منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - هل الرجل افضل حقا من المرأة
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-2011, 08:14 AM
  #7
مشروع نجاح
موقوف
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 371
مشروع نجاح غير متصل  
جرد نماذج من تفسير الآية الكريمة: "ربي إني وضعتها أنثى"

الكلام فيه فوائد




جرد نماذج من تفسير الآية الكريمة: "ربي إني وضعتها أنثى":
فالتفسير الكبير للفخر الرازي في تفسيره للآية الكريمة يقول أن فيها قولان:
القول الأول:أن مرادها تفضيل الولد على الأنثى، وسبب هذا التفضيل من وجوه:
الوجه الأول: أن شرعهم لا يجوز تحرير الذكور دون الإناث.
الوجه الثاني: أن الذكر يصح أن يستمر على خدمة موضع العبادة و لا يصح ذلك في الأنثى لما كان الحيض و سائر عوارض النسوان.
الوجه الثالث: الذكر يصح لقوته وشدته للخدمة دون الأنثى فإنها ضعيفة لا تقوى على الخدمة.
الوجه الرابع:الذكر لا يلحقه عيب في الخدمة و الاختلاط بالناس و ليس كذلك الأنثى.
الوجه الخامس: أن الذكر لا يلحقه من التهم عند الاختلاط ما يلحق الأنثى فهذه الوجوه تقتضي فضل الذكر على الأنثى في هذا المعنى.

القول الثاني: أن المقصود من هذا ترجيح هذه الأنثى على الذكر:أنها قالت الذكر مطلوبي وهذه الأنثى موهوبة الله تعالى، و ليس الذكر الذي يكون مطلوبي كالأنثى التي هي موهوبة لله وهذا الكلام يدل على أن تلك المرأة كانت مستغرقة في معرفة جلال الله عالمة بأن ما يفعله الرب بالعبد خير مما يريده العبد لنفسه.
وفي التبيان في تفسير القرآن للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي عند تفسيره للآية الكريمة [ وليس الذكر كالأنثى ]، يقول هو اعتذار بأن الأنثى لا تصلح لما يصلح له الذكر، و إنما كان يجوز لهم التحرير في الذكور دون الإناث لأنها لا تصلح لما يصلح له الذكر من التحرير لخدمة المسجد المقدس لما يلحقها من الحيض و النفاس و الصيانة عن التبرج للناس.

أما الجامع لأحكام القران للشيخ عبد الله بن أحمد الأنصاري القرطبي: فقال أن الصالحة نذرت خدمة المسجد في ولدها فلما رأته أنثى لا تصلح و أنها عورة إعتذرت إلى ربها من وجودها لها على خلاف ما قصدته فيها .

و عند الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره المنار يقول:" فلما وضعتها قالت ربي إني وضعتها أنثى" قالوا : إن هذا خبر لا يقصد به الإخبار بالتحسر و التحزن و الاعتذار، فهو بمعنى الإنشاء و ذلك أنها نذرت تحرير ما في بطنها لخدمة بيت الله و الانقطاع لعبادته فيه،والأنثى لا تـصلح لذلك عادة لا سيما في أيام الحيض، قال تعالى " و الله أعلم بما وضعت " أي؛ بمكانة الأنثى التي وضعتها وأنها خير من كثير من الذكور،ففيه دفع لما يوهمه قولها من خسة المولودة و إنحطاطها عن رتبة الذكور و قد بين ذلك بقوله: " وليس الذكر " الذي طلبت أو تمنت " كالأنثى " التي وضعت بل هذه الأنثى خير مما كانت ترجو من الذكر "وليس الذكر كالأنثى "، مع أن الآية لا تشير إلى الأفضلية بل الغيرية أي أن كل ما في الأمر اختلاف الذكر عن الأنثى.


