أيتها الأخت الفاضلة ... سلمك الله من كل مكروه..
مشكلتك تكمن أساساً في عدم رضاك بالصورة التي خلقك الله بها:
والحل:
1- يقول تعالى {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} فجنس الإنسان صورته من أحسن الصور عند مقارنته بسائر المخلوقات.
2- أن بني الإنسان يتفاوتون في خلْقهم وجمالهم فمنهم القبيح ومنهم الجميل ومنهم مابين ذلك.. ولله حكمته البالغة في هذا.. وبناء على هذا يا أخية انظري لمن ابتلاهم الله وبلاؤهم أشد من بلائك,, فمنهم من خُلق أعمى ومنهم في وجهه تشوهات ومنهم من ابتلاه الله بالشلل وغير ذلك من الابتلاءات... وقارني حالك بحالهم حينها سيتبين لك ما أنت فيه من الجمال وحسن المظهر.
3- اعلمي أن الجمال الحقيقي والذي هو محل نظر القلب جمال التقوى والإيمان والعمل الصالح.. فالله عزوجل لاينظر إلى الصور وإلى الأجساد ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال.. وكم من امرأة ليس لها حظ من الجمال لكن جمال الإيمان والخلق الحسن اكتست به فأصبحت كلوحة جميلة يذكرها الناس في مجالسهم.
4- أما مسألة أنك لم تتزوجِ بعد فهذا شيء طبيعي والزواج قسمة ونصيب وما تدري الفتاة متى يأتيها نصيبها.. وإذا تأخر هذا النصيب فقد يكون في تأخره خير لك {وعسى أن تكرهو شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً}... ولا تظني أيتها الأخت الفاضلة أن صورتك هي سبب تأخر زواجك, فكم من فتاة أوتيت جمالاً وخلقاً وديناً وتأخر زواجا إلى سن الثلاثين أو بعده .. فلا تستعجلي واجعلي أملك بالله عزوجل كبير.. وتفاءلي بالخير وستجني خيراً.
5- اعلمي أن الدنيا كلها دار ابتلاءات وأن الآخرة سيكون فيها الجزاء والنعيم المقيم الخالد فأحسني عملك والزمي طاعة ربك ولاتظني بربك إلا خيراً فالله عند حسن ظن عبده به.
__________________
قرأ وهيب بن الورد رحمه الله قوله تعالى {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا} ثم بكى! وقال: (يا خليل الرحمن ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لايتقبل منك) تفسير ابن كثير1/167