طبعاً تعلمين يا روح أنني من أنصار الضرب وأهله
والدتي رحمها الله هي التي كانت تتولى هذه العملية .. أما والدي رحمه الله فقد كان رقيق القلب وما نهون عليه خاصة البنات
ولكن صدقاً يا روح لا أذكر عدد المرات التي ضربتنا فيها ولا أسبابها .. فقط أذكر أنها مرة ربطتنا بالحبل أنا وأختي
.. وباموت عشان أتذكر احنا شو هببنا عشان نستاهل هالعقاب لكن لا أنا ولا أختي نذكر.
وأزيدكِ .. ليست أمي فقط ... مرة ـ أعتقد كنت في الثالثة عشرـ كانت أمي طالعة وخرجتُ من البيت دون أن أخبر أحداً .. قال إيه أتمشى
.. ورآني خالي فرجعتُ إلى البيت بسرعة وأنا أكاد أموت من الرعب .. وبعدها بقليل وجدت أمي داخلة البيت ووراءها خالي .. وهي ترمقني بنظرات كلها غضب ووعيد .. وسألتني: أين كنتِ؟ .. قلت: لم أذهب لمكان ... فنزل على وجهي ((كف)) محترم وبيد ثقيلة من خالي العزيز .. حتى شعرت أن رقبتي ستنخلع من مكانها ..... ورغم ذلك لا أحمل لخالي هذا سوى كل حب واحترام <<< بعد يا شيني غلطانة وازعل منه
الشاهد..
لستُ ضد الضرب .. وأضرب أبناي عندما يحدث ما يستحق ذلك .. ولكنني لا أقبل أو أحتضن إلا بعد أن أسمع إقراراً بالخطأ (يعني هو أولاً يقول أنا ليش ضربته ثم بعد ذلك أشرح له وجهة نظري) .. ثم يجب أن أسمع اعتذاراً صريحاً .. حتى مهرة فديتها علمتها أن تقول آسفة عندما تخطئ.
ورأيي الشخصي أن الضرب يمكن بالفعل أن يؤدي إلى عواقب نفسية سيئة ويرثر سلباً في شخصية الطفل إن لم يكن مترافقاً مع جرعات عاطفية في المواقف الأخرى التي يكون فيها سلوكه جيداً ويستحق الثناء أو حتى في الأحوال العادية وبدون مناسبة .. بمعنى أن التوازن ضروري .. فوقت للعقاب ـ أياً كان العقاب ـ عندما يستحق العقاب .. ووقت للمدح والثناء والتشجيع عندما يستحق ذلك.
كلامي لا يعني أن يكون الضرب هو الحل الأول .. فالأم يفترض أن تقدر الأمور بقدرها وهي الوحيدة الأعلم بطبيعة طفلها ومدى قابليته للانضباط أو الانفلات .. وهي التي تحدد ما التصرف الذي يستحق الضرب وما التصرف الذي يستحق شكلاً آخر من العقاب.