أخي الفاضل
بعد ردك الأخير وضحت لي الصورة أكثر
مشكلتك أنك جعلت زوجتك كل حياتك
ولذلك كانت صدمتك بها شديدة جداً , ونقمت على الحب والنساء
وعذبتك الذكريات .
شعورك طبيعي جداً ومتوقع في ظل الظروف التي تعيشها الآن ووضعك النفسي
بل أن هناك مثلك لم يتزوج أخرى بعد فشل زواجه الأول إلا بعد سنوات طوال .
أعلم أنك تشعر وكأنك تعيش خارج الزمان والمكان
في عالم لا زمان به ولا مكان ... تشعر كأنك ضائع وفاقد هويتك
تشعر بأن كل هذه الدنيا لا يسرك فيها شيء .
تجربتك هزت بعض الثوابت والمسلمات في داخلك , أو ما كنت تعتقد أنه كذلك
أنت تتساءل :
لماذا زوجتي ليست صبورة ومحبة وودودة ومتفانية وحنونة و و و و .... الخ
مقارنة بأغلبية النساء , بل البعض منهن لم تجد من زوجها ربع ما وجدته زوجتي مني
ورغم ذلك تحمله على رموش عينيها
ولماذا أنا الذي أعطيت زوجتي كل ما تتمناه النساء , ولو أن واحدة غيرها
لوضعتني تاج فوق رأسها ؟
تساؤلاتك هذه مشروعة ومنطقيه
ولكن سبحان الله ...
الود والحب والكره والقناعة من الله , ولا يوجد ثوابت في هذه الأمور , وإن كان الغالب هو كما تظن .
وربما مرأة مثل زوجتك أعطاها زوجها كل شيء كما فعلت أنت
ولكنها لم تتوافق معه
وتتزوج غيره , ولا يعطيها ربع ما أعطاها زوجها الأول ولكنه يكون أغلى من ماء عينيها !
نتعجب أو لا نتعجب , ولكن هذه هي الحياة والبحث في الأسباب قد يوصلنا لطريق مسدود
ولحكمة لا يعلمها إلا الله تعالى .
عندما تندمل جروحك , ثق بإذن الله ستعود نظرتك المشرقة للحياة
لا أنصحك بالزواج إطلاقاً قبل الخروج من وضعك النفسي المتأزم
لأن زواج من هم بمثل ظروفك غالباً يفشل , ستكون الزوجه الجديده مجرد بديل
لملء فراغ عاطفي ونفسي مكان زوجة قديمة , ولن تكون مقتنعاً بها وستقارنها بزوجتك الأولى في كل شيء , كل شيء .
لن يكون البديل كالأصلي إطلاقاً , إلا إذا كانت قناعتك أن البديل
هو الأصلي الذي تبحث عنه وتريده , ولن تتبدل قناعتك إلا بعد تحسن حالتك النفسيه
ونسيان زوجتك السابقه .
إهتم بدراستك الآن واشغل تفكيرك بأي شيء آخر عندما تتذكر زوجتك السابقه
ورويداً رويداً سيتحسن حالك إن شاء الله
وعندما تتزوج أخرى , ارفق بقلبك ولا تسلم بأي أمر على أنه من الثوابت , وكن عقلانياً أكثر منك عاطفياً .
تذكر أن المصيبة تولد كبيره وبفضل الله وبعد مرور الزمن تصبح صغيره .
التعديل الأخير تم بواسطة أبو حكـيم ; 10-05-2011 الساعة 06:30 AM