منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - تعبانه من قرب زوجي وأفكر بالإنفصال
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2011, 11:55 AM
  #35
البليغ
عضو المنتدى الفخري
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 5,761
البليغ غير متصل  
أختي الكريمة/ عذراً قلبي
حقيقة لا أدري ماذا أقول لك؛ لأني أستغرب والله كيف لامرأة تعيش في نعيم مثل هذا وترفضه؟!
أستغرب والله كيف لامرأة لديها هذا الزوج ولا يعجبها؟!
ماذا تريدين أنتِ بالضبط؟!
لكني أسترجع و أقول يا سبحان الله! الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، و ما تناكر منها اختلف.
:::
أنا أشفق على هذا الزوج المسكين الذي ربما أحسّ بشيء لكنه يكتمه في داخله مع جروحه. وأخشى أن ينفجر هذا الكتمان يوماً فيكون إعصاراً يقتلع ما أمامه.
أنتِ لا تعلمين بمقدار الجرح الذي يطعن في الرجال وأعماقهم حينما يحسون أو يشعرون أنهم غير مرغوبين من زوجاتهم، أو أن ليس لهم قبول لديهن.
:::
يا أخية أنا لا ألومك على عدم حبك له أبداً خصوصاً أني أظنّ أن قلبك ما زالت أعلامه ترفرف في ساحات الماضي، وما زال يحلم بذاك الشخص، وما زال يتخّيل ذاك الشخص، و ينشد ذاك الشخص.
إنه القلب و قوانينه...لا حول و لا قوة إلا بالله.
:::
يا أخيّة ليست كل البيوت تبنى على الحبّ. و ليس كل الناس تزوجوا عن قصص حبّ، وليس كل الناس قيس وليلى، أو كثيّر وعزة.
وليس كل الأزواج أحبوا بعضهم من البداية.
قال عمر بن الخطاب: ليست كل البيوت تبنى على الحب.
أنا هنا لا أنكر دور الحب أبداً حتى لا يقول لي بعض الرومانسيين أنني جاف، لكني أقول أن الحياة لها وجوه عديدة لا تقف على جانب واحد أو على قدم واحدة.
:::
موافقتك على هذا الزوج أتت باقتناع كما تدّعين. لكن بعد الزواج انعكست الآية فأصبحتِ تتضايقين من وجوده.
لا عليكِ فقد سمعنا بمثل ذلك كثيراً، لكن الأيام كفيلة أن تجذبك لبيتك والاستقرار فيه حتى أنه سيأتي وقت تشعرين أن بيت أهلك قد غدا غريباً عليك، وأن حياتهم أصبحت غريبة عليك وعلى أسلوبك الجديد كذلك، و سوف تستوحشين لمجرد المبيت عندهم بعض الأحيان لأنك اعتدت على حياة الاستقلالية.
:::
يا أخية أنتِ كرّرت كلمة (لا أحبه) أكثر من مرة. وهذا يدعوني للقول أنك فعلاً متأكدة من عدم محبتك له، أو أنك تريدين رمي كل الأسباب على عاتق عدم وجود المحبة.
:::
دعيني أسأل إن سمحتِ:
ما ذنب هذا الزوج؟
تخيلي لو كنتِ مكانه، و كان زوجك لا يحبك خصوصاً أن النساء أكثر حساسية وفهم لهذا الشيء. كيف ستتصرّفين؟
لماذا توافقين عليه أصلاً؟
هل صليت الاستخارة قبل الزواج أم أتت الموافقة كيفما اتفق كردّة فعل لعلاقتك القديمة، أو كرغبة في الزواج كباقي الفتيات؟
لماذا خلال فترة الملكة لم تطلبي الانفصال؟
لماذا لا تصارحين الرجل أنك لا تريدينه؟
لماذا لا تطلبين من الرجل أن يسرّحك بالمعروف؟
هل ترغبين بحمل لقب مطلّقة في السنة الأولى؟
لماذا ترفضينه بكل الحالات؟
هل من المعقول أنه لا توجد حالة واحدة تقبلينه فيها؟
:::
حقيقة أشفق عليه لأنه يعيش في وهم كبير. أخشى ما أخشاه أن يستيقظ يوماً فيقدم على خطوة تندمين عليها كل العمر.
:::
إن في زوجك صفات تتمناها ملايين البنات معك. فإن كنت لا تريدينه فافسحي الطريق لواحدة منهنّ بالحلال كي تعيش تحت ظلاله وتتفيّأ من نعيمه. والفضل لله سبحانه.
إن في زوجك سماحة، ونقاوة، وصفاء، وأريحيّة، ودماثة خلق، واحترام.
