اقتباس:
وانطرحت بين يدي أرحم الراحمين أرجوه أن يهون علي ما أنا فيه , وأن
يساعدني في محنتي , وسافرت الى مكة لأعتمر عنها , فما أن وطئت قدمي
المسجد الحرام وشرعت في قول ( أعوذ بالله العظيم , وبوجهه الكريم ,,,)
حتى أجهشت بالبكاء وتذكرت اعتمارنا سويا , وكيف كانت رفيقتي
هناك , ويعلم الله كيف أديت عمرتي بمشقة وصعوبة لا أكف عن البكاء
ثم صليت الفجر وتلى الإمام ما تيسر له من الآيات حتى وصل الى قوله تعالى
( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) فوالله ما استشعرتها بقلب
واع متدبر كما استشعرتها في تلك اللحظة , وكأن الله يخاطبني بها
وأحسست بسكينة وراحة عجيبة , ثم أنهيت صلاتي وجلست
عند الملتزم أرنو الى الكعبة المعظمة , قد ربط الله على قلبي , ولم
أشعر بروحي وقتها , وكأنها قد انفصلت عن جسدي ورفرفت بالأعلى
وغمرني شعور روحاني يستحيل أن أصفه , وكأن اتصالا خفيا قد
تم َّ بين روحينا آنذاك , فأحسست بها تخاطبني : ألا يكفيك حزنا و
لوعة ؟ انا هنا بين يدي من أكرم وفادتي ونزلي , واذا بي ارد عليها
في أعماقي دون ارادة مني : والله ما اعترضت على قضاءه ولكنها
لوعة الفراق والشوق الى اللقاء .
لا أعرف كيف أصف لكم , لكنه كان حديثا متناغما بين روحينا , سكنت
به روحي المنهكة , واطمئنت به نفسي المتعبة , وأحسست ببرد وسلام
يغمرني , وعدت أدراجي وأنا أفضل حالا مما أتيت , وتيقنت حقا وصدقا من
مقولة ( حق على المزور أن يكرم زائره ) , فوالذي نفسي بيده لقد أكرمني
كرما عظيما في جواره .
|
كرر تلك العمرة بين الفينة والأخرى فله أثر عليك كبير، جرب الصدقة لرفع الهم والحزن عنك , اللهم ارفع درجتها في عليين والطف بحال أخينا أحمد واجعله راضيا أتم الرضا .