منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - اسئلة واستفسارات شرعية أجاب عليها فضيلة الشيخ سعد بن مطر العتيبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-2008, 05:39 AM
  #33
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي
عضو هيئة التدريس بقسم السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 70
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي غير متصل  
جميع الأجوبة على أسئلة الأخت الوفية لوالديها تم إعادتها من محفوظات أخي العزيز يعقوب بن مطر حفظه الله ، فجزاه الله خيرا ، وسوف أضعها تباعا إن شاء الله تعالى .
وهناك محفوظات وصلت من إحدى الأخوات في المنتدى جزاها الله خيرا ، وسوف أجتهد في وضعها موضعها مع التنبيه على مصدرها إن شاء الله تعالى


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوفية لوالديها مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فضيلة شيخنا الفاضل بارك الله فيك و كثر من أمثالك و حفظكم ذخرا للأمة
اسئلتي فضيلة الشيخ حفظك الله:

الأول
ما حكم المواضيع التي تتضمن دعاءا جماعيا لشخص متوفي مثلا او مريض؟
كأن يأتي عضوا معينا و يقول اني داع لفلان فامنوا.. بخلاف المواضيع الدعائية و التي يطلب منها العضو الدعاء لنفسه او لقريبه؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله !
الملاحظ في المنتديات وجود أنواع من التفاعل مع المصائب التي تحل بأحد الأعضاء أو بغيرهم من الناس الذين لهم مكانة عندهم ، كالأقرباء أو الأصدقاء أو رموز الأمة .
والغالب من ذلك : فتح أحد الأعضاء موضوعا يتضمن خبراً بوقوع مصيبة من موت قريب أو صديق ، أو مرض شخص ، ويبتغي الكاتب من فتح الموضوع : الدعاء للمريض ، والدعاء للميت بالمغفرة والرحمة أو أن يبيحه من يعرفه ، وذلك دون ذكر لدعاء معين أو طلب التأمين على دعاء معين .
فهذا إن كان خبرا عن موت شخص ، فيرجى أن يكون ملحقا بالتعزية والتصبير والمواساة ، إن كان الشخص ممن يعزى فيه ، والتعزية من الأمور المستحبة ، فيجوز منه ما يجوز ويمنع منه ما لا يجوز .
وإن كان خبرا عن مرض شخص ، فإن كان من الأعضاء أو ممن لهم بهم معرفة مثلا ، فيرجى أن يكون ملحقا بأحكام زيارة المريض ، أو بتذكير الآخرين بالدعاء له بالشفاء ، طمعا في شفائه .
فما كان في معنى التعزية أو الزيارة ، فيرجى أن لا يكون به بأس إن شاء الله تعالى ؛ فإن لذلك أثرا في نفس العضو إذا كان الميت قريبا له أو كان هو المريض ، أو كان المريض قريبا له ، يشبه أثر التعزية في ميت ، والدعاء لمريض ؛ وينبغي استحضار نية معنى التعزية أو الزيارة ، رجاء الأجر والثواب من الله تعالى .
وما قد يكتبه العضو من دعاء - مأثور أو غيره مما لا محظور فيه - لم يطلب منه ، إنما هو من باب الإفصاح عن الدعاء الذي دعا به وقد يصحبه نية تعليم الأدعية الشرعية لبقية الأعضاء من خلال ذلك الموضوع ؛ كما يتضمن في العادة نصائح وتوجيهات شرعية للمريض أو لمن أصيب أحد من قرابته بمصيبة الموت ، وفي هذا من نشر الخير ما لا يخفى على الإخوة في المنتديات ، فإن صحبته نية صالحة في هذه المعاني فيرجى دخوله في أنواع القرب ؛ لدخوله في عموم ما ذكر من المعاني المشروعة ، دون اعتقاد سنية صفة من صفاته بعينها .
وأما إذا أتى بدعاء معين ، وطلب من الأعضاء التأمين ؛ فهذه صفة خاصة تحتاج إلى دليل ؛ فلم يرد في موضوع الدعاء للميت أن يدعو أحد ويؤمن الآخرون ، حتى في صلاة الجنازة يكون الدعاء فرديا .
ومما يدل لذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد أو شابا ، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم . فسأل عنها أو عنه ، فقالوا : مات . قال أفلا كنتم آذنتمونى . قال : فكأنهم صغروا أمرها أو أمره . فقال : دلوني على قبرها فدلوه . فصلى عليها . ثم قال : ( إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها . وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم ) . ولم يَدْعُ لها صلى الله عليه وسلم دعاء جماعياً بل صلى عليها صلاة الجنازة وانصرف فهذا هو السنة في ذلك ؛ فينبغي الحذر من عبادات إضافية لا يكون لها أصل في الشرع .
وفيما له أصل مما يحتمل معنى التعزية المشروع أو الزيارة المشروعة ، غنية عن ما لا أصل له في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن ما لا أصل له في هذا الباب يكون داخلا في معنى البدعة ، والله تعالى أعلم .



