أمي ... يا حبيبتي يا ماما ... كم أشتاق لأن أرتمي بحضنك وأبكي كل آلامي فلا أعود أشعر بها .
فقدتها رحمها الله منذ 24 عام ولا زلت أشعر بالشوق لها وكأنها فارقتنا بالأمس
طلبت منهم أن تبلغني بنفسها عندما علمت بطبيعة مرضها فقد تحول التليف في رحمها لسرطان انتقل للرئة
ذهبت لزيارتها .. كانت تأكل بضع لقيمات من صحن أمامها فلما رأتني وسلمت عليها أزاحت الصحن لجهتي وطلبت مني أن أشاركها ...
ثم بدأت كلامها بمقدمة فهمت منها نهاية الحديث ففقدت التركيز وللآن لا أذكر ما قالته ...
بعد أسبوعين ساءت حالتها ودخلت المستشفى ..
كنا نعودها كل يوم ونتناوب في أوقات الزيارة ولكن لم يسمح لنا بأن نبيت عندها وهذا أذكره تماما ولا أستطيع تجاوزه
فهنا أشعر بتقصيري ... أشعر بخيبتي ...
في مساء ليلة وفاتها طلبت منا المبيت عندها ... قالت أن الممرضات لا يجبن نداءها في فترة الليل ..
حاولنا لكن المستشفى رفض ...
كانت كل الدلائل موجودة على قرب أجلها لكني لم ألحظها
صحيح اني كنت وقتها صغيرة نسبيا ولم يكن عندي خبرة بالحياة ولم أعاصر حالة وفاة قبلها لكني غفلت عن الكثير ... سألت الطبيب المسؤول عن وضعها فكان جوابه بأنه سيكون أمر جيد أن تتجاوز الليلة فلننتظر للغد ونرى .... تخيلوا ما فهمت مغزى كلامه بل رأيت الأمل في كلماته وانتظرت الصباح
ليتني بت عندها ... ليتني ما تركتها ....
كبرت وتعلمت من خطأي ... ماعدت أترك عزيزا علي في المستشفى .. بل ارافقه ليلا ... أخت زوجي مرضت في العام الماضي ... رأيت علامات الاحتضار فلم أرضخ لقوانينهم بل بقيت معها وعندما بدأ ضغطها بالانخفاض وحانت الساعة هرع لها الاطباء بينما بدأت بتلاوة سورة يس ووصلت قراءة الضغط للصفر مع كلمة ترجعون ...
رحمة الله عليها وعلى والدتي وعلى كل المسلمين
تعلمت درسي بالطريقة الصعبة ... وكأنه مقدرا على الوالدين أن يكون دورهم هو العطاء لاخر لحظة
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة خاله بيتا ; 05-04-2011 الساعة 04:51 PM