قال ابن عون -رحمه الله-:
لما ركِبَ محمد بن سيرين الدَّين اغْتمّ لذلك فقال : إني لأعرفُ هذا الغَمَّ بذنبٍ أصبتُه مُنذُ أَربعينَ سَنة!.
حلية الأولياء (2/171) ، الجامع لأحكام القرآن (16/31)
وقال محمد بن سيرينَ -رحمه الله-:
إني لأعرفُ الذنبَ الذي حُمِّلَ عليَّ به الدَّينُ *مَا هوَ؟! ، قلتُ لرجلٍ من أربعينَ سنةٍ: يا مُفْلس!
قال الراوي عبيد الله بن السري :
فحدثتُ بذلك الحديث أبا سليمانَ الدارانيَّ توفي سنة (205هـ)-رحمه الله- فقالَ: قلَّتْ ذنوبُهم فعرَفوا من أينَ يُؤتَونَ ، وكثُرَتْ ذنوبي وذنوبك فليس نَدري مِن أين نُؤتَى ّ!.
حلية الأولياء (2/171) ، تاريخ دمشق (53/226)
عَقَّبَ الإمامُ ابنُ القَيِّمِ - رَحِمَهُ اللهُ - في الجواب الكافي (ص 34) - قائلاً:
وهاهنا نكتة دقيقة يغلط فيها الناس في أمر الذنب وهي : إنهم لا يرون تأثيره في الحال ، وقد يتأخر تأثيره فينسي ويظن العبد إنه لا يغير بعد ذلك وإن الامر كما قال القائل :
اذا لم يغبر حائط في وقوعه ... فليس له بعد الوقوع غبار
وسبحان الله ! ماذا أهلكت هذه النكتة من الخلق ، وكم أزالت من نعمة ، وكم جلبت من نقمة ، وما أكثر المغترين بها من العلماء والفضلاء فضلا عن الجهال !
ولم يعلم المغتر أن الذنب ينقض ولو بعد حين ، كما ينقض السهم ، وكما ينقض الجرح المندمل على الغش والدغل.
|