المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البليغ
أخي الكريم/حياة أفضل
نعم! أنت تعيش حياة أفضل يملؤها النجاح، والخير القادم لك بإذن الله.
أشكرك على إجابة أسئلتي.
أقسم بالله أني أشعر بالحسرة على حالك إن كان كما ذكرت.
:::
أخي الفاضل:
دعني أجرحك قليلاً حتى تستيقظ، وأرحل مع مشكلتك سطراً سطراً متتبعاً الأحداث على النحو التالي:
1) يا رجل! أنتَ بالغت كثيراً في إعطائها كل شيء. ربما تقول لي: هذه زوجتي، ونحن في بلاد الغربة، وأنا أردت تعويضها...الخ. لكني أقول لك أن هذا خطأ يقع به غالبية المتزوجون الحديثون في الإكرام المبالغ للزوجات. نعم نحن نكرمها إن رأينا أنها تستحق، وتعرف قيمة المعروف، لكن إن لمسنا منها جحوداً ونكراناً فالواجب التوقّف عن هذا العطاء الذي يشبه محاولة زراعة التفاح في صحراء الربع الخالي.
2) معدّل الغيرة والشك لدى هذه المرأة يعتبر مبالغاً به يصل لدرجة مرضية بعض الشيء.
3) كلامها البذيء فيه اتهام للشرف وقذف يعاقب عليه الشرع والقانون. ويا ليتك من أول مرة لجمت لسانها، وقرصتها، ووقفت أمامها وقفة أسد كي ترتدع وتضمحل في مكانها.
4) هي لا تبالي بالوضع المادي. هل تعرف لماذا؟ لأنها رأت منك إنفاقاً واسعاً فعلمت أنك رجل مقتدر مادياً، والمرأة لا ترفض من يقدم لها العطاء المتواصل. هل تعلم أن العطاء إذا تواصل فإنه يفسد المرء الذي أمامك.
5) إخراجها للإشاعات وتحدثها عنك بتلك الطريقة يخبرنا أنها امرأة لا تتورع عن القذف، واتهام الناس بالباطل، والكذب.
6) يا ليتك ضربتها على كتفها، أو قرصتها قرصة مؤلمة على كتفها، أو مسكت لسانها بيدك وأخرجته من حلقها عندما قالت لك: (بأروح لواحد كان برا ابيه يبوسني هم يعرفون الحب اكثر منكم).
7) أنت أخطأت خطأً شنيعاً أنك لم تتعلم أن تقول لها (لا) في مكانها الصحيح، ووقتها الصحيح.
هذا خطأك يا رجل أنها اعتادت منك على قبول أي شيء. والنساء يا عزيزي يحتقرون ويكرهون الرجل الذي يقول لهم (نعم) في كل شيء.
أخبرني أحدهم بقصة قبل سنتين عن رجل يعيش مشاكل عديدة مع امرأته. هل تدري ماذا قالت الزوجة في مجمل تبريراتها عندما سألوها عن الخلافات؟! قالت بكل وقاحة: هو لا يقول لي (لا) أبداً.
8) أحسنت صنعاً حينما انتقمت لرجولتك وعزتك وكرامتك، واسترجعت حقك منها حينما تجرأت عليك، وفاضت وقاحتها في فعلها.
لا عليك في هذه الفعلة. يقول الله تعالى (وجزاء سيئة سيئة مثلها).
9) من المفروض أن لا تحضر لها أي جوال ما دام أنها كسرته بنفسها كي تكون عقوبة لها، وتعرف قيمة الحاجة التي بيدها، والنعمة التي ترتع فيها.
10) كيف تعطيها مبلغ 5 آلاف ريال؟! إنه مبلغ كبير جداً يعيل أسرة كاملة. حتى لو كانت النية في جلب الهدايا فالواجب عليك تحديد ميزانية للهدايا لأهلك وأهلها لا تتجاوز 2000 ريال فقط بالكثير.
11) عدم عنايتها بالبيت، والقيام بشؤونك، وتهديدك بالشرطة الأمريكية، والحصول على رقم السفارة، وتفتيش البريد الالكتروني، وتفتيش الجوال كلها أفعال تدل على السفه، والحمق، والجهل.
12) إحدى مشاكلك أن والدها ليس بصاحب كلمة وحكمة حتى تتفاهم معه. وبما أن الأمر في يد الأم فمن الطبيعي أن البنت تحاول أن تكون نسخة مكررة من أمها. هذه القاعدة والشواذ موجود. هي تريد السيطرة عليك، واعتقدت أنك رجل ضعيف.
