منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - كواكب الأسحار ( قصتي ورفيقة دربي )
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2011, 02:28 AM
  #5
البليغ
عضو المنتدى الفخري
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 5,761
البليغ غير متصل  
أرجو أن لا تظن أنني أرقص على جراحك، أو أستلذ بمعاناتك، أو أنني أستعرض أمامك ذوقي اللغوي والشعري..لا والله ما كان هذا قصدي...
إنما تبادرت إلى ذهني الآن قصيدة ابن رزيق البغدادي فأخذت منها هذه المقتطفات:
قـد كـان مضطلعـاً بالخطـب يحملـه
فضيقـت بخطـوب الدهـر أضلـعـهُ
يكفيـه مـن لوعـة التشتيـت أن لــه
مـن النـوى كـل يـوم مـا يروّعـهُ
والدهر يعطي الفتى مـن حيـث يمنعـه
إرثـاً ويمنعـه مـن حيـث يطمـعـه
:::
ودعـتـه وبــودي لــو يودعـنـي
صفـوُ الحـيـاة وأنــي لا أودعــهُ
وكم تشبّث بـي يـوم الرحيـل ضحـىً
وأدمـعـي مسـتـهـلاتٌ وأدمـعــهُ
:::
لا أكـذب الله, ثـوب الصبـر منخـرقٌ
عـنـي بفرقـتـه لـكـن أرقّـعُــهُ
اعتضت من وجـه خلّـي بعـد فرقتـه
كأسـاً أجـرّع منهـا مــا أجـرعـهُ
:::
إنــي لأقـطـع أيـامـي وأنفـدهـا
بحسـرة منـه فـي قلـبـي تقطـعـهُ
بمـن إذا هجـع الـنـوام بــتُّ لــه
بلوعـة منـه ليلـي لـسـت أهجـعـهُ
:::
ما كنـت أحسـب أن الدهـر يفجعنـي
بــه ولا أن بــي الأيــام تفجـعـهُ
حتـى جـرى البيـنُ فيمـا بيننـا بيـدٍ
عسـراء تمنعنـي حـظـي وتمنـعـهُ
:::
ثم تذكرت قصيدة الشاعر العربي الكبير محمد مهدي الجواهري حين أتاه نعي زوجته فاخترت منها ما يلي:
في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أَجِــدُ
أهذهِ صَخرةٌ أم هذهِ كَبِـــدُ
قدْ يقتلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُـدوا
عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِــدوا
تَجري على رَسْلِها الدنيا ويَتْبَعُها
رأْيٌ بتعليـلِ مَجْراهـا ومُعْتَقَـدُ
أَعْيَا الفلاسفةَ الأحرارَ جَهْلُهمُ
ماذا يُخَبِّـي لهم في دَفَّتَيْـهِ غَـدُ
:::
ليتَ الحياةَ وليتَ الموتَ مَرْحَمَـة ٌ
فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لَبدُ
ولا الفتاةُ بريعانِ الصِّبا قُصِفَـتْ
ولا العجوزُ على الكَـفَّيْنِ تَعْتَمِـدُ
:::
عَزَّتْ دموعيَ لو لمْ تبعثي شَجناً
رَجعتُ منهُ لحرَّ الدمعِ أَبْـتَــرِدُ
خلعتُ ثوبَ اصطبارٍ كانَ يستُرُنـي
وبانَ كَذِبُ ادَّعائي أنني جَلِـدُ
بَكَيْتُ حتى بكا مَنْ ليسَ يعرفُني
ونُحْتُ حتىَّ حكاني طائرٌ غَــرِدُ
كما تَفجَّر عيناً ثـرةًً حَجَـــرُ
قاسٍ تفجَّرَ دمعاً قلبيَ الصَّلِــدُ
إنَّا إلى اللهِ! قولٌ يَستريحُ بــهِ
ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحَدُوا
مُدي إليَّ يَداً تـُمْدَدْ إليكِ يَـدُ
لا بُدَّ في العيشِ أو في الموتِ نَتَّحِـدُ
كُنَّا كشِقَّيْنِ وافى واحِـدا ً قَـدَرٌ
وأمرُ ثانيهما مِن أمـرهِ صَـدَدُ
ناجيتُ قَبْرَكِ أستوحـي غياهِبَـهُ
عنْ حالِ ضَيْفٍ عليه مُعْجَلاً يَفِـدُ
وردَّدَتْ قَفْرَة ٌ في القلب ِ قاحِـلة ٌ
صَدى الذي يَبتغي وِرْدَاً فلا يَجِـدُ
ولفَّني شَبَـحٌ ما كانَ أشبهَــهُ
بِجَعْدِ شَـعْرِكِ حولَ الوجهِ يَنْعَـقِدُ
ألقيتُ رأسـيَ في طَّياتِـهِ فَزِعَـاً
نَظِير صُنْعيَ إذ آسى وأُفْتَــأدُ
أيّامَ إنْ ضاقَ صدري أستريحُ إلـى
صَدْرٍ هو الدهـرُ ما وفّى وما يَعِدُ
لا يُوحِشُ اللهُ رَبْعَاً تَـنْزِليـنَ بـهِ
أظُنُّ قبرَكِ رَوْضَاً نورُهُ يَقِــدُ
وأنَّ رَوْحَـكِ رُوحٌ تأنَسِينَ بهـا
إذا تململَ مَيْتٌ رُوحُهُ نَـكَــدُ
كُنَّا كنَبْتَـةِ رَيْحَـانٍ تَخَطَّمَهـا
صِرٌّ فأوراقُـها مَنْزُوعَة ٌ بَــدَدُ
:::
ضاقتْ مرابِعُ لُبنان بما رَحُبَـتْ
عليَّ والتفَّتِ الآكامُ والنُجُــدُ
تلكَ التي رَقَصَتْ للعينِ بَهْجَتُـها
أيامَ كُنّـا وكانتْ عِيشَةٌ رَغَـــدُ
سوداءُ تَنْفُخُ عن ذكرى تُحَرِّقُـني
حتَّـى كأنّي على رَيْعَانِهَا حَــرِدُ
واللهِ لم يَحْلُ لي مَغْـدَىً ومُنْتَقَلٌ
لما نُـعِيتِ ولا شخصٌ ولا بَلَـدُ
أين المَفَـرُّ وما فيها يُطَارِدُنـي
والذكرياتُ ، طَرِيَّاً عُودُها، جُـدُدُ
أألظـلالُ التي كانَـتْ تُفَيِّئُنَـا
أمِ الهِضَابُ أمِ الماءُ الذي نَــرِدُ
أمْ أنتِ ماثِلَة ٌ؟ مِن ثَمَّ مُطَّـرَحٌ
لنا ومِنْ ثَـمَّ مُرْتَاحٌ ومُتَّـسَـدُ
سُرْعَانَ ما حالَتِ الرؤيا وما اختلفتْ
رُؤَىً , ولا طالَ- إلا ساعة ً- أَمَـدُ
:::