ابني الكريم توني صغير:
عن نفسي أصدق كل ما يكتب هنا من مشاكل وأتعامل معها بشكل جاد وأكل الباقي لصاحبه فالأجر من الله والنوايا علمها عنده ولم نؤمر بالفحص والتدقيق في النويا والواقع أعجب من الخيال.
التحليل:
1- وعي جميل إحساسك بالمسؤولية وإنكارك للشاذ من الأفعال التي تراها.
2- من الإيمان إنكارك لها.
3- من نعم الله عليكَ أن تخرج من صلب هذا الرجل وتستنكر بعض أفعاله.
4- لستَ مسؤولاً عن تقييمه ولا تأديبه ولا تصحيح أفعاله وهذا يعفيك من إثم ما يفعل هو فهو يأثم بما يفعل وأنت تؤجر على إنكار ذلك بينك وبين نفسك.
5- حقه عليك الطاعة في غير معصية.
6- إن أمرك بمعصية ( وهي درجات تصل حتى أن يأمرك بأن تكفر بالله) ولن يأمر بالكفرِ إلا كافر فلا يجب أن تطيعه وهنا وقفة عظيمة يؤدب الله فيها المؤمنين لتقدير مقام الأبوة وهو الأدب في الإنكار على الأب فيما يأمر به وهي أنلا تطعه في أمره لك بالمعصية ولو وصلت للكفر ولكن في نفس الوقت تحفظ له حق أبوته في التطلف معه في الإنكار ومعايشته على ما يفعل بأن تصاحبه في الدنيا معروفاً وفي الآخرة يحاسب الله الجميع الخير بخير والشر بشر.
7- أي لفظ سيء في وصف الوالد يعتبر منك عقوق وكونه يفعل أمور ليست صحيحه فهذه حسابها عند الله ما لم يستغفر وفي نفس الوقت هذا لا يعطيك الحق في عقوقه بتلك الألفاظ ولن تصدق أن فعلت ذنباً أقوى من ذنبه وقد أغراك الشيطان ودخل على دينك من هذا الباب حيث أوهمك بأن أفعال والدك غير المقبولة تجيز لك وصفه بما يحسب عليكَ عقوقاً فتلطف معه ولا تكن مع الشيطان عليه.
8- تنتهي مسؤوليتك في إبلاغ والدتك وهي تتفاهم معه.
9- حسن خلقك معه مهما كانت أفعاله معك ومع أهلك ستجعله يري بعينٍ واضحة أفعاله السيئة ولنفترض أن أفعاله نقاط سوداء وأنتم تعارضون وتستنكرون وتظهرون الكراهية لأفعاله وهذه نقاط سوداء فهو لا يرى بوضوح نقاطه السوداء ولكن إذا كان يسيء وتحسنون فكأنكم تزرعون البياض أمام ناظريه فتظهر له بوضوح نقاطه السوداء.
10- أنتم مأمورون بحسن البر له من أجل رضى الله والجنة فقفوا عند هذا الحد واستنكروا أفعاله في قلوبكم وأوصلوا له الاستنكار بما يحفظ له خط الرجعة في التوبة.
11- أحد أقاربي كان خطيب جمعة وإمام مسجد كبير في مدينة الرياض وكان والده يدخن الشيشة وكان يصنع رأس الشيشة لوالده ثم يغتسل ويتطيب ثم يذهب للصلاة ومنها التراويح وظل على هذه الحال فترة ومع استنكاره لذلك إلا أنه لم يضاد والده بل ظل يدعو له ويطيعه ويلازمه في البر حتى هدى الله والده وصار خلفه تماماً في كل صلاة والأب يبكي ويردد لقد رباني ‘بني على كبر فكن رحمة لوالدك لا أداةً بيد الشيطان ضده .
أسأل الله العلي القدير أن يهدي قلبه وقلبك وقلبي وقلوب الجميع إلى ما يحب ويرضى.
__________________
لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.