منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - رسالة خاصة لفتاة الحرمين الشريفين مع التحيه
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-05-2011, 10:42 AM
  #9
شاطئ المحبة
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية شاطئ المحبة
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 2,644
شاطئ المحبة غير متصل  
حياك الله أختي الكريمة أم سلطان

وأشكرك على هذا الطرح الراقي المفيد

حقيقة أختي الكريمة أعتب كثيرا على من يربط قيادة المرأة بالدعوة للعلمانية والليبرالية إلى آخر تلك الاتهامات

لا أدري لماذا تقتصر نظرتنا لهذه القضية على الجانب المظلم منها فقط غاضين الطرف عن المصالح الكبيرة والفوائد التي سنجنيها من قيادة المرأة

كنت أرفض قيادة المرأة سابقا رفضا قاطعا وأي شخص يدعو لذلك فهو في نظري ليبرالي علماني منحل ديوث ... الخ !!

ثم التقيت بمجموعة من الشباب تحاورت معهم طويلا والحقيقة أنهم ألجموني بحججهم القوية وبدأت نظرتي تتغير لهذه القضية حتى صرت من أشد المؤيدين لها >> مغرر به وفي رواية مغسول مخه

وبعد أن التحقت بالوظيفة في مدينة تبعد عن مسقط رأسي أكثر من 1200 كيلو متر ازددت إيمانا واقتناعا بأهمية قيادة المرأة

زوجتي ووالدتي وولدي أتركهم في منطقتنا الأصلية دون عائل !! ولا يمكن أن آخذهم إلى منطقة العمل لظروف والدتي الصحية وعدم قدرتها على تحمل أجواء الشمال القارسة البرد

ولك أن تتخيلي مقدار ما أحمله من قلق وهم في كل مرة تخرج فيها زوجتي لقضاء حوائج المنزل

وقبل أن تخرج أملي عليها سيلا من التوصيات و أحرّص عليها أن تستوقف سيارة يقودها رجل متقدم في العمر وإياك يا أم عصام وأن تركبي مع شاب وخذي الخادمة معك و و و !!

فهل يا ترى يصح أن نعرض نساءنا لمثل هذه المواقف ونرهق أنفسنا بالقلق عليهن ولا يصح أن تكون لهن سيارات مستقلة يقضين بها حوائجهن دون قلق أو خوف!!

لماذا لا نعتبر الدول العربية والخليجية نماذج ناجحة في هذه التجربة خاصة وأن هذه الدول والخليجية منها بالذات تشترك معنا في كثير من القيم ؟!!

لماذا نحيط قضية قيادة المرأة بكل هذه الهالة ونصفها بالشر المستطير والوباء الخطير ونرى جيراننا في الدول المجاورة تقود نساؤهم السيارة دون أن يصيبهن شيء من هذا الوباء الخطير ؟!!

هناك أسر فقيرة لا يستطيع أربابها تأمين سائق خاص ، ولا يستطيعون قضاء كل الحوائج بأنفسهم إما لارتباطهم بساعات دوام طويلة أو لبعد مناطق عملهم ( مثل وضعي ) أو لكبر أو عجز أو مرض أو قد لا يكون لهذه الأسرة عائل من الرجال

فلا يمكن لهم تأمين سائق وليست لهم حيلة على مصاريف سيارات الأجرة التي لو افترضنا أنها تقدر بـ ( 40 ) ريالا في اليوم فهذا يعني أن على هذه الأسرة أن تدفع 1200 ريال شهريا وقد لا يتجاوز دخلها 3000 ريال فكيف يمكن لهم استيفاء باقي المستلزمات من مأكل ومشرب وفواتير وإيجار ؟!!

عن نفسي لو استقدمت سائقا خاصا لاستنزف ذلك الكثير من ميزانيتي ، فمصاريف السائق لمدة خمس سنوات قد تكلفني 100 ألف ريال شاملة الرواتب والسكن لأنني أسكن في إيجار وليس لدي ملحق ، فالأوفر أن أشتري لزوجتي سيارة بـ 60 ألف قد تخدمها لعشر سنوات أو أكثر !!


وهناك نقطة مهمة : هل تعرض المرأة للتحرش ( فيما لو حصل ) هو المنكر العظيم وخروجها مع السائق الأجنبي واختلاؤها به لمسافات طويلة وكثرة تواصله معها وكثرة تردده على منزلها بحجة حمل الأغراض وإدخالها ليس بمنكر ؟

مع العلم بأن قيادة المرأة لا يعني بالضرورة تعرضها للإيذاء لأن لو سمح للمرأة بالقيادة فمن الطبيعي أن تكون هناك عقوبات رادعة على كل من تسول له نفسه المساس بها .

ثم ما الفرق بين أن تكون المرأة راجلة أو راكبة ؟ هل كل النساء اللواتي يمشين على أقدامهن للتسوق وخلافه يتعرضن لمضايقات ؟ نعم توجد حالات والأمر لا يخلو ، ولن تختلف النسبة كثيرا بين تعرض النساء للمضايقات وهن سائقات وتعرضهن لها وهن راجلات !

وأرجو ألا نربط بين القيادة ونزع الحجاب

فبإمكان المرأة أن تقود بحجابها ، ولها أن تنتقب وهي خلف المقود أو تظلل سيارتها !

أما قضية ماذا تصنع المرأة لو أصاب سيارتها عطل فبإمكانها أيضا أن تبقى في سيارتها معززة مكرمة وتطلب أمن الطرق أو تستدعي سطحة وليس بالضرورة أن تنزل من السيارة وتلوح لكل من هب ودب

وبالنسبة لمراجعة الورش والبناشر فمن المفترض أن تكون هذه مسئولية زوجها وإن لم تجد لها وليا تستطيع أن تقوم بذلك بنفسها كما تفعل حين تزور الأسواق وتخاطب الباعة من الرجال دون أن يكون عليها أدنى حرج !!

كل مشكلة ولها حل ، أما قضية الحجب أو المنع المطلق فهذا ليس بحل !


أعترف بأن الشباب يحتاج إلى وعي كبير جدا وإلى ضرورة احترام المرأة السائقة ويحتاج إلى جرعات تثقيفية كبيرة ، وعليه أن يدرك أن المرأة حين تخرج للقيادة فإنها تخرج لحاجة لا لترف !

وفي الختام أقسم بالله العلي العظيم بأنني لست ليبراليا ولا علمانيا لكن كل ما تثار قضية قيادة المرأة أشفق على زوجتي وعلى وضعها المشحطط وعلى كثرة مطالبي لها بتأجيل زيارة المستشفى لحين عودتي مع كونها حاملا ، وفي ذات الوقت أنكر أشد الإنكار على ما فعلته الأخت منال الشريف - أصلحها الله - فليس من المواطنة في شيء أن تخرج على الدولة وأن تحاول وضعها في الأمر الواقع وتحرجها بهذا الشكل وأن تؤلب الرأي ضدها .

وعلى الرغم من تأييدي الشديد لقضية قيادة المرأة إلا أن أسلوب الأخت كان مستفزا جدا ، نسأل الله أن يصلح الراعي والرعية وأن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها .






__________________
إلى الماءِ يسعى من يغَصُّ بلقمةٍ ::
إلى أين يسعى من يَغَصُّ بِمَاءِ؟!

التعديل الأخير تم بواسطة شاطئ المحبة ; 26-05-2011 الساعة 10:57 AM
رد مع اقتباس