السلام عليكم اخي الفاضل.. اود ان احييك على جهودك المبذولة ومساعيك لعمل الخير. اسأل الله ان يجزيك خيراً على كل ما تقدمه.
بصراحة انا اول مرة اتكلم عن مشكلتي مع احد.. لكني بعد ان قرأت المشاركات شعرت بدافع للكلام. انا على طول اشعر اني عندي مشاكل نفسية واني لازم اراجع دكتور ومرة صارحت صديقة لي بهذا الموضوع وكانت ردة فعلها غريبة وحاولت تقنعني اني ما فيني شي. لكني بدأت اشعر بهذا الشيء بعد حادثة وفاة والدي الذي خطف وقتل وانرمت جثته في الشارع اثناء سفره للعمل في بلد غير الي احنا فيه واتصل فينا عمي بعد يوم من الحادث ليعلمنا بالخبر المشؤوم. كان عمري 24 تسلسلي الثانية بعد اختي ولي اخوة اصغر مني. من يومها حسيت بالمسؤولية تجاه امي واخوتي. كنت بالجامعة تركت السنة حتى اشوف امور اهلي وعلى الاغلب اني تركت هذه السنة لاني ما كنت قادرة اني اواجه العالم الخارجي بعد ان فقدت الاب الي كان احن علي حتى من والدتي وكان كالصديق بالنسبة لي ولاختي. بين يوم وليلة تغيرت حياتنا. حسيت ان والدتي بدت تعاني من مشاكل صحية ونفسية وغضبها صار ينصب فيني لاني الوحيدة الي كنت معاها ليل نهار على الرغم من وجود اختي واخوتي الاولاد. تحطمت نفسيتي حيل. السنة الي بعدها رجعت للدراسة لكن الي صار اني فقدت الرغبة في كل شي. بعد ان كنت مجتهدة بدروسي واشتغل بالجامعة واقضي يومي من الصبح حتى التاسعة مساءاً في الجامعة بين العمل والدراسة صرت مالي واهس لاي شي. حسيت ان الحياة ما فيها شي يفرح وصرت اشوفها بالوان معتمة مثل الوان ثيابي الي بقيت لابستها سنتين حتى في البيت ما لبست غير الاسود. كنت احاول اتغلب على المي وحزني بالحبوب الي اعطاها الطبيب النفسي لامي. كانت تريحني حيل وهي السبيل الوحيد لمنع انهمار دموعي وتخليني انـــــــام.. لكني حتى وانا نايمة ما كنت ارتاح، بقيت سنين بعد الحادث احلم اني ابي مات وانا اصرخ واصرخ واصرخ واحمله واركض فيه للمستشفى حتى اعالجه وابكي لحد ما اصحى من النوم. انا لليوم ما زرت قبر والدي وذلك لتردي الوضع الامني في بلدي. مرات كثيرة افكر كيف راح تكون مشاعري لما ازور قبره راح انهار من البكي او اصمت او انصدم بعد ما سلمت عليه اخر مره وودعته اجي اشوفه مدفون تحت التراب. خصوصاً بعد وفاته بكم شهر ولشدة صدمتي بالموضوع قررت ان اقنع نفسي انه سافر وبيرجع بعدين ويمكن يطول سفره وكان هذا الاحساس يريحني مع الحبوب طبعاً (انا مؤمنة واعلم انه امر الله لكني مو بيدي). بطلت الحبوب بعد سنة لكن نومتي بعدها تخربطت لليوم وانا ما اعرف انام الا اخذ حبوب منومة. انا الان عمري 31 سنة اصلي لوالدي وادعي له واعمل المعروف واهدي ثوابه لروحه لكني مازلت متألمة مثل اول يوم. مر على الحادث كل هالسنوات وانا مازلت لم اكمل دراستي حولت من جامعة لجامعة ومن اختصاص لاختصاص ادخل اول ايام بتحمس وبعدها يصير عندي فتور حتى ما افتح الكتاب وادرس.. ولم افكر بموضوع العمل الدولة صرفت راتب للعائلة والبلد الي احنا فيه تعطي منح للطلاب وهذه هي مواردي المالية. اكره الوضع الي انا فيه واحس اني عالة على اهلي، واحلم ان اخلص دراستي وابدأ حياتي العملية واتشجع واتحمس للموضوع لكن بعد فترة اشعر اني لن احقق اي شي في حياتي واني انسانة فاشلة. كانت لدي علاقات صداقة كثيرة لكنني سنة بعد اخرى ابتعد اكثر واكثر يتصلون بي لكن ما ارد.. لا اشعر بالرغبة بتكوين صداقات او الاستمرار بصداقاتي القديمة وخصوصاً بعد ان صدمت ببعض الصديقات المنافقات. كنت مرتبطة عاطفياً بشخص لكن انفصلنا لاسباب خارجة عن ارادتنا. وبعدها تقدم العديد من الشباب لخطبتي. كان اغلبهم فرصة لاي بنت تحلم بالاستقرار. من حيث السن والعلم والمال والنسب. لكنني ينتابني شعور غريب عند تقدم شخص لخطبتي اتضايق وانفعل ولا اشعر بالراحة الا بعد ان ينتهي الموضوع. كل الفتيات من حولي تزوجوا لم اشعر بالغير ابداً. لكن علامات الاستفهام الكثيرة في وجوه من حولي هي ما تزعجني الا ان تحولت الي نظرات عطف وصار كل من يراني يدعوا لي بالزوج الصالح خصوصاً بعد زواج اخي الاصغر مني من فتاة تصغرني بـ 11 سنة. شعرت حينها ان العمر يمضي بي وانا واقفة في مكاني. فكرت بموضوع الزواج بصورة جدية. وتقدم لي شاب يكبرني بـ 3 سنوات، طبيب، اخلاقه جيدة.. واعجب بي كثيراً وطلب ان يتكلم معي هاتفياً وعبر لي عن مدى اعاجبه بي وتمسكه بي. بصراحة لم اشعر باي انجذاب نحوه وقررت ان اقطع الاتصال بيننا. وبعد 3 اشهر عاود الاتصال وابلغني انه يريد ان يتقدم رسمياً الى اهلي بعد العيد. لا يجود سبب لرفضي له وفي نفس الوقت لا اشعر بشيء تجاهه سوى اني اريد ان اغير حياتي اشعر بانه اخر فرصة واني لن اجد شخص بمواصفاته لو رفضته. اشعر اني لن احبه واخاف لو تركته لهذا السبب قد لا اجد من احب واكون خسرت فرصة الارتباط بشخص يحبني ويحاول اسعادي. محتارة في امري لدرجة البكاء كلما فكرت في هذا الموضوع. اريد فعلاً الارتباط به لكني لم اتقبله نفسياً اشعر اني اجامله فما الحل؟
اعلم اني اطلت لكني اشعر براحة كبيرة بعد ان كتبت لك عن كل ما يدور بداخلي.. شاكرة لك سعة صدرك. وتقبل مني كل التقدير.