الأخ الكريم/ شاطيء المحبة
نعم! ربما الموهبة لا تبزغ كبزوغ الفجر من خلف أستار الظلام إلا بعد زمن يكاد الشاعر نفسه أن تعلوه الغرابة جراء ذلك.
منهم من كتبه قبل وصوله 10 سنين، ومنهم في مرحلة المراهقة، ومنهم من تأخر.
هناك الشاعر الذي يكون الشعر لديه موهبة في حقيقتها، وهناك من يتعلمه صناعة بالعروض والتراكيب والنسج على منوال ما سبق.
الشاعر الموهوب يفوق المتصنّع بكل جدارة، لكن هذا لا يعفيه من مسؤولية تطوير أدواته الشعرية، وإلا فالموهبة لوحدها لا تكفي لإنشاء شاعراً مجيداً.
وأقسم بالله أن الشعر ليس بالأمر الهيّن الذي يعتقده كثير من الناس؛ ففيه معاناة وعصر ذهني وعاطفي، وتركيب وأخيلة، واستدعاء واستجلاب، وتشبيه. ألم تسمع ما قال الفرزدق: لخلع ضرس أهون علي من قول الشعر. هذه الكلام يصدق على من يريد التجويد في شعره، أما من يكتبه كيفما اتفق فالأمر لا يحمل الفرق لديه أبداً.
النقاد فعلاً هم من يمتلكون معرفة الشعر الجيد من رديئه خصوصاً إن كان الناقد موهوباً لماحاً جديراً بالنقد الشعري. لكن يا رعاك الله معظم النقد اليوم ما هو إلا قراءات شعرية على عجل.
أيضاً الجمهور العام له رأيه وإعجابه الصادق؛ بل في كثير من الحالات يعدون أصدق في رأيهم حينما يخالط الشاعر مزاجهم ومشاعرهم بأبياته فيصبح هذا الجمهور متعطشاً لشاعرهم.
ختاماً:
لقد صدق ابو جرول "الحطيئة" في تلك الأبيات التي ذكرتها.