-حرسك الحافظ سبحانه يا أخ أحمد...
-وددت لو أن محابري دموعاً، ورموشي سطوراً كي أعبّر لك، أو أضيف لك، أو أسرد لك آيات الصبر أو أحاديث الصبر، وقصص الابتلاء ونحوها لكني يا أحمد آثرت التحليق معك في أحزانك من باب (فإن الشّجى يبعث الشجى).
-كم أشعر بحرقة فؤادك اللين الهين، ومشاعرك الطرية الصادقة على شريكة العمر، وعديلة الروح، وبلسم الفؤاد، وقرة العين، ومتعة الناظر، وسيدة البيت، والمحبة الطائعة...وما أنا بالمعدّد لحسناتها –من خلال حديثك عنها- فأزيد قولاً وأنقص في المكيال فأدخل في دائرة النياجة من حيث لا أدري، وأستجلب الذنب لنفسي ولغيري.
-يا أحمد: هل رأيت الدنيا كيف تسير؟ هل رأيت المقادير كيف تسير؟ هل رأيت الأمور والأنظمة كيف تسير؟
-تكاد بعض الأمور أن تجتز إيماننا لكننا حين نتأمل بعين المبصر الموقن الواثق بربه نجد حكمة ولطفاً خفياً في المقادير المكروهة ولو بعد حين.
-يا أحمد: يكفيك من موضوعك هذا أن الجميع دعا لها؛ ورب دعوة خرجت من أحدهم أو إحداهن في هذه الليلة ففتحت لها أبواب السماء.
-يا أحمد: اقرأ قول الله تعالى فستجد سلوانك فيه (هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون * لهم فيها فاكهة ولهم ما
يدعون * سلام قولا من رب رحيم).
-يا أحمد: أحييك على وفائك النادر، وإخلاصك الرقراق، وقلبك الصافي كماء النهر حين يجري.
وأعجبني فيك ثباتك الآن وحكمتك؛ لذا خذ من النبي صلى الله عليه وسلم قصته مع أمنا خديجة رضي الله عنها، وكيف بدأ حياته بعدها خصوصاً أنها توفت هي وعمه المحامي عنه أبو طالب في عام واحد حتى سمي ذلك العام بعام الحزن.
-يا أحمد: لقد دعوت لك، وسأدعو لك إن شاء الله.
-يا أحمد: كن أخاً لنا هنا، وأمطر علينا من وفائك ومن خبراتك.
:::
أخيراً أقول لك:
لله درك من رجل.
:::
تكاد تكون قصيدة ابن رزيق ومحمد مهدي الجواهري هي الأقرب لنفسي خصوصاً حين قال:
لبست ثوب اصطبار كان يسترني*وبان كذب ادعائي أنني جلد
أسأل الله أن يربط على قلبك، ويثبت قدمك.