وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بك أخي العفيف وحمداً لله دائماً لا ينقطع على نعمه واحسانه وتفضله عليك بأن جعلك تبتعد عن الشبهات مع الجنس الاخر هذا وانت في اوج شهوتك وريعان شبابك ترى ما تراه وانت تدرس في الغرب ولم تنحني للشيطان الغوي الرجيم .
يبدو لي من طيات كلامك انك مصدوم من زوجتك ولم يكن في حسبانك أن هذه المرأة تتحدث مع الجنس الاخر وتصل لهذا المستوى من الانفتاح والتساهل وهي من عائلة ملتزمة واخوانها دعاة ومصلحون وكنت تنتظر منها المصداقية واذا بك تصدم بكذبها عليك في النظرة الشرعية بخصوص مشاركتها في المنتديات .
أخي الكريم أنا أتفق معك أننا شعوب مسلمة محافظة تأبى أنفسنا العيش مع إمراة منفتحة مع الرجال لعلمنا بمخاطر هذا الانفتاح وما ستؤول له هذه العلاقات التي تبدو بريئة في ظاهرها غير انها شرارة سرعان ما تتحول الى نار حارقة تأكل الاخضر واليابس ، ولكنك الان خطبتها بالفعل وأصبحت بحكم الشرع زوجتك وأنت المسؤول الاول في تهذيب خلقها وتقويم سلوكها والستر على زلاتها وترشيد معتقدها وفكرها وثقافتها والامر حتى هذه اللحظة لا توجد فيه الخطورة البالغة كالفاحشة البينة أو خروجها مع شُبان لا سمح الله أو أي نوع من هذا العمل المشين وزوجتك مازالت على عفتها وطاهرتها حتى مع وجود هذه التجاوزات فلا ينبغي لك المبالغة في هذا الموضوع لهذا الحد وأنا أصدقك القول أنك لازلت بخير،فبصبرك ونفسك الطويل والتدرج بالموعضة والكلمة الحسنة والقول اللين والقدرة على الاقناع لا بالفرض والاجبار تستطيع ترميم بنيان شخصية زوجتك بالشكل الذي يعجبك وتتمناه .
أخي الفاضل أنت قلت أن أكثر الصفات التي تتمانها في شريكة حياتك منطبقة على زوجتك وهذا شيء ممتاز وقد لا تجده في غيرها لعلمي بأنه لا توجد إمراة في هذا الكون كاملة الاوصاف في جميع النواحي الخلقية والدينية والشكلية .
فتجد إمراة صبيحة الوجه وما يبعث على الارتياح من النظر إليها
وتجد حيوية ومرحه وخفيفة الظل وتعطيك نكهه خاصة
وتجد ملتزمة جداً ومثقفة وذكية وتعينك على كثيراً في الحياة
وتجد طيبة القلب بدرجة عالية جداً فتستحي من طيبها وعطائها
وتجد إمراة ذات قوام ممشوق يسترق الانظار
وتجد إمرأة فاتنة وجهها في غاية الحسن والابداع والجمال
وتجد أمراه اسلوبها في الحديث غير ممل وناعم وانثوي وشيق كأنها موسيقى تتناغم على مسامعك
فهل تستطيع أن تجمع لي كل هذه الصفات الرائعة وتحصرها في إمرأة واحدة فقط؟ بالطبع لن ولن وبكل تأكيد لن تستطيع أن تجمع كل هذه الصفات والمميزات في فتاة واحدة الا في عالم آخر يسمى عالم الاحلام، ومادام الامر كذلك فيتطلب منك تغاضي الطرف عن هذه السلبيات فأنت في نعمة كبيرة لن تشعر بهذه النعمة الا اذا فقدتها لانك كما قلت أكثر صفات خطيبتك أعجبتك ونالت رضاك واذا انفصلت وقمت بالبحث مجدداً ستقارن بين خطيبتك وبين الفتيات الاتي تعزم على خطبتهن فتجد من الصعوبة بمكان إيجاد بديل يوافق رغبتك وطموحك وقد يطول عندك البحث سنوات طويلة وفي نهاية المطاف تتزوج إمرأة لا تنسجم معها ويجثم عليك الندم على تسرعك في من ارتاحت لها نفسك .
