اسمع يا أخي الكريم:
-لقد أخطأت في التنبيش عن الماضي للطرف الآخر، وما كان ينبغي لك هذا.
-وأعتقد أن الحديث أتى عنه خلال جلسة بينكما، وكنتَ أنتَ لا تدري بماذا تتحدث مع امرأتك فقلت لنفسك: دعني أفتح معها حديثاً في هذا الموضوع، ثم جرفك الشيطان بأحابيله، وزيّن لك الأمر، واسترسلت حتى سمعت ما يسوؤك.
-أما زوجتك فرأت الأمر من زاوية حسن النية، وأنك زوجها، وحبيبها، وسركما واحد، وأن الحب بينكما كبير راسخ، وأنه لا بأس في القول للزوج ما دام الأمر منتهياً وماضياً ولّى وانصرف.
-من هذا يتبين لي يا أخي المثقف الناضج العاقل كما وصفت نفسك أنك بحثت عن ما لا يعنيك فأتاك ما لا يسرك. وفي المقابل يتضح لي سذاجة زوجتك، وغلبة الثرثرة عليها في حينه للحديث عن شيء خطير مثل هذا.
:::
آمل منك ما يلي:
الجانب الأول:
إن كنت تمتلك صبراً، وسماحة صدر، وقلباً رحيماً يغفر، ورأيت أمامك شخصاً نظيفاً بعد الزواج، وليس له للحرام نظر أو طريق فأقترح عليك ما يلي:
1) الإكثار من الصلاة النافلة، والاستغفار، والاستعاذة من الشيطان الرجيم بالنفث عن يسارك دائماً ثلاثاً.
2) الضغط الشديد على النفس من أن تسترسل في ظنونها..وعليك بتحويل الأفكار في ذهنك لمسار آخر.
3) أكثر من قراءة آيات المغفرة في القرآن الكريم. ومنها قوله تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس..).
4) اتجه لأداء العمرة لوحدك، وصلي أمام الكعبة، وفكر، واستخر.
5) اضغط على نفسك، وعد لممارسة الحياة الطبيعية معها ولو مجاملة.
6) جرب نفسك واحملها على الصبر، واليقين بصدق من أمامك، وصدق توبته، فإنها تجبّ ما قبلها، واعلم أنه سفه وطيش مراهقة.
-لا تفهم أنني فقدتُ غيرتي فغيرة الرجل قاتلة، أو أنني أهوّن الأمر إلى درجة الدياثة، لا! ولكن أرى هذا في مثل موقفك، وربما أكون على صواب، وربما على خطأ، والله أجل وأعلم.
الجانب الثاني:
إن لم تستطع السماح، أو رأيتَ عملاَ يدل على تعلقها بالماضي، أو فعلاً يثير التوجس، وإن كنتُ لا أظن هذا فافعل ما يلي:
1) احسب خيارات الاستمرار معها من حيث طبيعة نفسيتك، وقوة تحملها، وصبرها، ومصابرتها، واسحب خيارات الفراق، ونتائجه.
2) استخر في أمر التعدد أو الانفصال.
3) جهّز إجابة حكيمة لقولها لأهلها ولولدك إن كبر عن أسباب الانفصال.
4) ثم استخر في الانفصال أو الزواج بأخرى.
الجانب الثالث:
إن كنت تقع بين حيرة الانفصال وحيرة الاستمرار بسبب حبك لها، واعتقادك أن هذا ماضٍ تولّى وانصرف فأقترح عليك تطليقها طلقة واحدة انتقاماً لمشاعر رجولتك وكبريائك وأنفتك وشرفك وعرضك، ثم أعدها إلى عصمتك قبل انتهاء عدتها.
:::
خلاصة القول:
-لا تقدم على شيء حتى تفكر بعمق، وتستخير كثيراً كثيراً.
-أكثر من النفس العميق، ورياضة المشي، والخلوة في مكان جميل لوحدك حتى تفكر بشكل سليم، ثم تستخير يا رجل.
-بعد وصولك لقرار نفّذه بحكمة ومعروف.
-الزم الستر عليها فهذه أعراض.