منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - يداً بيد البوصلة الشخصية في حياتنا الزوجية
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2011, 02:44 PM
  #111
عبير الأحلام
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية عبير الأحلام
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 2,811
عبير الأحلام غير متصل  



كان الجنوبي ينهار يوما بعد يوم حتى سقط في غيبوبة

بينما الشمالية كانت تعمل كعادتها

ففزع كل أهل القبيلة إلى نجدته

وبما فيهم تلك الجنوبية الطيبة التي سارعت إلى احتضانه

وصارت تغمره بعطفها وحبها المكنون

حتى عادت له الروح

فقرر أخيرا الجنوبي الزواج للحفاظ على حياته في هذا الصقيع،

فيلجأ أخيرا إلى الزواج سرا

وما أن يتزوج حتى يغرق في قلب الجنوبية التي تضمه بشوق يشبه شوقه

فهي أيضا لا تستطيع العيش بلا هذا الحضن

إنها دافئة جدا، محبة، وودودة،

إنها لصيقة طوال الوقت،

وكلما غابت الشمالية...

كلما هرب الجنوبي إلى زوجته الجنوبية ...

ليعوض على نفسه البرد

.
.


باتت الشمالية تلاحظ أن زوجها بات بصحة جيدة ..

وأكثر نشاطا ..

وتفتح للعمل والإنتاج ..


وصارت لديه الطاقة للعمل معها أيضا..


إنها لا تعلم من أين اكتسب تلك الطاقة ... ؟!


لكنها فرحت به أكثر، ........!!!!

وبعد فترة وصل الجميع إلى الغابة

حيث الأشجار، والأنهار ...

والحياة أكثر أمنا بقليل من الصقيع ...

.
.

عندما وصل الجنوبيين إلى الغابة ...

شعروا بمتعة الإنجاز لأول مرة في حياتهم ..

وفرحوا كثيرا .....

وشكروا الشمالية التي قادتهم إلى هذا المكان

بينما سارع كل فرد منهم إلى اتخاذ إحدى الخمائل بيتا

وكل جنوبي أخذ زوجته تحت شجرة يحتضنها

إلا الشمالية، بقيت وحيدة ........ !!!

أرادت الشمالية بعد كل هذا التعب أن تكافئ نفسها ..

أرادت أن تهنأ هي الأخرى أخيرا بحضن زوجها ..

لكنها بحثت عنه ولم تجده ...... !!!

سألت عنه كل فرد في القبيلة ..

لكن أحدا لم يخبرها أنه يختبئ تحت الأيكة حيث يحتضن زوجته الجنوبية سرا .....

الكل يعلم ولا أحد يخبرها

إنها الوحيدة التي ما كانت تعلم

وبينما هي تبحث سمعت صوته ...

ثم أطلت برأسها عبر الأيكة لتراه مع امرأة يانعة ...

تضج وجنتيها بالحياة ...

وتمتلأ أوردتها بالصحة والعافية ..... !!


فأصيبت بالصدمة وبدأت تصرخ عليه بغضب:

أيها الحقير، أيها الدنيء أيها المخادع القذر، أيها الدون ...

كيف تجرأ .......؟؟؟؟

كيف تخونني وأنا التي ضحيت من أجلك ...... ؟؟؟؟

أبعد كل ما فعلته لك ..............

أبعد كل ما عانيته معك .............

ألا يكفي أني تحملت مسؤوليتنا معا بينما آثرت أنت النوم والإسترخاء ...

ألا يكفي أني كنت أعمل ليل ونهار في الوقت الذي لم تفكر فيه إلا في نفسك ....

أيها الأناني، كم أكرهك، كم أمقتك ......... !!!

وتركض الشمالية عبر الأدغال وهي جريحة متعبة، منهكة..

حتى بعد كل ما قدمته من تضحية لم تجني سوى الخيانة


لكن الجنوبي شعر بالأسى لأجلها

وفي الوقت ذاته لم يعد يفكر في أن يعود إليها

فهي رغم كل شي جميل فيها ....

تبقى باردة متعبة.. !!


وزوجته الجنوبية توفر له الكثير من احتياجاته


عليه أن يختار .................


لكن أفراد القبيلة يقولون له

لا بأس عليك أن تعيدها فهي مهمة

وذات فضل علينا جميعا

أعدها واتركها مجرد زوجة

هي لن تكلفك الكثير

إنها تعتني بنفسها

وتحد مؤونتها بنفسها

إنها لا تشكل عبئا عليك

أعدها لأجلنا .... مسكينة !!

ويبادر الجنوبي إلى إرضائها

إنها طيبة وتقبل

لكنها في أعماقها تعتقد بأنها أفضل حالا من أن تصبح زوجة أولى

فتقرر أن تدفعه إلى طلاق الثانية

وهكذا تعمل الشمالية بكل قوة لكي تستعيده، لكنها لا تعرف كيف....؟؟

فتسقط من جديد ..................... !!!

إنها تعتقد أنها لو بنت بيتا فسوف تغريه ويعود

فتنهك نفسها في بناء البيت الجديد

لكنه يستمتع طوال ذلك الوقت مع الجنوبية

وعندما تفرغ الشمالية من بناء البيت

تطلب أن يقاسمها البيت لكنه يشترط أن تستمع الجنوبية معه بالبيت

فيصيب الشمالية القهر وتموت........... !

وهكذا ينتصر الجنوبي ويفوز وزوجته الجنوبية بالبيت .......

ببساطة، وبلا تعب ......... !!!

فالحياة أرزاق ....

أمر لم يتيسر فهمه على الشمالية

لو أن كل شمالية أدركت أن الله هو وحده الأمن لارتاحت

لو أن كل شمالية توازنت لصانت بيتها وزوجها ونفسها


ترى فيما فكرت الشمالية لحظة الموت...؟؟ عندما بدأت روحها تغرغر....؟؟؟
فكرت أن الحياة بكل ما فيها لم تكن تساوي شيئا ...
وأن الموت سيداهمها في وقته وفي حينه ...
سواء كانت في الصقيع أو في الغابة أو في البيت ...
الموت يأتي للإنسان في كل مكان ...
لا يثنيه شيء .......

ياه الحياة تافهة، تافهة .... !

الحياة لاشيء .. !

إن الجنوبي وحده يدرك أن الحياة لا شيء

ولهذا فقد وصفه عليه الصلاة والسلام بخير الأنماط