لا تدع الشيطان يحوم حولك بذرائع وهمية لا أساس لها من العقلانية وأراه يترصد لك تارة بكذبها عليك وتارة يذكرك بحديثها مع الشبان عبر النت وتجد انك لا تحبها بسبب ذلك فهذه كلها يمكن معالجتها وتصليحها .
اسعى من اليوم بالتلذذ بكلمات الحب والعشق معها وتعامل معها بمنتهى الرقة والدلال اجعلها اسيرت حبك بطيبك وكرمك وعذب لسانك وبعد ان تكسب قلبها وتستحوذ على كل مشاعرها وقلبها أخطو الخطوة الثانية وهو تقويم سلوكها وتقوية إيمانها كن لها نعم القدوة بالتزامك وايمانك وصدقك، وهذا لا يعنى أن تسكت في هذه الفترة عن إنزعاجك من حديثها مع الرجال في النت لا ليس هذا هو المقصود فينبغى ان تبدي عدم رضاك ووجوب قطع هذا التواصل بشكل فوري دون تردد ولكن كما قلت لك بالتي هي أحسن وما كذبها عليك في النظرة الشرعية بخصوص موضوع المنتديات الا دليل انها استحت على وجهها من هذا الفعل ويدل ايضاً ان في قرارة نفسها هذا عمل ليس مقبول ومرفوض عند المجتمع وهذه ايجابية .
تتسائل لماذا كذبت علي؟ اجبتك انها تعرف ان حديثها مع الفتيان ليس صحيح واضيف ايضاً انها ارادت الزواج والستر والعفة فلا تريد ان تخسرك وأما قولك لماذا لم تسمح بالحصول على الماسنجر مثل غيري فاجيبك انها ليست متأكدة انك ستتزوجها وانت رأيتها بالفعل بينما الذي تحدثهم لا يعرفونها بشخصها وعينها فهي شخص وهمي بالنسبة لهم فلا تنزعج هذا شيء من حقها ان تمتنع عنك والان بعد ان تحقق الزواج لم تتردد باعطائك كل عناوينها وايملاتها
أنأ انصحك لله أن تتمسك بزوجتك ولا تستسلم للشيطان فيفرق بينكما أنت بوساوسك وتضخيمك لهذه الامور وأعطائها أكبر من حجمها ستخسر الكثير وستجد صعوبة في التعامل مع الجنس الاخر معها أو مع غيرها ويبدو لي انك بحاجة الى خبرة اوسع واكبر بعالم النساء فالتعامل مع المراة يختلف عن عالم الرجال فحذاري من الوقوع في خطأ لا يغتفر أو عنف وقسوة وجرح عميق لا يندمل،وهذا لا يعني أني لا أتفق معك على ان الفتاة التي تتحدث مع الرجال الغرباء يجب وضع خط أحمر عليها ويخشى عليها من الوقوع في المحذور على المدى البعيد (طبعاً لا يجوز أن تظن وتشك في أخلاق زوجتك وانت تأكدت انها محترمه مع من في المنتدى ومحافظة)ولكنك الان تزوجتها ورضيت بصفاتها وتذوقت طعم خلقتها ويجب عليك السعي لهدايتها وما عليك الا التأكد من انها ليست مصرة على الاستمرار بالحديث معهم عبر النت واذا كانت مصرة على الاستمرار (وأنا استبعد ذلك)فالامر يختلف تماماً .
لا تعتقد انك لن تحبها فالحب والعشق لا يأتي بين عشية وضحاها فمع مرور الوقت ستجد انك لا تستطيع الاستغناء عنها لانك مقتنع بها كزوجة واشعر انك تحبها وانت لا تدري والدليل انك كتبت عن مشكلتك لانك مصدوم من كذبها وحديثها مع الرجال ولكنك تحبها وتريد الاستفاقة من هذه الصدمة .
أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يصلح بينكما ويجعل بينكما المودة والرحمة والمحبة وان يتقبل اعمالنا ويغفر لنا ولكم