وعندما التقى بالقبيلة حياهم وسألهم:
كيف وصلتم إلى هنا....؟؟
قالوا:
لقد فكرنا في كلام الشمالية ورأينا أن كلامها صحيح و علينا أن نتحرك فلحقنا بكم ...
أين هي كي نشكرها... ؟؟
فكر الجنوبي في كلامهم .. وقال في نفسه:
نعم هي خير من يفكر لكنها لا تكاد تشعر بالآخرين
إننا على لحم بطننا منذ الأمس ...
وإني أستغرب قدرتها على مواصلة العمل بلا طعام !!
ثم قال لهم :
إنها تعمل هناك ......
إنها تصعد الجبل لترى الطريق الذي سنسلكه غدا
فقالت القبيلة:
يااااه .. تلك امرأة جسورة ...
هنيئا لك بها ...
فقال الجنوبي في نفسه :
ليتكم تعلمون ما أنا فيه من هم
لكن أحد أفراد القبيلة الحكماء سأله:
مابالك تبدو متعبا، ولونك أزرق، وكأنك تموت،
فأجابه:
إني أعاني البرد القارس بحق يا جدي
إني متعب
فقال له الحكيم:
تزوج من أخرى ...
أنت بحاجة إلى هذا الزواج ....
الجنوبي :
نعم أنا بحاجة..
لكني لا أرغب في جرح مشاعرها ...
فهي حساسة، وأقل أمر يجرحها ...
لست أعرف كيف أتصرف لألبي احتياجاتي بدون أن أجرحها ؟!
ليتها تفهمني ليتها تعرف احتياجاتي ...
فقال الحكيم :
تزوج سرا .....
لكن الجنوبي فكر كثيرا
إنه رقيق القلب
لا يحب أن يجرح أحدا
وفي نفس الوقت يحبها ولا تهون عليه
لكنه يكاد يموت من برود مشاعرها،
يكاد يقتله البرود
وكان الجنوبي المحب الجميل الطيب القلب الشهم ...
يقاوم كل الألم الذي يعتريه من شدة البرد ويتظاهر أمام القبيلة بأنه دافء وبخير
حتى أوهنته البرودة..
وصار يتحرك بتعب شديد..
وبات مريضا...
.
.
وكانت إحدى فتيات القبيلة الطيبات الجنوبيات تعتني به
كانت ترمقه بإعجاب
وكان يتجاهلها احتراما لزوجته
لكنها تعود لتثير حاجته عبر كلمات طيبة
وكان يقاوم ......
وكان يحاول التقرب من شماليته الحسناء ...
التي لم تكن تفكر سوى في كيفية طي الطريق للوصول إلى الغابة ....
حاول الجنوبي أن يلفت انتباه الشمالية إلي حاجته الأساسية
لكنها لم تفهم ..
إنها لا تفهم سر هذه الرغبة في الحب والمودة
إنها ذات جهاز عصبي ساخن
إنها فرن متحرك
لا تشعر بالبرد
ولا تحتمل الإلتصاق ولا الحب بشكل متواصل
فماذا يفعل الجنوبي المسكين...؟؟
.
.