حقيقةً يا أختي لمست بعض المبالغة في وصف المرأة القوية .. مبالغة شعرت بأنها قد تشوه صورة الزوجة المحبة لزوجها.

يا أختي من قال إن هذه المرأة حبوبة؟

من وصفتيها هي امرأة ضعيفة مهزوزة فاقدة ثقتها بنفسها.

وحقيقةً لم أفهم كيف تكون مبادرة الزوجة جنسياً .. وقيامها بواجباتها تجاه زوجها دلالةً على ضعفها وعدم استقرارها النفسي؟

عن نفسي أرى هذا حباً واهتماماً ورغبة في إسعاد الطرف الآخر ... ناهيكِ طبعاً عن كونه طاعة لله وطلباً للأجر في المقام الأول باعتباره من حسن التبعل.


حقيقةً يا أختي أرى أن وصفكِ للمرأة القوية يسيء لها ويظهرها بمظهر الإنسانة الأنانية التي لا تهتم إلا بنفسها .. ولا أرى أن الأنانية صفة جيدة للزوجة الناجحة.

الزوج والزوجة كيانان متحدان يتكاملان مع بعضهما .. ولا أرى أن ((استغناء)) الزوجة عن زوجها أمر يصب في صالحها أو في صالح علاقتهما معاً.

نعم يا أختي .. فالاستقلالية والثقة في النفس شيء .. والاستغناء شيء آخر .. وعندما نتحدث عن عدم الاهتمام برأي الزوج أو عدم القلق عليه بسبب تأخر غير معتاد أو الضيق لعدم مشاركته وجبة طعام .. فإننا نتحدث عن استغناء الزوجة عن زوجها .. واعتباره مجرد رجل كغيره من الرجال .. ولا أفهم كيف يمكن أن يسعد زوج باستغناء زوجته عنه وعدم شعورها بخصوصية وجوده في حياتها.

وعن نفسي فإنني أرى أن مثل هذه المشاعر وردود الفعل إن صدرت عن الزوجة فإنها لا تدل على ضعف وإنما تدل على حب واهتمام ورغبة في المشاركة.

أما جزئية (ولا تعطي قبل ان تأخذ فكل شيء عندها بمقابل ..فعل وردة فعل)

فأتصور أنها أسوأ قاعدة في الحياة الزوجية .. نعم ربما يصح أن تكون استثناءً يخضع لظروف ومواقف معينة .. أما أن يكون قاعدة عامة ودائمة؟! وعنواناً لتعامل الزوجة مع زوجها أو حتى الزوج مع زوجته .. فلا أعرف عندها ما الفرق بين الحياة الزوجية والوظيفة الرسمية.


أما القواعد الخمس التي ذكرتها .. فبشكل عام أتفق معك فيها .. فالتوازن في إظهار المشاعر وإبداء الاهتمام .. وحب واحترام الذات والثقة في النفس كلها أمور مطلوبة.

ولكن في الوقت الذي ننصح فيه بعدم ملاحقة الزوج عاطفياً من خلال الاتصالات والأسئلة والتودد فإننا في نفس الوقت لا يجوز أن ننصح بحرمانه تماماً من كل هذا ... فخير الأمور الوسط والتوازن في كل هذا هو الأفضل دون شك.


وشخصياً هذه هي قاعدتي في حياتي الزوجية (خير الأمور الوسط).

أحب نفسي .. وأحب زوجي .. أعطي نفسي ما تستحق قدر المستطاع وبما لا يتعدى على مسؤولياتي .. وأعطي زوجي ما يستحق .. لأنه يستحق.



أخيراً .. أجبت على أسئلتكِ وكانت لاءاتي خمسة

__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.