13) لقد أخطأتَ يا عزيزي بقبولك بالمؤخّر. وكان الواجب عليك أن تنصرف في وقتها، وتترك لهم مجلسهم. لكن قدر الله وماشاء فعل.
:::
هوّن عليك يا رجل فأنت شهم وابن كرام، وصاحب علم، وثقافة.
أنت أصيل، ونظيف، ووفيّ، ومؤدّب، وحليم.
لكنك أخطأت باستخدام حلمك مع من لا يستحقه، وباستخدام أخلاقك مع من لا يقدرها، وباستخدام كرمك مع من لا يوفيه قدره.
إذن الحل مع النوع هذا من النساء هو القوة، والحزم، والثبات على الموقف، وأن تكون أسداً ضرغاماً لا يهاب.
:::
لا أجد لك ما أقوله إلا مجموعة من الاقتراحات التي يجب أن تختار أحدها مني أو من غيري على النحو التالي:
المحور الأول:
إن كنت تريد الزوجة فافعل ما يلي:
1) أرسل لها رسالة استفسار عن أسباب طلب الطلاق. ثم انتظر ردها.
2) اتصل على والدها، وأخبره بكافة التفاصيل كي تبرر موقفك، ثم اسمع منه، واتركهم حتى تعود سالماً لأرض الوطن.
3) إن طلبوا منك التفاهم فافرض شروطك على ابنتهم أمام والديها مطالباً قبل تنفيذ شروطك باعتذار شخصي.
المحور الثاني:
إذا كنت لا تريد هذه الزوجة فافعل ما يلي:
1) ألحّ على الله بالدعاء كثيراً أن ينزع حبها وذكرياتها من قلبك.
2) اكتب جميع سيئاتها وأخطاءها معك، واقرأها كل يوم حتى يزول حبها من القلب.
3) راجع جميع أخطائك معها، واكتب الصواب المقابل لها. ثم عدّل من شخصيتك حتى تستطيع العيش معها مستقبلاً أو مع امرأة غيرها.
4) احذف كل شيء يذكرك بها مثل الصور، أو باقي أغراضها.
5) استبدل شقتك بشقة أخرى بسرعة.
6) استهلك كل طاقتك العقلية والبدنية في دراستك+اقرأ كثيراً.
7) أخرج مع أصدقائك، واحذر أن تجلس لوحدك.
8) تقرب إلى الله بصلاة الليل، واذرف الدموع من قلبك، واشكو إلى الله مصيبتك.
9) اتصل على والدها، وأخبره بكل عيوب ابنته؛ حتى يعرف حقيقة الأمر.
10) لا تطلق حتى يأتي طلب الطلاق منهم، ويسقط المؤخر. فإذا جاء منهم قل لهم: إن كنتم تريدون الطلاق فعلاً فاذهبوا للمحكمة واطلبوه. لماذا؟ حتى يصبح الطلب منهم خلعاً ويسقط بذلك المؤخر إن شاء الله.
11) أكثر من استخدام النفس العميق، وجلسات الاسترخاء، والتأمل في الطبيعة.
12) كرّر ما يلي:
أ- (إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها).
ب- (رب أني مغلوب فانتصر).
ت- (حسبنا الله ونعم الوكيل).
ث- (لا حول ولاقوة إلا بالله).
ج- (اللهم انصرني على من ظلمني، وأرني ثأري منه).
ح- (ربنا اربط على قلوبنا، وثبت اقدامنا، وانصرنا).
خ- (اللهم اكفنيها بما شئت).
د- (اللهم كن لي جاراً من شر خلقك أجمعين أن يفرط عليّ أحد منهم أو أن يطغى).
ذ- (رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني).
:::
أخي الكريم:
هل تعلم أن هذه المحنة هي منحة لك؟! قل لي كيف؟
أنت من خلالها عرفت حقيقة نفسك، وحقيقة شخصيتك، وأخطاءك الواجب تعديلها، وحقيقة شخصية زوجتك، وفائدة الالتجاء إلى الله عزوجل، واستفادة خبرات في الحياة الزوجية ما كنت ستعرفها لو لم تحصل هذه المشكلة.
:::
اقرأ القرآن كثيراً..تصدق كثيراً..ادع الله أن يربط على قلبك..تذكر أن اليسر يخرج من رحم العسر..تذكر أن الله بك رحيم وسوف ينصرك.
:::
أسأل الله أن يفرج همك، وينفس كربك.
:::
تذكرني بالدعاء في جوف الليل.
:::
أرجو أن أكون قد أفدتك.
أخوك في الله/ المهندس حاتم بن أحمد-الرياض
|