حياك الله أخي الكريم .. لاشك أن هذا موضوع حساس جداً .. وذلك لارتباطه بمشاعر مرهفة جداً وهنّ النساء..
بطبيعة الحال تختلف نظرة البعض من الرجال والنساء للتعدد او للزواج الثاني ..
- فمن من النساء ترى أنه لابد أن يكون للزوج عذر في زواجه الثاني كمرض أو عجز أو ماشابه ..
- ومنهنّ من ترى أن للزوج الحق في الزواج بشرط أن يعدل في كل أمر .. وهي بذلك تضع يدها على قلبها
مما تشاهده على أرض الواقع من تغير الأزواج بعد زواجهم الثاني وتركهم لأبنائهم وزوجاتهم وإهمالهم لهم ..من هذا
المنطلق توافق أو ترى أن ذلك حق مشروع له لكنها في العمق خائفة من المستقبل .
نظرة الرجال ايضا تختلف فمنهم يرى :
- أنه ما دام في رغد من العيش وأنس وراحة بال مع زوجته حتى لو بلغا من العمر مبلغا كبيرا ..فيرى أن بقاءه على هذا الوضع أفضل من جلب النكد ووجع الرأس ومشاكل لا أولا لها ولا آخر طبعاً .
- بينما يرى آخرون أنه يعيش في حديقة غنّاء له أن يقطف مما شاء من ورودها وأزهارها ماشاء له في حدود شرع شُرِّع له .. غير آبه بما يمكن أن يحدث له في ظل ظروف صعبه يعيشها قد لا يستطيع الجمع فيها بين زوجتين .. فهو يرى أن يتمتع فقط أياً كان هذا التمتع .مما ينعكس ذلك سلبا على حياته وعلى حياة من يتبع له .
فالزواج الثاني يكون مطلبا حين يرى الزوج انه بحاجه له . فمن يستطيع أن يقدر هذه الحاجه ..!! هو فقط
من يستطيع أن يحكم على نفسه أنه بحاجه فعلاً لزوجة ثانية .. بغض النظر عن الأسباب التي ذكرتها أن آنفا
في معرض عرضك السابق .
والمقتدر ايضاً هو من يستطيع أن يعدد . لكن هل كل رجل بإمكانه الزواج الثاني ؟
قد يقول أزواج ونحن نجلس معهم وأنت ايضا أنه باستطاعتهم الزواج أقصد التعدد .. غير أن الواقع يقول عكس ما يقولون ..
فجمع النساء يحتاج لقدرة فائقة من القوة والشجاعه والمواجهه وسعة الصدر والبال لاستقبال أسوأ الأمور وأحلك الظروف .. فإن سلمنا جدلا بأن الزوج يجب أن يكون أحكم وأعقل وأبصر من زوجته .. فكيف له أن يواجه الواقع الذي سيعيشه في حال وقعت مشاجرات ومخاصمات وحالات من الغيرة الشديدة هذا فضلاً عن الأولاد وما قد يحدث بينهم .. ألا ترى معي أن الزوج لابد أن يضع في حسبانه أي شيئ قد يحدث مع أنه يحاول أن يعيش حياة آمنه مطمئنة ويسعى لها ..
أخي الأفعال المؤسفه التي يفعلها كثير من رجال اليوم هو والله ما يخوف نسائنا من التعدد او الزواج الثاني فرجل بعمر الخمسين يظفر ببنت العشرين فيطير صوابه معها ودلالها وغنجها ..وينسى ما كان من عشرة طيبة وحياة حلوه مع رفيقة الدرب الأولى بل وينسى أبنائه أيضا وقد شاهدت من مثل ذلك في حياتنا العامه كثير..
أفلا ترى معي أنه لابد من عقل يزن لمثل هذه الأمور ويحسب لها ألف حساب ..
المشاعر التي تشعر بها زوجتك الأولى وأنت قادم من تلك الصبية ..بعضهم يدخل بيته بوجه معصب ومغضب ويُمضي يومه ذلك بأي شكل ويستغرب من طول ساعاته لأنه عند الأولى وينسى أنها بحاجه ،كما هو محتاج لأي شي يسعده هي ايضا . لكن أين من يزن لمثل هذه الأمور .. وقس على هذا أمثله كثيرة جدا ..
من واقع الحياة ، كُثر عاشوا حياتهم الأولى ، ثم أرادوا التغيير فتزوجوا ثم لم يستطيعوا أن يتأقلموا مع الحياة الجديدة لأسباب كثيرة ، فأنهوا حياتهم الجديدة وعادت الثانية تجر أذيال الخيبة والألم .. كل ذلك لأنه لم يضع الأمور في نصابها .
أنا من أنصار الزواج الثاني لكن بشروط .. وقبلها يجب أن يكون الرجل مهيأ نفسيا قبل أي شيئ .. لا أن يُقبل على هذا من باب الرجوله ومن باب الإباحة ومن باب السلطه والقوة والجبروت .
أتمنى لك التوفيق دوماً وأبدا .
أعتذر عن الإطاله .