ... مع العلم أننا لانقصر معه أبدا وبما أمرنا الله وديننا الحنيف ... ودائما نوده ونحترمه ونساعده لحبنا أن يعود كما كان زمان أحسن أنسان فى القرية ... ولكن لاتأتى الرياح بما تشتهى السفن ... أنا الآن أعمل بالمملكة وتكرت الدنيا كلها وبعدت عن القرية وأهلها بسبب كثرة المشاكل التى حدثت وخاصة بعد تقدم السن به وأصبح يتصرف تصرفات لاتليق به وبمكانته ... آخر تصرف باع المحراث الزراعى والحصادة والدراسة والمقطورة ليلا خفية كأنه سارقهم ... ولما سألوه الأقارب وأخوتى لما تفعل ذلك ... قال لم أترك لهم شىء يورثوه ... فبعد هذه القصة بالله عليكم فى أحد يفكر أن يتزوج مرة ثانية بعد أن أنعم عليه رب العالمين بزوجة صالحة وزرية بارة به وأموال ومكانة مرموقة حولها وأهدرها كلها وأصبحت هباءا منثورا ... استحلفكم بالله جميعا قبل أن تفكروا فى الزوجة الثانية الا تظلموا الأولى ... ولا تتعللوا بالأعذار الشرعية بالكمال لله وحده ... وأبشركم بعد أن حملتكم مشاركتى فى هذه المآساة ... أننى ولله الحمد متزوج ولى خمسة اولاد وأحب زوجتى وهى تحبنى حبا جما ووعدتها أننى لم أفكر فى زوجة ثانية الى أن يقضى الله الآجل ونحن سعداء الى أقصى درجات السعادة الله يسعدكم جميعا وأدعو لى بدوام السعادة .