إن زوجك يريد إسعادك بما يستطيع. فلماذا تردين يده و قلبه الممدود لك؟
أين المجاملة؟ أين مراعاة مشاعر الناس؟ أين احترام صانعي المعروف لنا؟
إن زوجك رجل يظهر عليه كثرة القراءة في الحياة الزوجية وهذا ما ساعده للنجاح من ناحيته.
:::
آمل منك ما يلي:
1) إقناع عقلك الباطن بحذف العلاقة السابقة من داخلك.
2) إقناع عقلك الباطن بتقبّل هذا الرجل ولو كذباً...بمعنى قومي بخداع عقلك الباطني فهو لا يفرق بين الصدق و الكذب.
خذي ورقة وقلماً+اكتبي بها (أنا نسيت علاقتي السابقة)+اكتبي أيضاً (أنا أحب زوجي، وأريد إسعاده)+اكتبي هذه الجملتين 21 مرة لمدة 14 يوم...كرريها دائماً.
3) قومي في آخر الليل، واطلبي من الله أن يؤلّف بين قلبيكما.
4) اقرئي سورة البقرة+الأذكار اليومية وخصوصاً أذكار الصباح والمساء.
5) اكتمي أسرار حياتك عن الناس.
6) اكتمي محبّة زوجك لك عن الناس.
7) لا تستقبلي نصائح الآخرين.
8) ابتعدي عن القراءات في القصائد والروايات الرومانسية.
9) تصدّقي بنية الإخلاص لله تعالى+قبول قلبك لهذا الرجل.
10) أشغلي وقتك بالمفيد كقراءة القرآن الكريم، والكتب الفكرية التي تناسبك فأنت امرأة عمليّة+كتب تطوير الذات+كتب الحياة الزوجية...
11) حاولي أن تتزيّني له دوماً، فإن لم يكن له فمن أجل نفسك أنتِ حتى لا تذهب أنوثتك هباءً.
12) حاولي أن تكسري حواجزك قدر الإمكان واقتربي منه تدريجيّاً يوماً بعد يوم.
13) سواءً أحببته أم لم تحبيه فواجبه مكفول قائم في الشّرع. فعليك واجباً القيام بحقوقه كاملة حتى لا تقعي تحت دائرة الذنب والعصيان.
14) جرّبي أن تهديه قارورة عطر ذات يوم.
15) جرّبي أن ترسلي له رسالة ودّ ذات يوم حتى لو أجبرت نفسك عليها، وحتى لو كنت تعلمين أنك كاذبة في مشاعرك، وحتى لو أخذتيها من النت.
16) استرخي ثم تخيّلي نفسك بعد عشر سنوات، وأنت قد فقدت نعمة هذا الزوج...تخيّلي كامل التفاصيل...تخيّلي أن هذا الزوج قد تزوّج بأخرى أكرمته و أحبته و دللته و أحسنت له و أصبح لديه ذرية ويعيش في سعادة، ويقول الناس أتت زوجة فلان وذهبت زوجة فلان. تخيّلي أنه لم يعد يذكر حتى اسمك. تخيلي أنه لم يعد يذكر حتى لون بيتكم من الخارج...
17) الحبّ سيأتي مع الأيام. فلا تقلقي و هوّني عليك.
هل تعلمين أن كثير من النساء لا يحبون أزواجهن إلا بعد خمسة سنوات من الزواج أو أكثر!
18) هل تعلمين أن النساء يشعرون بالتيه والفخر حينما يعرفون محبّة أزواجهن لهن!
19) هل تعلمين أن كثير من الرجال لا يحبون زوجاتهم، و إنما يشفقون عليم من أجل أولادهم.
:::
هذا ما يحضرني الآن.
حاولي فعل ما قلناه لك أعلاه.
فإن وجدتِ تغيراً فالحمد لله.
إن لم تجدي تغيّراً ففّكري عميقاً ثم استخيري بشأن الانفصال.
واحذري أن تضيّعي عمر هذا الزوج معك.
إن قررت الانفصال فاطلبي منه بهدوء، و اتفقي معه على إرجاع مهره استناداً إلى حديث فاطمة بنت قيس.
:::
أتمنى من زوجك لو أجده فأهمس في أذنه قائلاً:
يا عزيزي! احزم قليلاً.
يا أخي! لا تبالغ في أفعالك.
يا أخي! تمالك نفسك، و كن جاداً كما تبغي زوجتك، و احرمها قليلاً من حنانك و قربك.
:::
أقول قولي هذا و أستغفر الله العظيم لي و لكم.
أخوكم في الله/ البليغ "المهندس الأديب حاتم بن أحمد-الرياض"