السلام عليكم ورحمة الله ..

بصراحة أستغرب من الاشخاص الذين يطالبون صاحب المشكلة بالطلاق ! .. على الرغم من معرفتهم بوجود طفل بالطريق .. ذنب هذا الطفل برقبة كل من يدعو للطلاق .. وهو المسؤول عن مايصيب هذا الطفل من تبعات لهذا الطلاق والعيش بأسرة متفككة .. حرام عليكم ..
بدل ماتدعونه للصبر والتوكل على الله ومحاولة اصلاح هذه الزوجه التي أخطأت و"كلنا معرضون للخطأ" .. ومحاولة تقويمها و غرس حب الله تعالى في قلبها أكثر وأكثر ويبنوا حياتهم من جديد على مبدأ الصراحة بحكم ان الصراحة اساس لإستمرار العلاقات وغيرها من النصائح الخيرة التي تساهم في إنعاش هذا الزواج ومنحه مسار افضل .. بدل كل ذلك تدعونه للطلاق ؟ والله حرام عليكم خافوا ربكم .. لو ان الخاين رجل كان قلتوا للمرأة اصبري عشان الاطفال .. وهذا الرجل لديه ولد بالطريق وانتم تدعونه للطلاق .. سبحان الله على هالتناقض !! ..
قال الرسول (ص) : إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة .. يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا .. فيقول ما صنعت شيئا .. قال ثم يجيء أحدهم فيقول (ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته) قال فيدنيه منه ويقول "نعم أنت" ..
أرجو منكم ان تتقوا الله في ردودكم و أن تعلموا أن انكم تدعون لفك أخطر عقد وأوثق العقود هو الميثاق الغليظ الذي سماه رب العباد هكذا .. وفسخ هذا الميثاق خصوصاً بوجود الأطفال عليه ماعليه من التبعات الخطيره وهو ليس بالأمر البسيط ..
بالنسبة لأخي الكريم صاحب المشكلة .. اتمنى من كل قلبي ان تعفو عن زوجتك عفواً خالصاً لله تعالى لتنال رضاه سبحانه ، فهذا العفو به راحة للإنسان حين يعفو عن مظلمة أو يسامح من أساء .. سامحها لحداثة سنها ولجهلها بما يترتب على افعالها من نتائج .. وانت تعلم أنها قد تابت بدليل أنها تحاول أن تكفر عن خطئها طوال الفترة الماضية حسب قولك .. فكر في مواطن الخلل وعالجها .. جميعنا كبشر خطاؤون ولا يجوز لأحد ان يجزم بعدم توبة هذه الزوجة فلا أحد يعلم الغيب ولا يمكن اطلاق هذه الاحكام جزافاً بدون علم لأن هذا به نوعٌ من المجازفة والتسرع في إطلاق أحكام على أمور لا زالت تحت السيطرة والبحث .. ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) كما أنت كثير الخطأ زوجتك أيضًا كثيرة الخطأ ، لسنا ملائكة، لا معصوم من الخطأ إلا رسول الله عليه الصلاة والسلام .. ـاستأنف حياتك مع زوجتك النادمة فالندم توبة .. وما دامت قد ندمت على ما فعلت فكم لك من الثواب إن أنتَ إجتهدت في نسيان ما حدث منها و تابعت حياتك معها كأن شيئاً لم يكن مع وجود الرقابة والحرص من جانبك ، فقد يكون توارد تلك الخواطر على قلبك في أنك لاتستطيع الاستمرار معاها واسترسالك مع هذه الخواطر ذريعة للشيطان لينكد عليك عيشتك ويفسد ما بينك وبين زوجتك ..
تذكر قول الله عز وجل : فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّه .. صدق الله العظيم ..
أخيراً أسأل الله أن يوفقكم ويكتب الإستمرارية لحياتكم الزوجيه ويبعد عنكم اولاد الحرام ويسعدكم دنيا وآخرة ..

اختك : موسكينو غلامور

__________________
رَبيْ / قرْبني {إليك}
فمَا خَابَ مّن اختارَ قُرْبَگ” ..