بالعكس عزيزتي كلرز .. خذي راحتكِ .. وأنا أتفق تماماً مع تساؤلكِ .. وربما لذلك قلتُ إن المسألة مع ابني عندما تتعلق بالآخرين فإنها سهلة وبسيطة .. بل إنني في الحقيقة لم أشعر بأنه تأزم كثيراً بعد موت جديه بقدر ما استغرب اختفاءهما .. ولذلك تقبل الأمر بسلاسة عندما شرحت له فكرة الموت والجنة والسعادة التي يعيشها الناس فيها .. ولكن الأمر أصبح مختلفاً تماماً عندما طالني أنا سؤاله.
البارحة كنت معزومة على العشاء .. وطبعاً سلطان عنده خبر من الصبح.
المهم .. بعد صلاة المغرب بدأت في تجهيز نفسي .. وعندما رآني كذلك جاءني وقال لي: انتي بتروحين الحين؟
قلت له: عقب شوي بإذن الله.
قال: وبابا؟
قلت: بابا بيتم وياك أنت ومهرة.
سكت لبرهة ثم جاءني ثانية: يا ماما أنا أخاف عليج.
قلت: من شو تخاف عليّ يا ماما.
قال: أخاف تموتين وما ترجعين!
قلت: يا ماما إحنا مو قلنا إننا كلنا بنموت وبنروح الجنة؟ الموت مب شي شين .. وأنا إذا مت باروح الجنة .. والجنة مكان حلو.
قال: يعني إنتي بتموتين وتخلينا إحنا الثلاثة بروحنا (يقصد نفسه وأباه وأخته)
ودمعت عيناه وجاءته غصة وبدأ يبكي!!
بصراحة لم أتمكن من مواصلة الكلام واضطررت لإلهائه وإشغاله عن هذا الموضوع.
كما قلتي يا كلرز .. هو فاهم فكرة الموت ولكنه متوجس من فكرة الفقد .. وحقيقةً لم أشعر أن شرح مسألة الجنة والنعيم والأشياء الحلوة فيها أراحه أو خلصه من قلقه وخوفه من فقداني!
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.