بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة حقيقة قصتك استوقفتني كثيراً و وذكرتني بمن طلقت قبل الدخلة لكن تختلف عن قصتك أن البنت هي التي تطلب الطلاق..
أختي في الله أحب أن أذكرك بعدة أمور:
الأمر الأول :
الصبر ، نعم الصبر ، تذكري قوله تعالى[font=Arial Narrow]:{ والله يحب الصابرين }، وقوله:{ والله مع الصابرين}، وقوله :{ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون }، وقوله :{إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.
وقال صلى الله عليه وسلم : (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ،إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر ، فكان خيراً له).
والصبر واجب بإجماع الأمة وهو نصف الإيمان لإن الإيمان نصفان :نصف صبر ونصف شكر ، لذا فيا غاليتي أوصيك بالصبر وعدم الجزع والشكوى لغير الله ، لأن الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر ، فإن يعقوب عليه السلام وعد بالصبر الجميل ، والنبي إذا وعد لا يخلف ، ثم قال :{ إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله }، وكذلك أيوب أخبر الله عنه أنه وجده صابراً مع قوله :{مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}، وإنما ينافي الصبر شكوى الله لا الشكوى إلى الله ، كما رأى بعضهم رجلاً يشكو إلى آخر فاقة وضرورة . فقال: يا هذا ، تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك ؟ ثم أنشد:
وإذا عرتك بلية فاصـــــبر لها صبـــر الكريم فإنه بك أعــــــلم
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
فلا تجزعي من ذلك واصبري وقد وعد الله الصابرين بالثواب الحسن الطيب ، وإن المصيبة في الدنيا تكفر الخطايا ، حتى الشوكة يشاكها تكفر له الخطيئة ، قد يأتي على المرء يوم القيامة من حاله أن يتمنى لو أنه لم تبقى مصيبة إلا وقد أصابته حتى تكفر خطاياه، وتأملي قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث إن أمره كله له خير ومعناه أن الله لم يخلق شراً محضاً ، فإنه وإن كان شرا من وجه إلا أنه خير من وجه آخر ، فانظري إلى الوجه الذي فيه الخير لك وهو تكفير الذنوب باذن الله وأمور أخرى تخفى علينا فإن أحدا لا يعلم أين الحكمة في ذلك ، لذا فإني أنصحك أن تقرأي كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين لمؤلفه ابن قيم الجوزية رحمه الله بتحقيق الشيخ سليم بن عيد الهلالي طبعة دار ابن الجوزي.
الأمر الثاني :
الإيمان بالقضاء والقدر وعدم التسخط بما أراد الله لك ,وتذكري قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عندما سأله عن الإيمان قال فيه :(أن تؤمن بالقدر خيره وشره) ، عندما يوقن الإنسا ن أن الله قد كتب له ذلك يرضى يطمئن وليس لأحد أن يمنع هذا القدر إلا باذن الله ، لإن الأمر لم يأتي إلا من إلهنا وخالقنا الرحمن الرحيم ، والإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان فقوي في نفسك هذا الجانب تنعمي بطمأنينة البال .
الأمر الثالث :
قولك أن عاداتكم وتقاليدكم تمنع من كشف الوجه أمام الأغراب ، أود ان أنبهك أن مسألة تغطية الوجه وإرتداء الحجاب عبادة شرعية أمر بها الدين يجب إخلاص النية فيها ، وليست مسألة عادات وتقاليد ، يعني عندما تقومين بتغطية وجهك استحضري في نفسك أن هذا الفعل أمر به الله وأن بإذنه ستنالين الأجر على ذلك ، وهنا تظهر فائدة النية في الدين أنها تميز بين العادة والعبادة ، فكل ماوجد لله يبقى وما وجد لغيره يندر أن يبقى ، وقد يمثل له من ترتدي العباءة إذا سافرت خلعتها لأنه هنا لا رقيب على العادات والتقاليد أما من لبستها لتتقرب بها من الله لا تخلعها لإن رب العباد يعلم الجهر و أخفىوهي تخافه فلا تخلعها.
وأحسبك والله حسبيك ولا نزكي على الله أحداً ممن أخلصت النية لله في تغطية الوجه فلا تلقي بالاً لمن يستهزئ بك بل تمسكي بدينك، فماذا يضرك وما يضايقك إن كنتي على الحق وهم على الباطل.
الأمر الرابع :
الدعاء وهو سلا ح المؤمن ، خصوصاً في الثلث الأخير من الليل ومواضع استجابة الدعاء الأخرى ، ادعي الله أن يخفف عنك ويلهمك الصبر على هذه المصيبة وأن يبدلك الله زوجاً خيراً منه وادعي الله : وقولي : اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها.
الأمر الرابع :
مسألة الصورة الفوتغرافية الحمد لله أنها مزقتها لإن العلما ء أفتوا بتحريمها إلا للضرورة مثل البطاقات الصحية والتصوير للذكرى ليس ضرورة .
الأمر الخامس :
إن ما يشاع عنك من أن بك حالة نفسية قد يؤثر على نفسيتك وقد تتوهمين انه قد ينفر الخطاب من خطبتك أقول لك ما دمت أنت مؤمنة أن الله هو الرزاق المعطي للخيرات وأن من دعى الله أعطاه ما دعى وأجابه فلا تحزني وتوكلي على الله ثم لا تزعزعي ثقتك بنفسك لأن هناك من الخطاب من لا يقتنع بكلام الناس في الفتاة حتى يتأكد هو بنفسه ، ونصيبك ماراح يضيع إن شاء الله.
الأمر السادس:
تجربة مرت عليك إن شاء تكون فيها الفائدة اللي تفيدك في حياتك المستقبلية ، وأحب أن أؤكد بعض المفاهيم التي طرحتيها : المشاكل تكون بين الزوجين فقط ولا داعي لتدخل الأهل ، الاحترام المتبادل بين الشريكين وأهلهما .
الأمر السابع والأخير :
رأيي الشخصي إن هذا الزوج وهذه العائلة غير صالحين الحمد لله إنك سلمتي منهم ، هذا كلامي بعد الطلاق ، ولو كان ما تطلقت قلتلك بعد اصبري واتحملي وحاولي تغيرين من طباعهم وحلي المشكلة و مافي داعي للطلاق ، لكن ما أقول غير : قدر الله وما شاء فعل ، أسأله الله أن يخفف مصيبتكي ويلهمك الصبر عليها ويثيبك ويرزقك الزوج الصالح ، لا تنسي دعائك لي بالذرية الصالحة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.[/font]