وعن تفسير التحرير والتنوير للشيخ الأستاذ محمد الطاهر بن عاشور ننقل تفسيره للآية الكريمة " والله أعلم بما وضعت "حيث يقول؛ بأنها جملة معترضة و قرأ الجمهور و ضعت ْ –بسكون التاء – فيكون الضمير راجعا إلى إمرأة عمران، وهو حينئذ من كلام الله تعالى و ليس من كلامها المحكي ، والمقصود منه؛ أن الله أعلم منها بنفاسة ما وضعت وأنها خير من مطلق الذكر الذي سألته، فالكلام إعلام لأهل القرآن بتغليطها، وتعليم بأن من فوض أمره لله لا ينبغي أن يتعقـب تدبيره.

وفي تفسير الشعراوي عند توقف الشيخ الشعراوي عند الآية الكريمة "ربي إني وضعتها أنثى"؛ يقول إن الحق يقول لها لا تظني أن الذكر الذي كنت تتمنيه سيصل إلى مرتبة الأنثى إن هذه الأنثى لها شأن عظيم، أو أن القول من تمام كلامها "إني وضعتها أنثى" و يكون قول الحق :"و الله اعلم بما وضعت"هو جملة إعتراضية ويكون تمام كلامها "و ليس الذكر كالأنثى" أي أنها قالت:يا رب إن الذكر ليس كالأنثى إنها لا تصلح لخدمة البيت،و ليأخد المؤمن المعنى الذي يحبه و ستجد أن المعنى الأول فيه إشراق أكثر، إنه تصور أن الحق قد قال أنت تريدين ذكرا بمفهومك في الوفاء بالنذر، و ليكون في خدمة البيت و لقد وهبت لك المولود أنثى،ولكني سأعطي فيها أية اكبر من خدمة البيت و أنا أريد بالآية التي سأعطيها لهذه الأنثى مساندة عقائد لا مجرد خدمة رقعة تقام فيها الشعائر.

فبعد جرد لنماذج من مختلف التفاسير التي تنتمي لحقب زمانية مختلفة، بل و متباعدة، ولمشارب مذهبية وفكرية و بيئية متفرقة، نورد تعليقا للمفكر الباحث خالص جلبي حول نفس الآية، ففي تأمله للنص يرى أن القرآن ذكر هذه الفقرة أي الآية " وليس الذكر كالأنثى " في قصة امرأة عمران وهو ينقل على لسانها، لعلها تتساءل عن اثر ضغط المجتمع في استقبال المولود (الجديد) الأنثى...ثم يتابع القرآن السياق، وفي محاولة منه للتوضيح أكثر رتب فقرات الآية القرآنية في هذا الصدد بحسب التالي:
- السياق مكون من خمس فقرات:
{1– قالت ربي إني وضعتها أنثى
2 - و الله أعلم بما وضعت.
3 - و ليس الذكر كالأنثى
4 - و إني سميتها مريم
5- و إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم }.
وعلق بقوله:إن السياق مكون من خمس فقرات: جملة 1-2-3-4- 5 وهي بكل تأكيد لامرأة عمران الفقرة أو الجملة الثانية هي جملة اعتراضية أو تعقيب من القرآن على كلامها، الفقرة الثالثة فيها احتمالات أي أن تكون تابعة للتعقيب أو من قولها، و يتابع الدكتور خالص جلبي محاولاته للتقرب من المفهوم أو المعنى المحيط بالنص من خلال مراجعته لثلاث تفاسير، واحد قديم وهو للقرطبي واثنان حديثان هما تفسير القاسمي والمنار لرشيد رضا، فينتهي بخلاصة مفادها؛ وجود فروق في فهم النصوص، فوضع المرأة في المجتمع والمفاهيم المسيطرة على ثقافة الناس لها تأثير واضح على فهم النصوص،ويشير إلى أن مدرسة رشيد رضا التي حررها بشكل واضح في جريدة المنار وفي تفسيره المنار، تختلف فيه نظرته للمرأة عن غيره من المفسرين والتفاسير الأخرى فهو لم يفهم من النص الأفضلية بل فهم الاختلاف .


منقول
رد مع اقتباس