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوفية لوالديها مشاهدة المشاركة
الثاني:
ماذا ترون فضيلتكم في مشاركة النساء الرجال و العكس في النقاشات و الحوارات في المنتديات؟و ماهي الحدود و الضوابط التي يجب الانتباه اليها؟ مارأي فضيلتكم في وضع الابتسامات بين السطور اثناء النقاشات و المناقشات بين الرجل و المرأة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله !
هذه المسألة من المسائل النازلة ، التي أظن إشكالها الأكبر في تطبيقها لا في تنظيرها ، إذ إن لها في الشرع أدلة تؤصلها وتضبطها ، ولها من تطبيقات سلفنا أمثلة تكشف جوانب مهمة تتعلق بها . ولعلي أكتفي في بيان حكمها وضوابطها ، بالإحالة إلى مقال قيم للشيخ الدكتور علي الصياح وفقه الله ! ومما جاء فيه :
"التعقيب بين الجنسين..الأصل فيه الجواز بالضوابط الشرعية التي دل عليها الكتاب والسنة ومنها:
أ-عدم اللين في الكلام سواء في القول أو الكتابة قال تعالى (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض)..ومن ذلك النكت والمزاح..والمدح والثناء المتضمن نوعا من الميول-وكل أعرف بنفسه!-...وكذلك العبارات المائعة مثل (اشتقنا لك!)، (تأخرت علينا!!) وهذا كله مما يمجه عقلاء الرجال!!
ب- أن يكون بقدر الحاجة..فلا تستطرد في السواليف والكلام..وكأنها مع أنثى!.
ج- عدم ذكر الأمور الخاصة التي يستحى من ذكرها وتخالف الآداب العامة، والذوق السليم...
وهنا لا بد أن تطرح الأخت الكريمة على نفسها سؤالين قبل المشاركة:
س1/ هل يرضى زوجي أو أبي أو أخي بهذا الطرح؟ بمعنى آخر لو كان بجانبك زوجك أو أبوك هل تجرئين على كتابة هذا؟
س2/هل أرضى أن تطرح امرأة أجنبية على زوجي مثل هذا الكلام ؟ يعني هل ترضين أن امرأة أجنبية تقول لزوجك مثلا (اشتقنا لك؟!)، ونحوها؟
هذا السؤالان سيكون لهما أثر كبير على جيدة الطرح!
وإذا رأت طالبة العلم ميلا قلبيا..بدأ ينمو في قلبها لأحد...فلتتذكر أن الله يراها ومعها..وأن هذا باب فتنة ..فلتعالج وضعها بسرعة قبل استفحال المرض بحيث إما أن تترك الكتابة فالسلامة لا يعدلها شيء، أو تترك التعقيب على شخصية معينة تخشى من هذا الميول القلبي الذي ربما تبتلى به!..أو غير ذلك مما هي أعرف به.
وأذكّر أن الدخول في العاطفة سهل جدا...ولكن الخروج منه صعب جدا..إلا ما رحم ربي!. " أهـ
وهذا تأصيل مختصر يكفي من الناحية النظرية . لكن الإشكالات تقع في التطبيق كثيرا ؛ وذلك نتيجة اجتهادات في التطبيق تؤدي إلى عدم التزام بالضوابط لأسباب قد لا تكون مقصودة لكل من الجنسين المتحاورين ، لكنها تتسبب في حصول المفاسد .. فأعضاء المنتديات في الغالب ليسوا أبناء مجتمع واحد ، ولا بيئة اجتماعية واحدة ، ولا ثقافة واحدة ، فما كان عاديا في عرف بلد عضوٍ قد لا يكون عاديا في بلد الآخر ، وإن كان داخلا في حكم المشروع ، مما ينتج عنه سوء ظن ممن مجتمعه أكثر محافظة . وربما كان سبب التطبيق مقصودا من بعض الأعضاء الأقل استقامة أو غير المستقيمين من الجنسين ، فيفسد المناقشات والحوارات والتعقيبات المشروعة ويعطي انطباعا عاما سيئا عنها .
وهنا أحب أن يرجع الإخوة والأخوات إلى مقال الشيخ علي وفقه الله ففيه فوائد مهمة ينبغي الوقوف عليها ، وهذا رابطه :
http://www.hadiith.net/LIBRARY/artic...&id=32&&cat=35

وأما بالنسبة لوضع الابتسامات فينبغي أن لا توضع ولا سيما في بيئتنا ؛ لأن لها دلالات غير مقبولة وإن لم تكن مقصودة ، و ربما دخلت في معنى الخضوع بالقول ، أو فتح باب لسوء الظن بمن يضعها . وإن كانت تقرأ في بعض البيئات رموزا تختصر بعض المعاني ، ولا يرقى استعمالها فيها إلى درجة الخضوع بالقول .
وعلى كل حال فينبغي تركها لما ذكر .
أما وضعها للمعاني العاطفية فلا شك في عدم جوازه ، حتى وإن كان العضوان قريبين قرابة رحم أو كانا زوجين ، كما قد يقع في بعض المنتديات .
والموضوع فيه تفاصيل أخرى ، ولعل فيما ذكر كفاية ، والله تعالى أعلم .